سامح مهران: أبلغت وزيرة الثقافة أن هذه آخر دورة لى.. بنصرف من جيبنا.. والهجوم لا يتوقف رغم الإشادات الدولية

كتب: إلهام زيدان

سامح مهران: أبلغت وزيرة الثقافة أن هذه آخر دورة لى.. بنصرف من جيبنا.. والهجوم لا يتوقف رغم الإشادات الدولية

سامح مهران: أبلغت وزيرة الثقافة أن هذه آخر دورة لى.. بنصرف من جيبنا.. والهجوم لا يتوقف رغم الإشادات الدولية

يتولى الدكتور سامح مهران مسئولية رئاسة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر للدورة الثالثة على التوالى، بعد توقف المهرجان فترة دامت خمس سنوات فى أعقاب ثورة يناير، وخلال الفترة الحالية يعمل على التجهيز للدورة الخامسة والعشرين من المهرجان.

تحدّث «مهران»، لـ«الوطن»، عن أبرز الصعوبات التى يعانى منها المهرجان خلال الفترة الراهنة، وآلية العمل داخل إدارته، كما رد على بعض الانتقادات الموجهة إلى المهرجان، وكشف عن سعيه لتدشين مركز لورش الفنون المسرحية لإخراج أجيال قادرة على الإبداع.

منذ متى يبدأ التجهيز للدورة الفضية من المهرجان؟ وما الصعوبات التى واجهتها أثناء مرحلة الإعداد له؟

- هذه الدورة هى الثالثة لى فى رئاسة المهرجان، ونبدأ فى التجهيز لكل دورة عقب انتهاء الدورة السابقة لها، والعمل العام أصبح مجهداً فى مصر بشكل عام، والصعوبات التى نواجهها مالية فى الأساس، فالأسعار ترتفع بشكل كبير، لا سيما أسعار الطيران والفنادق التى يقيم بها المشاركون، وبين الدورة الماضية والحالية ارتفعت الأسعار نحو 50%، وهذه عقبة كبيرة، لأننا لن نستطيع مواكبة هذه الزيادات فيما بعد.

{long_qoute_1}

هل هناك صعوبات أخرى بخلاف الميزانية؟

- العمل الجماعى يحل الكثير من المشكلات، لكن يضايقنا التشكيك فى الدوافع، فالتقدير يأتينا من الخارج والذم من الداخل، حتى إن البعض يقول إن المهرجان «سبوبة»، والبعض يقول إن علينا توفير هذه الميزانية لشراء لبن أطفال، وهذا خلط للمعايير، فهل مهمتى -وأنا أشغل منصباً فى وزارة الثقافة- شراء لبن للأطفال؟! أم مهمتى أن أخلق حالة تفاعل ثقافى وأنفتح على العالم.

المهرجان متهم بقبول عروض دون المستوى فى الدورات الماضية.. ما تعليقك؟

- لدينا من خلال الموقع ما يسمى «نداء المشاركة»، بعدها تبدأ الفرق فى التقدم للمهرجان، وترسل أسطوانات الأعمال التى قدمتها، ونحن لدينا لجنتان بالمهرجان، إحداهما برئاسة المخرج الكبير عصام السيد، لمشاهدة العروض الأجنبية والمفاضلة بينها، وأخرى برئاسة المخرج الكبير ناصر عبدالمنعم لمشاهدة العروض العربية والاختيار منها، فكل المراحل تمر بـ«فلترة»، ويتم مراعاة مقتضى الحال، وحتى فى دورات المهرجان السابقة -إبان تولى فاروق حسنى الوزارة- كانت اللجنة تنعقد هنا فى مصر، والعروض تشارك بالآلية نفسها، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب.

لماذا لا يتم البحث والتنقيب بالخارج عن أفضل العروض، بدلاً من تلقى فرق ربما لا تُرضى طموحات الجميع؟

- هذا كلام نظرى، وهناك فرق رائعة بالخارج، لكن هل سأل أحدهم كم تتكلف دعوة مثل هذه الفرق، إن بعضها يتكلف آلاف الدولارات فى الليلة الواحدة، كما أن لدينا مشكلات أخرى تتعلق بالتقنية فعند التفكير فى دعوة فرق كبرى، نجد أن بعض العروض الأجنبية تحتاج تقنيات خشبة مسرح للعرض غير متاحة فى مصر، فخشبات المسارح عندنا «بعافية»، وهذا عائق إضافى أيضاً.

