هجرها أبنائها بعد وفاة زوجها.. "سعاد مسنة على الرصيف بتتونس بالناس"

هجرها أبنائها بعد وفاة زوجها.. "سعاد مسنة على الرصيف بتتونس بالناس"
في ركن اختارها لتآوى إليه، تجلس سعاد أحمد منذ 5 سنوات في الشارع بعد وفاة زوجها وزواج أبنائها الأربعة، وبقائها وحيدة بين 4 جدران تشتكي الوحدة التي حاصرها، فقررت الخروج من غرفتها المتواضعة لمراقبة المارين والتونس بهم لمدة 12 ساعة يوميًا ثم تعود لتغفو وتستيقظ على المكان نفسه.
تراقب الجميع بشغف وتنتظر أحدهم يقترب منها ويطمئن على صحتها ويشتري منها "باكو" مناديل، تردد بكلمات متقطعة عبارات شكر بسبب إعاقتها التي جاءت معها للحياة، تتحدث ببطئ وتفتقد الحركة بمفردها: "الناس بتسندني لحد ما بروح وباجي".
وجه شاحب وملامح يغلفها الحزن وجسد نحيل ينحر فيه المرض، حالة كانت كفيلة أن يتعاطف الناس معها، يحسنوا إليها ويساعدونها: "الكل هنا عارفني ولما بغيب بيجولي البيت يسألوا عليا"، لم تجد ابنة الخمسين عامًا أمامها سوى المناديل لبيعها بسبب تدهور حالتها الصحية التي لا تقدر على مهنة أخرى، تجد في الشارع ونيسها وفي الزحام ترى أوجه أبنائها الذين انشغلوا عنها بسبب ظروف الحياة، وغياب شريكها أيضًا: "ولادي كل واحد مشغول في حياته الله يعينهم".
تحصل على معاش 300 جنيه شهريًا، وفي المقابل تدفع 450 جنيه إيجارًا، فضلًا عن مصاريف طعامها وشرابها: "بدفع مية ونور كمان"، تحكى أن الناس يفهمونها بصعوبة حين تتكلم لطب شيء ما فتحاول استخدام يديها لشرح ما ترغب فيه: "أنا مولودة كده ودى طريقة كلامى من صغري، حاجة من عند ربنا".
تجد راحتها وسط المارين وتخشى الموت بمفردها لذا لا تفكر فيما تحققه من مكسب في يومها بل بالونس الذي تستشعره من حديث المارة والضوضاء التي يتسبب في الأطفال والعربات: "مش عايزة غير الستر وأفضل كده بلاقي اللي بيسأل عليا".