"الوطن" من على مقاعد كبار السن بالمترو بعد "النص تذكرة":"المعاش يدوبك"

"الوطن" من على مقاعد كبار السن بالمترو بعد "النص تذكرة":"المعاش يدوبك"
- المترو
- مترو الأنفاق
- سعر التذكرة
- نصف تذكرة
- مقاعد كبار السن بالمترو
- أسعار تذاكر مترو الأنفاق
- المعاش
- المعاشات
- كبار السن
- المترو
- مترو الأنفاق
- سعر التذكرة
- نصف تذكرة
- مقاعد كبار السن بالمترو
- أسعار تذاكر مترو الأنفاق
- المعاش
- المعاشات
- كبار السن
أربعة أشهر فقط مرت على آخر زيادة في أسعار تذاكر مترو الأنفاق، بعد أن تقرر العمل رسميا بنظام المحطات في العاشر من مايو الماضي، خرجت الهيئة القومية لمترو الأنفاق ووزارة النقل، اليوم، بقرار مفاجئ اتُخذ مع فتح أبواب المترو لاستقبال الجمهور، يتمثل في إلغاء تعريفة نص تذكرة، الممنوحة للعسكريين ورجال والشرطة والصحفيين وكبار السن فقط، ما أحدث حالة من الارتباك بين الركاب أمام شبابيك التذاكر بالمحطات، خاصة أن هذا القرار، انتشرت حوله الشائعات لإحداث حالة غضب في صفوف فئات أخرى لا يشملها القرار كـمتحدو الإعاقة، والأطفال من سن 4 سنوات وحتى 10 سنوات، والمحاربون القدامى، ولكن المفاجأة وعدم التمهيد للقرار، أحدث حالة ارتباك.
"الوطن" اقتربت من الوضع على الأرض، ونزلت وسط صفوف الركاب في محطة مترو الدقي، لترى تداعيات القرار الجديد، وتأثير الشائعات التي صاحبته ومدى انتشارها، وما الإجراءات التي اتخذتها إدارة المترو لتوضيح قرارها.
{long_qoute_1}
الأمور بدت طبيعية هادئة في الصباح، إلى حد ما، اختفت ملامح الزحام والطوابير أمام شبابيك التذاكر وداخل عربات المترو، لم يكسر حالة السكون الصباحي إلا صوت موظفي التذاكر وهم يطالبون كبار السن باعتبارهم الأكثر انعزالا عن السوشيال ميديا وما يتداول عليها من أخبار، بدفع مبالغ إضافية لارتفاع سعر التذكرة.
من داخل محطة مترو الدقي، عقارب الساعة تشير إلى الحادية عشر صباحًا، أعداد قليلة من الركاب يصطفون أمام شباك التذاكر يتوسطهم العشرات من كبار السن، يتسائلون بينهم عن حقيقة رفع سعر التذكرة، أحدهم يحمل في قبضة يده جنيهين فقط يحضرهما لشراء نصف تذكرة كما اعتاد كل يوم، تقدم خطوة واحدة للأمام حتى جاء دوره في شباك التذاكر وما لبث أن وضعهما الحاج علي أمام الموظف الجالس بالداخل حتى رد عليه الأخير "عاوز جنيه كمان يا حاج"، التذكرة سعرها زاد.
كلمات الموظف بدت غريبة على أذن الرجل الستيني، لم يفهم معنى الكلام في البداية، التفت ينظر حوله في حالة استغراب إلا أنه لم يجد من ينهي حيرته، فتوجه بسؤاله للموظف، بس أنا معاش يا ابني وبدفع نص تذكرة، ليجيب الموظف إتلغت من أول النهاردة وبقت بـ3 جنيه عادي.
خرج الرجل الذي اكتست رأسه باللون الأبيض من الطابور بعد أن حصل على تذكرة من الفئة الأولى 3 جنيهات متجها نحو محطة مترو العتبة، ولاتزال حالة التعجب تسيطر عليه، فلم يقرأ خبرا عن القرار ولم يسمع أحدا يتحدث فيه منذ خروجه من بيته، ومضى الرجل متمتما بكلمات لم يتضح منها سوىربنا يوسع رزقنا ويقدرنا حتى حملته درجات السلم الكهربي إلى أسفل نحو رصيف القطار واختفى بعد ذلك.
{long_qoute_2}
على بعد خطوات من شباك تذاكر المحطة نفسها، الإذاعة الداخلية للمترو يصدح منها موسيقى أحد الأغنيات بصوت خافت وبعض الإرشادات للركاب دون التنويه عن القرار الجديد بشكل واضح، جاء عجوزا يتكأ على عصا خشبية بخطوات بطيئة، أفسح له المصطفون في الطابور الصغير الطريق احتراما لكبر سنه، يوجه حديثه لموظف التذاكرعاوز نص تذكرة للمرج، فيجيبه بنفس الإجابة السابقة، مبقاش في نص تذكرة كله سعر موحد حسب المحطات.
الحوار القصير بين الرجل الستيني وموظف التذاكر، لم ينهيه سوى نداء أحد الأشخاص في آخر الطابور، يلا عشان متأخرين فيضطر الرجل العجوز أن يسرع خطوته متحاملا على عكازه متجها إلى أحد المارة ليفهم السبب، فتغيرت ملامح وجهه معلقا: "المعاش يادوب بيكفي والزيادة دي مكنتش على البال خالص".
داخل عربة السيدات في المترو المتجه نحو محطة الأوبرا، جلستا سيدتان في سن متقدم، يدور بينهما حوار خافت عن رفع سعر التذكرة، غير أن فتحية فوزي، 65 سنة، ارتفعت نبرة صوتها قليلا في حالة انفعال بعد أن خرجت من بيتها لزيارة ابنتها المتزوجة لتفاجئ بإلغاء النصف تذكرة، في قرار وصفته بالمفاجئ ولم يتم التنويه عنه من قبل، ياريت يزودوا المعاشات عشان المصاريف كل يوم بتزيد علينا، فترد عليها شقيقتها الستينية، ياريت يجددوا العربيات القديمة بعد الزيادات دي.
على مدخل شباك التذاكر بالمحطة تجلس موظفة أمامها "يافطة" صغيرة كتب عليها الاشتراكات، تجيب على تساؤلات الفئات التي ينطبق عليها قرار إلغاء النصف تذكرة، وبسؤالها عن مصير أسعار الاشتراكات للصحفيين وكبار السن، أجابت: "سعر الاشتراك هيفضل زي ماهو للفئات دي، مفيش زيادة غير على سعر التذكرة بس".