{long_qoute_2}

بماذا ترد على من يقول إن المهرجان «سبوبة» أو يصفه بـ«التخريبى»؟

- أقول له: «تعال امسك المهرجان بنفسك»، ونحن مستعدون لإخلاء مواقعنا فوراً، افعل ما تفعله وادفع للمهرجان من مالك الخاص كما نفعل، وسبق أن قلت لهؤلاء ولأمثالهم الذين قالوا إن ميزانية المهرجان 10 ملايين جنيه: اذهبوا إلى الوزارة، فلديها البيانات كاملة، نحن نعمل طوال العام بشكل تطوعى تقريباً، ونحصل على مبالغ هزيلة فى نهاية المهرجان، نكون أنفقنا أضعافها على مدار العام. الإخوة العرب يقولون لنا: كيف يمكنكم تنظيم مهرجان دولى بهذا المبلغ؟ وحين تحسبين ميزانية المهرجان بالدولار ستكتشفين أنها ضئيلة للغاية، وأعتقد أن هناك فى مصر من يعمل بمبدأ «فيها أو أخفيها»، ونحن لسنا متمسكين بشىء، ولا ننتظر شيئاً، ومن يريد إدارة المهرجان فليتفضل حباً وكرامة، والأسبوع الماضى أخبرت وزيرة الثقافة عن رغبتى فى ترك المهرجان بعد هذه الدورة.

لماذا فكرت فى ترك المهرجان؟

- أتصور أننى قدمت الدور الواجب علىّ، وهو إعادة المهرجان مرة أخرى، وقت أن كنت رئيساً للجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، ومهم جداً بعد مرور ربع قرن من هذا المهرجان، أن نسلمه إلى أجيال أخرى.

كم تبلغ ميزانية هذه الدورة؟ وهل ترى أنها مناسبة لطموحات إدارة المهرجان؟

- ميزانية العام الماضى كانت 4 ملايين جنيه، وهذا العام 6 ملايين جنيه، وهى قليلة فى ظل غلاء الأسعار هذا العام، ونحن كإدارة نعمل شبه متطوعين، ونضع علامة استفهام حول إمكانية استمرار المهرجان فى دورات مقبلة فى ظل هذه الظروف، كما أننا فى الوقت نفسه لا نستطيع أن نرهق الوزارة بطلبات مبالغ فيها، فنحن نعرف ظروف مصر.

تم اتهام المهرجان بتقديم عروض تحتوى على إيحاءات جنسية على المسرح خلال إحدى الدورات الأخيرة؟

- «كلام فارغ»، لا يوجد مشهد إباحى واحد فى عروض المهرجان على مدى دوراته السابقة، وهل المسرح فى حاجة لأن يكون مباشراً إلى هذا الحد؟ أم أنه يمكن الإيحاء بهذه الدلالات بشتى الطرق الرمزية، ويضايقنى التعامل مع المتفرجين على أنهم إناء فارغ ينتظر من يملأه باللون والسائل المحدد، فهل حين أشاهد فيلم عنف أو آخر يتبنى سرقة بنك، هل أقوم بسرقة البنوك؟ أنا مع الحرية المسئولة، ونحن جزء من العالم، ويستحيل الانفصال عنه، وأنا مع التفاعل مع الآخر، ولست مع ضرورة تبنى وجهات نظره، وتقابلنا خلال عملية الاختيار عروض لعرايا لكن نستبعدها، مراعاة لثقافة المجتمع والمتفرج المصرى.

{long_qoute_3}

ولماذا لا يتم فتح الباب لفكرة الرعاة؟

- نخاف من فكرة الرعاة لأنها تعرّض القائمين على المهرجان للقيل والقال، وأدعو الوزارة للتعاون مع الرعاة، من خلال مراقب حسابات، وليس من خلال إدارة المهرجان بشكل مباشر، تجنباً لشبهات مثل (فلوس تحت الترابيزة)، فكل شىء معرَّض للتشكيك هذه الأيام.

