رحلة «محمد» حول العالم تبدأ بـ«باسبور» و«ماستر كارد».. الحلم مش عيب

08:17 م | السبت 08 سبتمبر 2018

«إيه اللى انت بتعمله ده يا ابنى؟»، تساؤل متكرر لا يلبث أن يتلقاه محمد عماد، البالغ من العمر 18 عاماًَ، حول تصرفاته المثيرة للاستغراب لمن حوله، الشاب الذى لم يكن قد تخرج بعد من الكلية، فاجأ أسرته باستخراج جواز سفر، استخرج من بعده ماستر كارد، معللاًَ هذا كله بعبارة بدت أكثر غموضاًَ: «أول الغيث قطرة وأول لف العالم جواز سفر».

{long_qoute_1}

حلم خاص يحمله «محمد» فى قلبه، لا يتعلق بوظيفة مرموقة، أو زيجة سريعة، أو منزل جميل، فقط الكثير من السفر ورؤية العالم، ما تزال الجملة الشهيرة «أنت لست شجرة» تؤرقه ليرددها بينه وبين نفسه مذكراًَ: «أنا لست شجرة»، بدأ كل شىء حين أسس قناته الخاصة عبر موقع يوتيوب، وقتها كان يقدم مراجعات للكتب لكنه اكتشف أنه مضمون لا يحظى بمشاهدات تذكر، لذا راح يضيف إلى مضامينه المقدمة المزيد عبر اختيار فئة السفر والمساجد لتقديمها «بدأ يكون عندى مشاهدات، عملت فيديوهات للتعريف ببلدان أكتر زى كرواتيا وجورجيا وأستراليا»، مسألة حولت الشغف إلى قرار «طلعت رُحت على مكتب الجوازات عملت جواز السفر وتسلمته بعد 3 أيام، بعدها عملت حساب ماستر كارد للشباب لأنى تحت 18 وماحبتش حد يكون وصى عليا وده بيكون مطلوب فى السفر باعتباره حساب بنكى مسبوق الدفع معترف بيه وله 1.9 مليون atm حوالين العالم»، هكذا راح يدخر كل ما لديه من أموال «الحساب ده تقدر تحوش فيه لحد ما يوصلوا مثلاًَ 15 ألف جنيه وقتها تختار دولة قريبة وتروحها 3 أيام مثلاًَ وتقعد فى أوتيل تاكل أكل خفيف وترجع متفسح وملك زمانك».

لهذا بدأ عمله كمسوق إلكترونى، بينما ينتظر نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة، بإحدى شركات التبريد والتكييف: «بحوش مرتبى كاملاً، ومش بصرف منه جنيه وقربت أكمل المبلغ المطلوب عشان أسافر دولة مابتطلبش تأشيرة زى المالديف، ودى مجرد بداية»، فى هذه الأثناء يسلى «محمد» نفسه بالترحال داخل مصر «رُحت الأقصر وأسوان والفيوم وإسكندرية وباستعد لدهب»، أصبح لدى الشاب قناعة تامة أخيراً بأن الناس صنفان «ناس بتتحرك وناس بتتفرج على الناس اللى بتتحرك».