شهادات الأساقفة والرهبـان عن شهيد دير أبومقار

كتب: مصطفى رحومة

شهادات الأساقفة والرهبـان عن شهيد دير أبومقار

شهادات الأساقفة والرهبـان عن شهيد دير أبومقار

«كقارورة الطيب التى انكسرت ففاح عطرها» جاء مقتل الأنبا إبيفانيوس، رئيس دير أبومقار بوادى النطرون، لتبكى الكنيسة ورجالها على الأسقف الوديع المتواضع الذى لم تدم أسقفيته أكثر من خمس سنوات، حلم خلالها بأن «يلم شمل الدير»، تنفيذاً لنصيحة البابا تواضروس الثانى، فلم يمهله راهبان عاشا داخل أسوار الدير الأثرى الفرصة، حتى قتلاه فى ليلة التاسع والعشرين من يوليو الماضى.

تمر اليوم ذكرى الأربعين لمقتل رئيس الدير، يقف تلاميذه من الرهبان داخل الكنيسة الأثرية التى يعود إنشاؤها للقرن الرابع الميلادى وأعاد تعميرها الأب متى المسكين، ليشعلوا الشموع، ويطلقوا البخور، وهم يصلون صلوات الترحيم على الأسقف الشهيد، يذرفون الدمع للنهاية المأساوية لـ«تادرس زكى تادرس» الذى تخرّج فى كلية الطب قبل أن يصبح الراهب إبيفانيوس على يد الأب متى المسكين عام 1984، وقساً عام 2002 على يد الأنبا ميخائيل مطران أسيوط الراحل، وأسقفاً بيد البابا تواضروس فى 2013.

{long_qoute_1}

أربعون يوماً، لفّ الحزن خلالها أرجاء الكنيسة، وعم السواد بيوت الأقباط، إلا أن البابا تواضروس لم يكن أمامه وقت للحزن، فحوّل نكبة دماء الأسقف الوديع إلى وقود لإصلاح الكنيسة والرهبنة القبطية، ومواجهة الشوائب التى تسللت للأديرة خلال السنوات الماضية، ليعيد للرهبنة وقارها، ويحفظ للكنيسة الأرثوذكسية هيبتها، فكانت قراراته التى صدرت عن لجنة الرهبنة وشئون الأديرة، خطوات أولى تليها خطوات أخرى لضبط الحياة الرهبانية فى الأديرة القبطية.

وتخليداً لذكراه، أصدر رهبان دير أبومقار كتاباً عن الأسقف والعالم الشهيد، حصلت «الوطن» على نسخة منه، قبل أن يتم توزيعه، خلال قداس «الأربعين»، احتوى على كلمة البابا فى صلوات تجنيز الأنبا إبيفانيوس يوم 31 يوليو الماضى، فضلاً عن شهادات من 8 مطارنة وأساقفة بالكنيسة، وعدد من رهبان الدير، ينعون فيها الأسقف الراحل، يحاولون أن يرسموا لوحة لحياته الشخصية، قبل الرهبنة وبعدها، وكيف كان حال الأسقف بعد أن اختير رئيساً للدير، محاولين تقديم قراءة فى النزاعات التى تضرب دير القديس مقاريوس الكبير، التى وصلت لسفك دماء الأنبا إبيفانيوس.


مواضيع متعلقة