بعد تكرار الظاهرة.. خبراء يوضحون أسباب اختيار المترو في الانتحار

بعد تكرار الظاهرة.. خبراء يوضحون أسباب اختيار المترو في الانتحار
تكررت في الآونة الأخيرة ظاهرت الانتحار أمام عجلات مترو الانفاق، حيث ألقت فتاة بنفسها أمام المترو في محطة "عزبة النخل"، اليوم، في محاولة للانتحار وقت دخول المترو، إلا أنها سقطت بعيدا عن القضبان، وانتشلها الأهالي والشرطة، ما سبب حالة من الذعر والزحام الشديد داخل المحطة، واصطحبت الفتاة إلى مكتب الأمن، بعد إصابتها بكدمات بسيطة نتيجة السقوط.
الظاهرة لم تكن الحالة الوحيدة لانتحار مواطنين أسفل عجلات المترو، أغلبهم من الشباب، وتعددت هذه الحالات حتى بلغت 8 حالات بنفس النمط منذ مارس الماضي حتى الآن.
ونتيجة لتكررت حوادث الانتحار في الفترة الأخيرة بالقفز أمام عجلات مترو الأنفاق، ناشد المهندس أحمد عبد الهادي المتحدث الرسمي لمترو الأنفاق ضعاف النفوس والراغبين في الانتحار بالابتعاد عن مترو، كما أوضح أنه للأسف كل من يفكر في الانتحار يختار أقرب محطة له ليذهب إليها ويلقي بنفسه أمام المترو لأنه يعلم جيدًا أن المترو لا يستطيع التوقف إلا في المحطات وبالتالي فهو يعرض نفسه للموت المؤكد كما يعرض حياة المواطنين داخل عربات المترو للخطر.
وعن أسباب اختيار الشباب للمترو كوسيلة للانتحار، قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هذا الأمر يرجع للتناول الإعلامي المتكرر والمستمر لظاهرة الانتحار تحت عجلات المترو، ما كون لدى الشباب ما يسمى بـ"الخلفية الذهنية"، موضحا أن عند تفكير أي شاب في الانتحار تصبح عجلات المترو أول هدف له.
وأوضح فرويز خلال تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن سن المراهقة يتعرض فيه الشباب للكثير من الضغوط نفسية، ويصلون لحالة تعرف بـ"تدهور سن المراهقة"، ووقتها يفكر الشباب في الانتحار، مضيفا أن في هذه الحالة يكون الانتحار فكرة غير مدروسة وإذا نجا منها لن يكررها مرة أخرى.
فيما علقت وفاء المستكاوي، خبيرة علم الاجتماع، أن وقوع 5 حالات انتحار بالمترو في 4 أشهر، لا يعد ظاهرة، ولكن فكرة الانتحار التي تطرأ على أفكار الشباب تأتي نتيجة تعرضهم لمشكلات نفسية واجتماعية تفوق احتمالاتهم، وينتج عنها فقدان الإيمان بالذات والتوجه للانتحار.
وأوضحت المستكاوي لـ"الوطن" أن هناك نوعان من الاكتئاب الأول اكتئاب نفسي، وهو تفكير الشاب في الانتحار بوسيلة يمكن إنقاذه منها مثل قطع الشريان أو تناول كمية كبيرة من الأقراص، والنوع الثاني هو الاكتئاب العقلي وفيه يتم التفكير في وسيلة انتحار لا يستطيع أحد إنقاذه منها، مثل المترو، مؤكدة أن الذين يقدمون على الانتحار بهذه الطريقة يعانون من الاكتئاب العقلي.