«كفر الشيخ».. «الجامعى» منضبط و«الحكوميات» تتجاهل قواعد الوقاية أثناء التعامل مع المرضى

«كفر الشيخ».. «الجامعى» منضبط و«الحكوميات» تتجاهل قواعد الوقاية أثناء التعامل مع المرضى
- أحدث وسائل
- التخلص منه
- التعامل مع المرضى
- التهاب كبدى
- الجهاز المناعى
- الجودة العالمية
- الحالات الحرجة
- الحد الأدنى
- الدكتور إبراهيم
- آليات
- أحدث وسائل
- التخلص منه
- التعامل مع المرضى
- التهاب كبدى
- الجهاز المناعى
- الجودة العالمية
- الحالات الحرجة
- الحد الأدنى
- الدكتور إبراهيم
- آليات
شهر ونصف الشهر هى الفترة التى أمضتها «أسماء أ.خ» تتنقل بأبنائها بين المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة فى كفر الشيخ، بحثاً عن علاج لها ولابنيها «أحمد» 7 سنوات، و«سيف» 5 سنوات، بعد إصابتهم بحمى «التيفود»، أثناء وجودها بمستشفى الحميات، لعلاج طفليها من ارتفاع فى درجة الحرارة، تجرعت خلالها ألواناً من العذاب، فى واحدة من عشرات الحالات التى سقطت ضحية انتشار «العدوى» فى معظم المستشفيات الحكومية، فى الوقت الذى جاء فيه مستشفى كفر الشيخ الجامعى كأول مستشفى يلتزم بتطبيق إجراءات بروتوكول مكافحة العدوى، على مستوى المحافظة.
وقد تم تصميم المستشفى الجامعى وفق معايير الجودة العالمية، من خلال ربطه بالطرق الرئيسية فى المدينة، وإقامته وسط مساحة خضراء، بعيداً عن الزحام والضوضاء، وتزويده بعدة مداخل ترتبط مباشرة بالمصاعد والسلالم المؤدية إلى الأقسام المختلفة، لمواجهة أى زحام فى أعداد المرضى، بالإضافة إلى اتساع الطرقات بين أجنحة المستشفى، بهدف زيادة كفاءة أداء العاملين بالمستشفى، وتوفير خدمات صحية متميزة للمرضى، ولضمان توفير أجواء من الهدوء لراحة المرضى والزائرين، وتقليل فرص انتقال العدوى بين المرضى وبعضهم، أو بين المرضى وأعضاء الفريق الطبى، إلى الحد الأدنى.
{long_qoute_1}
«مستشفى كفر الشيخ الجامعى تم تزويده بأحدث وسائل مكافحة العدوى، وتقنيات مراقبة جودة الهواء ومستوى الضجيج، كما تم تزويد الغرف بخزائن واسعة، لحفظ متعلقات المرضى»، بهذه الكلمات بدأ الدكتور ماجد القمرى، رئيس جامعة كفر الشيخ، ومؤسس المستشفى، حديثه لـ«الوطن»، مؤكداً أنه تم تصميم مبانى المستشفى طبقاً لمعايير الجودة العالمية فيما يتعلق بإجراءات منع «العدوى المكتسبة»، لتحقيق أقصى درجات السلامة للمرضى وذويهم، وللعاملين فى المستشفى، مشيراً إلى تزويد غرف المرضى بنوافذ زجاجية واسعة، تسمح بدخول الضوء الطبيعى، وأسقف مرتفعة للتهوية، كما تم تصميم مطبخ المستشفى طبقاً لأعلى معايير مكافحة العدوى، حتى وصول الطعام آمناً للمرضى.
وأضاف «القمرى» أنه تم إنشاء وحدة لمعالجة النفايات الطبية، طبقاً لبروتوكول مكافحة العدوى، كما يتم إجراء مراقبة دورية لصحة المتعاملين مع النفايات، وتقوم لجنة مكافحة العدوى بالمستشفى بمراقبة أعمال جمع المخلفات من غرف المرضى، والتخلص منها بطرق آمنة صحياً وبيئياً، بالإضافة إلى تزويد العيادات الخارجية وغرف المرضى بدورات مياه على أحدث مستوى، فضلاً عن تزويد محطات التمريض وغرف العمليات والعناية المركزة بـ«مجسات حساسة»، لمنع لمس صنابير المياه.
وبالنسبة لغرف الرعاية المركزة، التى يتم حجز المرضى من ذوى الحالات الحرجة بها، أو المصابين بضعف الجهاز المناعى، فقد تم تزويدها بأحدث التجهيزات الطبية، وفق أعلى معايير مكافحة العدوى، وفق رئيس الجامعة، الذى أكد أنه تم تزويدها بنظام متطور لتكييف الهواء، يعمل على تجديد الهواء بصورة دورية، لمنع انتقال أى فيروسات أو ميكروبات معدية.
