مجلة أمريكية: "أوباما كير" قد تقضي على الرئيس كما فعلت "ووترجيت" و"مونيكا"

مجلة أمريكية: "أوباما كير" قد تقضي على الرئيس كما فعلت "ووترجيت" و"مونيكا"
قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن المشكلات التي اكتنفت مشروع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخاص بالرعاية الصحية "أوباما كير" قد تجر عليه نتائج مشابهة لما جرته فضيحتي "ووترجيت" و"مونيكا لوينسكي" على الرئيسين الأمريكيين الأسبقين ريتشارد نيكسون وبيل كلينتون.
وأكدت المجلة في تقرير على موقعها الإلكتروني بعنوان "عندما يكذب الرؤساء، أنه على الرغم من أن الكذبات الرئاسية الكبرى قد تتخذ العديد من الأشكال، إلا أنه يجمعها رابط واحد هو تراجع الثقة بين الرئيس والشعب.
ورصدت "بوليتيكو" تراجع شعبية أوباما بين الأمريكيين ونسبة ثقتهم فيه بحسب ما أظهره بشكل واضح استطلاع جديد للرأي أجرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية بالتعاون مع مؤسسة "أو آر سي" الدولية لقياس الرأي العام من أن نسبة 53 بالمائة من الأمريكيين باتت ترى أن أوباما غير جدير بالثقة في تناقض صريح لما كان يحظى به أوباما في أشهره القليلة الأولى بعد فوزه بفترة رئاسية ثانية حيث كان يراه ثلاثة أرباع الأمريكيين جديرا بالثقة.
وأضافت المجلة أنها المرة الأولى التي لا يولي معظم الأمريكيين ثقتهم للرئيس باراك أوباما. وتساءلت هل يستطيع أوباما إصلاح ذلك؟، وحاولت المقارنة بين مشكلة "أوباما كير" ومشاكل سابقة اعترضت طريق رؤساء أمريكيين سابقين مثال ريتشارد نيكسون الذي قضت عليه فضيحة التجسس الشهيرة "ووترجيت" أوائل السبعينيات من القرن الماضي وكذلك جورج بوش الأب الذي حنث بوعده بألا يرفع الضرائب ثم اضطر لرفعها بعد توليه الرئاسة، وأخيرا بيل كلينتون الذي عصفت به فضيحة "مونيكا لوينسكي" الجنسية.
وعادت المجلة بالأذهان إلى أقوال هؤلاء الرؤساء في معارض دفاعهم عن أنفسهم؛ ففيما يتعلق بالرئيس نيكسون، كان جوابه "لست محتالا"، وبالنسبة للرئيس بوش الأب كان: "صدقوني.. لا ضرائب جديدة"، وبالنسبة لبيل كلينتون فكان هكذا: "لم أقم علاقة جنسية مع تلك السيدة".
وعادت "بوليتيكو" بالأذهان إلى عام 1988؛ حينما تعهد مرشح الجمهوريين للرئاسة آنذاك جورج بوش الأب قائلا "صدقوني: لا ضرائب جديدة" مما عمل على التفاف الجمهوريين حوله، ولكن بعد توليه منصب الرئاسة وجد بوش نفسه مضطرا لفرض ضرائب جديدة بناء على طلب من الديمقراطيين وذلك لسد عجز الموازنة، وقد كان رد الفعل قويا.. حتى أن إحدى الصحف الأمريكية في ذلك الوقت عنونت إصدارها هكذا: "صدقوني.. أنا كذبت".
وأعادت المجلة إلى الأذهان كيف تراجعت شعبية بوش على أثر ذلك الأمر الذي استغله منافسوه فيما بعد وعلى رأسهم كلينتون، وعلى الرغم من اعتذارات بوش المتواترة على حنثه بوعده إلا أنها لم تشفع له بقدر ما رسخت ضعف شخصيته في أعين الأمريكيين، وانتقلت المجلة إلى الحديث عن كلينتون وتحديدا بعد عامين من فترة ولايته الثانية حينما تم الكشف عن كذبه تحت القسم حول علاقة جنسية أقامها مع مونيكا لوينسكي، وهي الفضيحة التي كادت تعصف به من منصبه قبل انقضاء مدته كما أسهمت في خسارة نائبه آل جور في انتخابات عام 2000.
وقالت "بوليتيكو" إنه على الرغم من خلو الساحة الأمريكية حاليا من الدسائس التي اقترنت بها فضيحة "ووترجيت" أو ملابسات فضيحة "مونيكا"، إلا أن كلمة أوباما للأمريكيين حول برنامجه "أوباما كير": "إذا أعجبتكم خطتكم، فيمكنكم الاحتفاظ بها" قد تجر عليه نتائج مشابهة لما أثارته الفضيحتين المشار إليهما على من كانوا قبله في منصبه بشكل قد ينهي وجوده في الرئاسة قبل موعد انتهائها الرسمي بأكثر من ثلاث سنوات.
وأردفت المجلة بالقول أنه عادة ما تثمر الكذبات الرئاسية الكبرى عن آثار قاتلة لأن الرؤساء عندما يكذبون يتعذر انحسار المشكلة أو القضية التي اضطرتهم إلى الكذب، بحسب الكاتب الأمريكي إريك أولترمان في كتابه "عندما يكذب الرؤساء".
ثم انتهت المجلة إلى الحديث عن أوباما، قائلة "في حالة أوباما.. لم يتوقف الأمر عند كذبة واحدة، وإنما بحسب البعض فإن أوباما وعد الأمريكيين على الملأ نحو 37 مرة بأنهم إذا كانوا يحبون خططهم المتعلقة بالرعاية الخاصة، فإنه يمكنهم الحفاظ عليها، وقد سار على دربه عشرات من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ".
وكمثله من الرؤساء الذين كذبوا على شعوبهم، انخفضت شعبية أوباما لمستويات لم تشهدها قبل تصريحاته. ورصدت المجلة استطلاعا للرأي أجرته مؤخرا شبكة "سي بي إس" الإعلامية الأمريكية والذي أظهرت نتائجه تراجع شعبية أوباما بنسبة 9 بالمائة منذ الشهر الأخير، لتصبح نسبة شعبيته هي 37 بالمائة، وعلى ذكر الاستطلاعات؛ رصدت المجلة كذلك استطلاعا حديثا للرأي أجرته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أظهرت نتائجه أن نسبة 55 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع يعتقدون أن أوباما حاول خداعهم بشأن برنامجه "أوباما كير"، واعتبرت المجلة ذلك بمثابة تأكيد على أن المسألة باتت أن معظم الأمريكيين لم يعودوا يثقون في الرئيس أوباما.