أمام رصاص نابليون.. صنع محمد كريم تاريخه

كتب: حاتم سعيد حسن

أمام رصاص نابليون.. صنع محمد كريم تاريخه

أمام رصاص نابليون.. صنع محمد كريم تاريخه

تحل اليوم ذكرى إعدام الزعيم محمد كريم، حاكم الإسكندرية، والذي تصدى للوقوف أمام الحملة الفرنسية على مصر ووقف في وجه نابليون بونابرت حتى حُكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص، ويعتبر محمد كريم من أشهر الشخصيات بالتاريخ المصري لشجاعته ووقوفه في وجه الاحتلال وعدم خوفه من الموت دفاعا عن مدينة الإسكندرية.

وُلد محمد كريم في حي الأنفوشي بمدينة الإسكندرية قبل منتصف القرن الثامن عشر يتيما وكان يعتني به عمه، وكانت حياة محمد كريم تنحصر في تردده على المساجد ليتعلم فيها وحفظ القرآن الكريم كاملا في صغره، وعمل كريم في الحكومة وترقى في الوظائف حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية.

حينما بدأت الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت على مصر كان محمد كريم يشغل منصبه محافظا للإسكندرية ومشرفا على الجمارك، ووصلت القوات الفرنسية إلى الإسكندرية في أول يوليو من عام 1798 واستعد محمد كريم للدفاع عن الإسكندرية وظل يقود المقاومة ضد الاحتلال، واعتصم في قلعة قايتباي مع بعض الجنود وتم أسره ثم إطلاق سراحه بعدما حاول نابليون إغراءه، وأبدى إعجابه بشخصيته وأبقاه في منصبه حاكما للإسكندرية، ولكن محمد كريم عاد مرة أخرى لصفوف المقاومة يدعمهم ويشجعهم على الوقوف في وجه الاحتلال مع ترك نابليون الإسكندرية لكليبر الذي رأى زيادة المقاومة ضد القوات الفرنسية بدعم محمد كريم فأمر بالقبض عليه في 20 يوليو 1798.

أرسل "كليبر" محمد كريم إلى أبي قير، مرسى الأسطول الفرنسي، وبعدها أرسله إلى رشيد وبعدها إلى القاهرة، وتم اتهامه بعدة قضايا منها التحريض على المقاومة وخيانة الجمهورية الفرنسية، وحينها عرض على محمد كريم أن يقوم بدفع فدية قدرها 30 ألف ريال لكي يفتدي نفسه فقال جملته الشهيرة "إذا كان مقدرا عليَّ أن أموت، فلن يعصمني من الموت أن أدفع فدية وإذا كان مقدرا عليَّ أن أعيش فعلام أدفعها؟".

وبعد رفض الزعيم محمد كريم دفع الفدية، أصدر نابليون بونابرت أمرا بإعدام محمد كريم في ميدان القلعة رميا بالرصاص ونفذ فيه حكم الإعدام يوم 6 سبتمبر من عام 1798 بميدان الرميلة بالقلعة.


مواضيع متعلقة