هل يحقق الاتفاق "الروسي - التركي" الهدنة في إدلب؟

كتب: دينا عبدالخالق

هل يحقق الاتفاق "الروسي - التركي" الهدنة في إدلب؟

هل يحقق الاتفاق "الروسي - التركي" الهدنة في إدلب؟

"منطقة عازلة منزوعة السلاح".. هو الحل الذي توصل إليه الجانب الروسي والتركي، بعد مرور حوال 10 أيام على فشلهما في التوصل لاتفاق بطهران، بشأن مصير إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية، لتتباين مواقف رؤساء روسيا وإيران وتركيا.

وفي الاتفاق الجديد الموقع في سوتشي الروسي، نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، ستدخل حيز التنفيذ في 15 أكتوبر المقبل، لإنشاء حد فاصل بين القوات السورية الحكومية من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، ويتراوح عرض المنطقة بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس بين القوات الحكومية والفصائل المسلحة، على أن تخلي جميع فصائل المعارضة، بما فيها جبهة النصرة، المنطقة من السلاح الثقيل بحلول العاشر من أكتوبر.

وتضمن روسيا، التي لها نفوذ على النظام السوري وتركيا، التي تملك نفوذا على الفصائل المسلحة، بما فيها جبهة النصرة، تنفيذ الاتفاق، وفقا لموقع "سكاي نيوز"، مضيفا أنه ستجري دوريات مشتركة من القوات الروسية والتركية بمراقبة المنطقة لضمان عدم وجود خروقات.

الاتفاق يعتبر جيدا نسبيا لتجنب الخيار العسكري وقصف المدنيين، في رأي المحلل السياسي السوري تيسير النجار، وهو ما يعتبر حلا مبدأيا لأزمة إدلب، موضحا أنه يمنح تركيا الحق في إدارة المحافظة السورية في تلك الفترة.

وأضاف النجار، في تصريح لـ"الوطن"، أن الأفضل لحل تلك الأزمة نهائيا هو الحل السياسي وحسمها بمفاوضات جنيف، لتجنب إمكانية عدم الألتزام بالاتفاق طوال الوقت.

وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة على إدلب، الواقعة في الشمال السوري، منذ عام 2015، التي يقطن فيها نحو 3 ملايين شخص، نصفهم نازحون من مناطق اقتتال أخرى، بحسب الأمم المتحدة، يشمل ذلك أيضا ما يقدر بنحو 10 آلاف من المقاتلين المتشددين، بما في ذلك المقاتلين المرتبطين بالقاعدة.

وأكد أيضا الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الاتفاق يعتبر خطوة إيجابية لتسوية الأزمة التي أندلعت منذ عدة أشهر، مشيرا إلى أن الخيار السياسي سيحسم ذلك الأمر.

ويعتبر فهمي أن تركيا هي التي تثير جدلا حاليا فيما يتعلق بألتزامها تنفيذ الاتفاق، خاصة أنها لم تلتزم في اتفاقيات مشابهه أخرى، مضيفا أن ذلك يبدو أن روسيا ستحسمه كونها تمتلك رؤية إيجابية تجاه إدلب وتتواصل فيه مع عدد من الدول الأخرى، مؤكدا أنها قادرة على تطويع كافة الأطراف للألتزام بالاتفاق.

وتابع أن مصير أدلب والقوات الموجودة بها والفصائل المعارضة ووضع الأكراد، ستكون محل خلاف خلال الفترة المقبلة.

ويعد إنشاء المنطقة الحل البديل لعملية عسكرية للجيش السوري، حيث اعتبرها الرئيس الروسي "حلا جديا" يتيح تحقيق "تقدم لحل هذه المشكلة".

ومن جهته، عبر الرئيس التركي عن اقتناعه بأن هذا الاتفاق "سيجنبنا حصول أزمة إنسانية كبيرة في إدلب"، مضيفا أن "روسيا ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان عدم حصول أي هجوم على منطقة خفض التصعيد في إدلب".

وتأتي مذكرة التفاهم الروسية التركية، في غياب إيراني واضح، في إشارة إلى عدم موافقة طهران، التي تدعم بقوة شن عملية عسكرية على أدلب، حيث تعتبر إيران أي اتفاق يوقف جهودها العسكرية في سوريا، خصما من نفوذها الذي بدأ يعاني تحت وطأة غارات إسرائيلية قاسمة طالت معظم البنية التحتية للحرس الثوري في سوريا، وفقا لـ"سكاي نيوز".

وكانت طهران استضافت في 7 سبتمبر الجاري، قمة بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا، ولكنهم فشلوا في الاتفاق بسبب رغبة الإيرانيين والروس في مواصلة العمل العسكري، بينما اقترح الأتراك هدنة في المدينة.


مواضيع متعلقة