محمد صلاح.. أيقظت فينا أحلاما ميتة
- أفضل لاعب
- إبراهيم سعيد
- الجبل الأصفر
- رئيس لجنة
- قد الدنيا
- قطارات مصر
- قوس قزح
- لجنة مسابقات
- محمد صلاح.
- آية
- أفضل لاعب
- إبراهيم سعيد
- الجبل الأصفر
- رئيس لجنة
- قد الدنيا
- قطارات مصر
- قوس قزح
- لجنة مسابقات
- محمد صلاح.
- آية
قبل سنوات جلست وأصدقاء نتناول أوضاع البلد وإمكانية تحقيق أهدافنا، كانت النتيجة الإقرار بأن الهجرة هي المسلك الوحيد لتحقيق أحلامنا، وضعنا خطة كل واحد منا من تقوية اللغة الثانية أو متابعة المنح الخارجية أو فتح تلقي طلبات "جرين كارد"، فعليا سرنا بالأمر و"بقينا بنمشّي حساب القهوة إنجليزي"، هذا كل ما تبقى من أمر هجرتنا.
جمعنا أمر آخر وهو مشاهدة مباريات قطار نجريج السريع، محمد صلاح، الذي لم يتوقف عند رصيف الجبل الأصفر المزركش بالأسود، من كسر دستورية لوم تأخر قطارات مصر التي تؤخره عن تمرينه، حطم صنم الشيء الذي يمنع الإبداع وكسر قيد "يعمل إيه الحلم في بلد كوابيس"، فعل ذلك دون أدنى مساعدة، لم يكتف ببنك احتياطي تشيلسي وقت أن كان عليه ذلك، ثم من ذلك المجنون الذي يترك لقبه كأفضل لاعب بالدوري الإيطالي ليصبح أسير دقائق إجهاد سيد ليفربول كوتينيو، أو فهدها الأفريقي الذي لا ياهى ماني، إنه صلاح، من كسر قاعدة 3 أشهر اندماج مع الفريق، من غنت له جماهير مدينة الفحم الإنجليزية، محمد صلاح، من فتى أنفيلد الأول، محمد صلاح، من ضمن قائمة أفضل 3 لاعبين في العالم، من ملك ليفربووول الآن، أنا محمد صلاح.
هل نكره محمد صلاح حقا؟، أرى أنه علينا ذلك، فابن القرية كان سيكفيه تحقيق هداف "البريمييرنيل/ة كما تراها" لضمان حياة لا بعدها ولا قبلها، هيبقى محلل رياضي قد الدنيا، أو حتى أول لاعب في مصر يلتقط صورة مع "كرتونة" دس فيها 40 مليون جنيه، لكنه ولد مختلفا، تجسدت فيه الآية الكريمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، الحقيقة أن صلاح فضح تذمرنا من "ع الكنبة"، فضح عالمية هاني أبوريدة وكشف عن عقلية إدارة "بلدي"، فضح مصطفى مراد فهمي الذي شغل رئيس لجنة مسابقات الفيفا، بينما تنظم بلاده أسوأ بطولة محلية على الإطلاق، صلاح فضح "ديل حصان" ميدو، عنجهية غالي ومهارته الفذة في إلقاء القمصان على الأرض، فضح قوس قزح شعر إبراهيم سعيد، "Z" رأس زيدان، حافظ على كل شيء كما كان، كأنما لم تغادر روحه نجريج يوما وأسري به إلى لندن، الرجل فضح استهتارنا وهشاشة أحلامنا، كشف المستور الذي لم نمتلك القوة يوما للاعتراف به، وهو أن من بيننا فشلة حد النجاح في إفشال الناجح.
إحقاقا للحق وحتى لا نتحمل كشباب اللوم وحدنا، هناك عائلة في مركزنا بالصعيد هاجر فرد منها إلى النمسا قبل أعوام ثم تبعه أشقاؤه بعدها أنجبوا أبناءهم حتى كونوا عائلة في بلاد الثلج، في سبتمبر 2016 اختيرت ابنتهم وهي في الـ 20 من عمرها بمنصب السكرتير السياسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في النمسا، أكاد أجزم أن القدر لو اختار لها أن تولد هنا لكان اسمها الآن "أم أحمد"، أو "مس فاطمة بتاعة الرسم"، غيرها وغيرها، ما يدلل أن جينات النجاح وكسر المألوف موجودة لا تحتاج سوى لبيئة حاضنة، "أحضنوا الشباب وحوطوا عليه والنبي".