بروفايل| حسين عبدالرازق.. المعارض والمؤيِّد الوطني

بروفايل| حسين عبدالرازق.. المعارض والمؤيِّد الوطني
- جمال مبارك
- حزب التجمع
- حسين عبد الرازق
- 25 يناير
- 30 يونيو
- الوطن
- معارض
- مستشفى القوات المسلحة بالمعادي
- وفاة حسين عبد الرازق
- جمال مبارك
- حزب التجمع
- حسين عبد الرازق
- 25 يناير
- 30 يونيو
- الوطن
- معارض
- مستشفى القوات المسلحة بالمعادي
- وفاة حسين عبد الرازق
"المعارضة أحيانا هي أعلى ممارسة للوطنية".. عبارة قالها أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية توماس جيفرسون، جسَّدها في مصر، رجل، خاض رحلة طويلة من العمل السياسي، قضى فترة صباه في أواخر الحقبة الملكية، وبدأ أولى مراحل وعيه الوطني مع ثورة 23 يوليو 1952، ثم عاصر من بعد ذلك كل رؤساء مصر.
كان شاهدا على المراحل المختلفة التي مرت بها البلاد، لكنه لم يقترب من السلطة قط، بل ظل دائما يقف على الجانب الآخر منها، هو أحد أبرز رموز المعارضة في كل العصور، لكنها معارضة تُعلي من قيمة الوطن، ولا تخلع وشاح الدولة الوطنية، حتى وافته المنية، اليوم، بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي.
حسين عبدالرازق، أحد كبار قيادات اليسار، وواحد من بين 138 سياسياً أسسوا حزب التجمع مع عودة الحياة الحزبية 1976.
لم يقتصر نشاطه على الجانب السياسي فحسب، لكنه لعب دوراً تثقيفياً أيضاً، فأسس وترأس جمعية خالد محيي الدين الثقافية التي تحولت إلى منبر لتدريب وتثقيف الكوادر السياسية الشابة.
المشوار السياسي والتثقيفي الطويل الذي خاضه "عبدالرازق" لم يمنعه من ممارسة أنشطة أخرى، فخاض طريقاً طويلاً في بلاط صاحبة الجلالة، وكذلك تجربة العمل الأدبي، حيث حملت اسمه 8 قصص قصيرة، وأصدر عدة كتب أبرزها كتابه المثير للجدل الذي ألفه باللغة الإنجليزية عن نجل الرئيس الأسبق قبل ثورة 25 يناير، وحمل اسم: "جمال مبارك.. السياسي الأكثر نفوذا في مصر".
القطب اليساري الذي تخرج في كلية التجارة قسم العلوم السياسية سنة 1961 تم اعتقاله عدة مرات أولها أثناء الانتفاضة الطلابية سنة 1972، ثم في يناير سنة 1977 بعد أحداث 18 و19 يناير، وكذلك اعتقل سنة 1979 ثم في مارس 1981، وكان ضمن المعتقلين في حملة سبتمبر التي شنها الرئيس الراحل السادات على عدد واسع من معارضيه في ذات العام.
على مدار 30 عاماً، لزم "عبدالرازق" صف المعارضة لنظام الرئيس الأسبق مبارك، وسارع بدعم ثورة 25 يناير، ثم دعا لثورة 30 يونيو للإطاحة بحكم المرشد، وشارك في صياغة دستور 2014.
خاض "عبدالرازق" في أيامه الأخيرة، معركة جديدة، لكنها ليست ضد نظام الحكم، حيث وقف لأول مرة في صفوف الداعمين، بل معركة جديدة ضد المرض الذي دخل معه في صراع طويل، حتى صدق الرئيس السيسي على قرار علاجه على نفقة الدولة قبل أسابيع، إلا أن القدر كان له كلمة أخرى، أنهت رحلة طويلة لرجل عارض وأيَّد من أجل الوطن، ولم يكسب إلا احترام الجميع له، وشهادة نبيلة عنه يسجلها التاريخ.