{long_qoute_2}
وأضاف «القمرى» أنه تم إنشاء 13 غرفة عمليات للجراحات المختلفة، بنظام «الكبسولة»، مما يسمح بتجدد الهواء داخلها، والقضاء على أى عدوى بكتيرية أو فيروسية محتملة، مشيراً إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع ألمانيا، من خلال مشروع مشترك لتنفيذ ممارسات السلامة البيولوجية فى المختبرات داخل المستشفى، لمنع العدوى.
وعلى عكس الوضع فى مستشفى كفر الشيخ الجامعى، ما زالت العديد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة بالمحافظة «خارج الخدمة» بالنسبة لبروتوكول مكافحة العدوى، ولعل «أسماء»، ابنة مدينة كفر الشيخ، وطفليها، أبلغ مثال على غياب إجراءات مكافحة العدوى، حيث تحدثت لـ«الوطن» بقولها إن ابنها الأصغر «سيف» أصيب بارتفاع فى درجة حرارته، مما استدعى نقله إلى مستشفى «الحميات»، وأضافت: «لقد تعامل معنا الأطباء بشكل غير لائق بآدميتنا، وبعد عدة محاولات، وافق الأطباء على حجز الطفل للعلاج بالمستشفى، وبعد أقل من ساعتين، اتصل بى زوجى وأبلغنى بإصابة ابنى الأكبر أحمد بنفس الأعراض، وجاء به إلى المستشفى، حيث قرر الأطباء حجزه هو الآخر، وشخصوا حالته على أنها مغص كلوى».
«م.ع»، إحدى الممرضات بمستشفى الحميات، أكدت لـ«الوطن» أن «العديد من المستشفيات الحكومية فى كفر الشيخ لا تلتزم بتطبيق بروتوكولات مكافحة العدوى بالشكل الصحيح، سواء بالنسبة للمرضى، أو للعاملين بتلك المستشفيات»، مشيرة إلى أنها سبق أن أصيبت بالتهاب كبدى نتيجة عدم تطبيق معايير النظافة، وعدم استخدام المطهرات ووسائل التعقيم، وأدوات الوقاية الشخصية، أثناء التعامل مع المرضى، إما بسبب نقصها، أو تكاسل البعض عن استخدامها، وأكدت عدم وجود «تفتيش دورى» للتأكد من تطبيق معايير وإجراءات مكافحة العدوى.
وبينما حاولت «الوطن» التواصل مع وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ، الدكتورة لميس المعداوى، للتعرف على الإجراءات المتبعة لمكافحة العدوى ومدى التزام المستشفيات بتطبيقها، دون تلقيها رداً على الاتصالات المتكررة، أكد مدير إدارة مكافحة العدوى بمديرية الصحة، الدكتور إبراهيم جاد الله، أن آخر تقييم أجرته الوزارة أظهر تطبيق بروتوكول مكافحة العدوى فى جميع المستشفيات بالمحافظة بنسبة تصل إلى 70%، وأوضح أن البروتوكول يتضمن عدداً من البنود، أهمها غسل اليدين، وارتداء الواقيات الشخصية داخل المنشآت الطبية، وتعقيم الأدوات فى كل مراحل استخدامها.
وأوضح «جاد الله» لـ«الوطن» أنه فى حالة إصابة طبيب أو ممرضة بالعدوى، فإن ذلك يرجع بشكل أساسى لبعض الممارسات الخاطئة، منها عدم ارتداء الواقيات الشخصية، أو عدم التعقيم الصحيح للأدوات.
واختتم مدير مكافحة العدوى حديثه لـ«الوطن» بالتأكيد على أن هناك لجاناً تقوم بالمرور على المستشفيات مرة كل شهر على الأقل، للتأكد من تطبيق بروتوكول مكافحة العدوى، وإجراء تقييم شامل للمستشفى، وفق آليات موضوعة وبكل شفافية، بالإضافة إلى وضع خطة للنهوض بالمستشفيات الأقل تقييماً بشكل شهرى، مشيراً إلى أنه من المستهدف الوصول إلى نسبة 78% فى مكافحة العدوى فى تقييم الوزارة المقبل بنهاية 2018، فضلاً عن وجود فريق لمتابعة مكافحة العدوى بشكل صحيح فى كل مستشفى، مكون من طبيب و3 ممرضات، ويعقد الفريق اجتماعاته بشكل دورى شهرياً.