"السياحة الدينية بشرم الشيخ منسية".. وسانت كاترين:"زروني كل سنة مرة"

كتب: حماده الشوادفي

"السياحة الدينية بشرم الشيخ منسية".. وسانت كاترين:"زروني كل سنة مرة"

"السياحة الدينية بشرم الشيخ منسية".. وسانت كاترين:"زروني كل سنة مرة"

على ارتفاع 3 آلاف متر من سطح البحر، وبين أسوار عملاقة يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر، ويتدلى منها النباتات الخضراء التقت "الوطن" بثلاثة أطفال هم مروان وياسين وعمر، وهم يتجولون بين طرقات دير سانت كاترين العريقة ويلتقطون الصور ويتفقدون كل زاوية به لمعرفة قصة جديدة عنها، ورغم إن إجازتهم لشرم الشيخ قاربت على الانقضاء لم يلتفتوا إلى الشواطئ والبحر والتنزه بقدر ما سحرهم وجذبهم تاريخ ذلك الدير الذي يقع على جبل كاترين ويرتفع عن جبل موسى بمسافة 400 متر.

وتعتبر سانت كاترين من المدن السياحية المهمة في محافظة جنوب سيناء لأنها تعبر عن عبق التاريخ وشاهدة على التسامح بين الأديان، الكثير من أبناء مصر يسمعون فقط عن المدينة التي تشتهر بالسياحة التاريخية ويفضلون زيارة مدن أخرى مثل دهب ونويبع وشرم الشيخ وطابا للاستمتاع بالشواطئ.

ويقع دير سانت كاترين أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر بالقرب من جبل موسى، ويعد مزارًا سياحيًا كبيرًا حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، ويديره رهبان من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية لا يتكلمون العربية لأنهم ليسوا مصريين، هم من أصول يونانية حيث لا يتبع الدير بطريركية الإسكندرية، رغم أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

ويقول الدكتور معتز صبحي أستاذ جراحة القلب جامعة حلوان، والد مروان وياسين وعم عمر، إنه حريص على زيارة سانت كاترين كلما ذهب إلى شرم الشيخـ ويصطحب معه أبناءه لمعرفة تاريخ المدينة ورحلة سيدنا موسى.

وأضاف الطبيب الذي يبدوا أنه في العقد الرابع من العمر أنه يحكي لأسرته باستمرار عن تاريخ مصر ومدى الحضارة المصرية التي أبهرت العالم ويزور المعالم التاريخية والسياحية لمصر مع أسرته واصطحب معه في زيارة الدير نجليه مروان وياسين وبن شقيقه عمر.

ودعا الدكتور معتز الأسر المصرية أن تحرص على تعليم أبنائها التاريخ ليفتخر كل مصري بحضارته، وأكد أن المدينة تحظى بتأمين عالي وجنوب سيناء من أكثر المحافظات أمنًا، قائلًا: "قمنا بزيارة المدينة وتحركنا من شرم الشيخ إلى سانت كاترين بين الجبال والصحاري في حرية وأمن".

وناشد معتز الأصدقاء والأقارب وكل رب أسرة مصرية بزيارة سانت كاترين مع أسرته وتعليم أولادة تاريخ بلده قائلا: "عيب جدًا نلاقي الأجانب عارفين تاريخ بلادنا أكتر مننا".

مروان معتز صبحي، قال إنه طالب في مدرسة قايتباي ومتحمس لزيارة المدينة والصعود إلى جبل موسى ومشاهدة الآثار الموجودة في المدينة، داعيًا زملائه لزيارة المدينة الصغيرة التي تقع على ارتفاع 3000 متر فوق مستوى سطح البحر لأنها جميلة والجو رائع فى الصيف.

ويعود تاريخ دير القديسة كاترين إلى مطلع القرن الرابع أي قبل اعتراف الامبراطور الروماني قسطنطين رسميا بالدين المسيحي واعتناقه المسيحية.

وذاع حينذاك صيت امرأة مسيحية من الإسكندرية اسمها كاترين اشتهرت بقدرتها على إحالة الكفار إلى الدين المسيحي.

وحاولت سلطات الإسكندرية اقناعها بالتخلي عن رسالتها السامية، فرفضت، وحكم عليها بالإعدام.

لكن جثمانها - كما قيل- اختفى بعد موتها وظهر على جبل سيناء. وقيل ايضا ان الملائكة هم الذين نقلوه الى هناك على اجنحتهم.

وضعتها الكنيسة المسيحية في منزلة القديسين وانشأت دير على جبل سيناء تخليدا لذكراها.

ومنذ ذلك الحين صار المسيحيون من العالم المسيحي كله يقومون بالحج الى دير القديسة، لكن الصعود الى الجبل الذي هو اعلى من جبل موسى ب 400 متر كان محفوف بمخاطر، لذلك شهد القرن العاشر الميلادي انزال بقايا القديسة الى كنيسة مسيحية واقعة بالقرب من الجب حيث تم تشييد دير القديسة.

يذكر أن دكتورة راندا العدوي، الإعلامية والخبيرة السياحية، كانت اطلقت مبادرة لـ«التدوين السياحي» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتتعاون حاليًا مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة التعليم لجذب الأطفال لمشاهدة تاريخ وسياحة وطنهم وتدوينه، كما يخضعون لاختبارات لتحديد مستوى معرفتهم السياحية بمناطق وتاريخ مصر.


مواضيع متعلقة