بعد إلغاء بند الجوائز.. لماذا لا يتم طباعة كتب متخصصة كما كان يحدث فى الدورات الماضية؟

- تعرفين أن هناك حقوق ملكية فكرية لا بد من دفعها لدور النشر العالمية، وميزانية المهرجان -كما أوضحت- لا تسمح بذلك، فنشر 10 كتب فقط مثلاً يحتاج ميزانية كبيرة جداً، لكننا سنتفق مع الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومى للترجمة، على ترجمة بعض الكتب لطباعتها من خلال المركز فى الدورات المقبلة، لكى يحمل على عاتقه تكاليف الطباعة بعيداً عن ميزانية المهرجان.

البعض يرى أن إلغاء المسابقات فى المهرجان أثّر عليه سلبياً.. ما رأيك؟

- ليس صحيحاً، أنا لست مؤمناً بالتسابق فى الفن، وأكبر مهرجانات المسرح فى العالم مثل «أدنبره» الدولى باسكتلندا، أو «أفنيون» بفرنسا، ليس بهما مسابقات، لكن نحن دائماً مهمومون بفكرة الجائزة، فهل من المعقول مقارنة ثقافتنا بثقافة فى أمريكا أو فى فرنسا، هذا التفاعل يحدث دون تسابق، ويمنح للمشاركين فرصة العرض دون توتر أعصاب.

سيشارك فى هذه الدورة عرض «سنوايت» للأطفال باعتباره الفائز فى المهرجان القومى.. فما صلة العرض بفكرة «التجريب»؟

- هل علىّ اختراق لائحة المهرجان مثلاً، العرض ليس للأطفال ولكنه للأسرة المصرية، وإن كان لا يندرج تحت فكرة التجريب، ويشارك فى هذه الدورة 6 عروض سبق لها الفوز فى دورات ماضية، وذلك بمناسبة اليوبيل الفضى.

كيف ترى المهرجان بعد عودته؟

- المهرجان متصل منفصل، منفصل فى إضافة مصطلح «المعاصر» إلى اسم المهرجان، وأعرف أن هناك كثيرين لديهم اعتراض على هذا المصطلح، وبينما هاجم المصريون الدورة الماضية من المهرجان، فإن الإخوة فى العالم العربى أشادوا به ويعتبرونه أهم فعالية عربية، وجميعهم يرغب فى فعاليات المهرجان. وقد قمنا بتحويل المهرجان إلى مؤسسة لا تقوم على الفرد وإنما على مجلس إدارة، فكل الأمور تخضع للنقاش، وفى حالة تساوى الأصوات أتدخل كصوت ترجيحى، لكن كل الأشياء خاضعة للدراسة وكل الناس لها أدوار فاعلة، كما نستعين بعدد من الشباب تحت الثلاثين عاماً، أى نقوم بإعداد صفٍ ثانٍ وثالث، حيث حصل هؤلاء الشباب على خبرة جيدة على مدار الدورات الثلاث الماضية.

ما أثر المهرجان برأيك فى المسرح المصرى؟

- المهرجان يحظى بإقبال جماهيرى كبير، وأثّر إيجابياً على قطاع عريض من الناس، بمصر والوطن العربى، أنا «مسرحجى» وأعتبر نفسى من أبناء المسرح التجريبى، الذى أتاح لى الاطلاع على الكتب التى أصدرها، كما أن المهرجان أثّر فى طريقة كتابتى للمسرح، وأعتقد أنها مختلفة، وآخر تكريم حصلت عليه عن مصر هو جائزة أفضل نص مسرحى على مستوى الوطن العربى، من مهرجان فاس الدولى فى 2016، فأنا على دراية جيدة بالحركة المسرحية.

ما الذى تتمناه للمهرجان فى المستقبل؟

- نطمح لتدشين مركز خاص بورش تعليم فنون المسرح على مدار العام، ليتمخض عنها عدد جيد من العروض المتميزة التى نستطيع المنافسة بها فى المهرجانات الدولية والعربية، وهذا المشروع سينفق على نفسه، لأن هذه الورش ستستقبل مشاركين من الدول العربية، وخصوصاً إذا كان المدربون العالميون الذين نتعامل معهم وحدة إنتاجية ذات طابع خاص.

 

 


مواضيع متعلقة