بعد فرض حظر التجوال.. آخر التطورات في تظاهرات البصرة جنوب العراق

كتب: (أ ف ب) -

بعد فرض حظر التجوال.. آخر التطورات في تظاهرات البصرة جنوب العراق

بعد فرض حظر التجوال.. آخر التطورات في تظاهرات البصرة جنوب العراق

قتل شخص وأصيب 35 آخرون، اليوم، في تظاهرات جديدة بمدينة البصرة جنوب العراق، حيث أعلنت السلطات حظر تجول بالمحافظة، وسط حركة من الاحتجاجات، ليرتفع عدد الذين سقطوا خلال ثلاثة أيام إلى ثمانية قتلى.

وقال سيف البدر، المتحدث باسم وزارة الصحة، في بيان له، إنه قتل شخص وأصيب 35 آخرون هم؛ 24 مدنيًا و11 من قوات الأمن، بمدينة البصرة، وأعلنت قيادة العمليات بالمحافظة حظرًا للتجول.

وأضرمت النيران في عدد من المباني العامة، مساء اليوم، بالبصرة التي تهزها حركة احتجاج اجتماعية، بسبب النقص الفادح في الخدمات العامة والوظائف.

وأفاد مراسلو وكالة "فرانس برس"، بأن مسكن المحافظ ومقرات الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة اشتعلت فيها النيران، بينما خرج آلاف المتظاهرين مرة أخرى إلى الشوارع.

ورغم أن المتظاهرين كانوا ألقوا زجاجات حارقة ومفرقعات نارية باتجاه مقر المحافظة أثناء عدة أمسيات هذا الأسبوع، إلا أن تظاهرة الخميس خارج هذا المبنى بدت أكثر هدوءً، وفقا للمراسلين.

وتوجه المتظاهرون الذين يستنكرون إهمال الدولة وغياب الخدمات العامة الأساسية، الى أمام مقر المحافظة لاضاءة الشموع تكريما للمتظاهرين الذين قتلوا الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

بدورهم، وضع عناصر من الشرطة انتشروا لتجنب الحوادث الشموع، ولكن النيران والدخان ظهرا مجددا بمقر المحافظة، وسيطروا رجال الإطفاء عقب الظهر، على الحريق الذي كان اندلع في اليوم السابق، ولم يتسن التأكد بوضوح مما إذا كان الحريق قد اندلع مجددًا، أو أن أحدا قام بذلك بشكل متعمد.

وبات مقر المحافظة رمز حركة الاحتجاج ضد الفساد وعجز الدولة عن توفير الخدمات الأساسية، مياه الشرب والكهرباء، في هذه المنطقة الغنية بالنفط لكن بنيتها التحتية عاجزة تمامًا.

وأضرمت النيران في مبنى بالقرب من مبنى المحافظة، يضم الشبكة المحلية للتلفزيون العام "العراقية"- بحسب شهود.

كما تم إحراق مقر منظمة "بدر" المسلحة المدعومة من إيران، وكانت لائحة زعيمها هادي العامري احتلت المركز الثاني في الانتخابات التشريعية في مايو، وكذلك الأمر بالنسبة لـ"عصائب أهل الحق"، وهي جماعة مسلحة أخرى قريبة من إيران، وفقا لمصدر قريب منها.

في مطلع يوليو، عندما انطلقت حركة الاحتجاج ضد الفساد في البصرة، هاجم المتظاهرون مقرات الأحزاب الشيعية والجماعات المسلحة في المحافظة.

وقد فقدت هذه الحركة التي عمت جميع أنحاء جنوب البلاد وبغداد زخمها حين أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي إطلاق خطة طوارئ بمليارات الدولارات.

لكن المتظاهرين الذين لا يصدقون وعود حكومة تستعد للتنحي عاودوا حشد قواهم منذ عدة أيام في البصرة، بعد دخول 30 ألف شخص المستشفيات اثر تسمم مياه الشرب التي يلوثها مجرى شط العرب.

وقُتل سبعة من المتظاهرين قرب مقر المحافظة، الثلاثاء والأربعاء، ويتهم المدافعون عن حقوق الإنسان الشرطة في حين تشير السلطات إلى "مخربين" تسللوا بين المحتجين مؤكدة أنها أمرت الجنود بعدم إطلاق النار.

وفي الإجمال، قتل 22 شخصا منذ مطلع يوليو في جميع أنحاء البلاد.

وقال علي سعد، 25 عاما، لـ"فرانس برس"، بينما كان قرب المقر إن "الناس يحتجون والحكومة لا تهتم، فهي تعاملهم كمخربين. ليس هناك اي مخرب، الناس سئموا، لذا فانهم يرمون الحجارة ويحرقون الإطارات لأن لا أحد يرد عليهم".

وأضاف أحمد كاظم، 42 عامًا: "على الدولة الاستجابة لمطالب المحتجين حتى لا تتدهور الأوضاع"، مؤكدًا: "ما نحتاج اليه هو خدمات عامة، مياه وكهرباء ووظائف"، في أغنى مناطق العراق بالموارد النفطية.

ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الفائز بالانتخابات التشريعية البرلمان إلى الطلب من الحكومة تقديم "حلول جذرية وفورية".

وأمهل زعيم الميليشيا السابق، الذي أطلق تظاهرات مناهضة للفساد، الوزراء والنواب حتى الأحد للاجتماع.

وعلى الفور استجاب رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، مبديا استعداده للحضور مع الوزراء والمسؤولين المعنيين.

وأكد الصدر، ضرورة حضور "كل من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الداخلية والصحة والموارد المائية والاعمار والبلديات والكهرباء ومحافظ البصرة لوضع حلول جذرية، آنية ومستقبلية في البصرة".

وشدد على جميع من تقدم ذكرهم، ترك مناصبهم فورًا، وإن كانت ولايتهم منتهية، وإذا لم يفعلوا ذلك، فإنهم جميعهم يتركون مناصبهم. وعشية يوم التعبئة التقليدي في العراق، دعا "الصدر" إلى "تظاهرات سلمية غاضبة في البصرة".


مواضيع متعلقة