هل تنسحب فرنسا من الاتفاق النووي الإيراني؟

كتب: إسلام الضبع

هل تنسحب فرنسا من الاتفاق النووي الإيراني؟

هل تنسحب فرنسا من الاتفاق النووي الإيراني؟

طلبت فرنسا، اليوم، من دبلوماسييها والمسؤولين بوزارة الخارجية، تأجيل كل سفرياتهم غير الضرورية لإيران، بعد إحباط محاولة تفجير بعبوة ناسفة وسط تجمع نظمته جماعة إيرانية معارضة قرب باريس، وتشدد الموقف الإيراني تجاه فرنسا، بحسبما ذكرته وكالة "رويترز" اليوم.

وتأتي تلك الخطوة رغم عدم موافقة فرنسا على القرارات الأمريكية بالانسحاب من الاتفاق النووي، وهو ما أكده حديث وزير الخارجية الفرنسى جون إيف لودريان، في مايو الماضي، أن الأوروبيين ليس عليهم أن يدفعوا ثمن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووى الإيراني.

وعن سبب تلك الخطوة الفرنسية، قال هشام عبدالفتاح، الباحث المختص بالشأن الإيراني والخليجي، إن فرنسا تجاهلت أنها تحتضن بشكل كبير المعارضة الإيرانية على أرضها، متوقعا أن يكون ما حدث وسيلة من جانب النظام الإيراني للضغط على فرنسا من أجل دعمها بشكل أكبر في الملف النووي، خصوصا أن إيران دائما ما تعتمد على المناوشات في تعاملها الدولي، وهى رسالة مهمة عقب المكالمة الهاتفية بين حسن روحاني والرئيس الفرنسي، أو محاولة إلصاق الأمر بالمعارضة الإيرانية في فرنسا، وأن إيران سوف تخرج وتنفي الأمر تمامًا، من أجل إضعاف وجود المعارضة في فرنسا.

وأضاف عبدالفتاح، لـ"الوطن"، أن فرنسا تحمي دبلوماسييها سواء من المعارضة أو النظام الإيراني، لأن ردود الأفعال الإيرانية تكون عنيفة، موضحًا أنه إذا ثبت الأمر لدى النظام الفرنسي أن النظام الإيراني المتسبب في محاولة الانفجار، من المتوقع خروج فرنسا أيضا من الاتفاق النووي.

من ناحيته، أكد الدكتور هاني سليمان، الخبير في الشئون الإيرانية، أن العلاقات الفرنسية مع الجانب الإيراني قوية، بسبب الإطار الدفاعي الذي تعتمد عليه فرنسا عن إيران في الملف النووى، ومعارضة القرار الأمريكي، بسبب الأضرار الواقعة على الشركات الفرنسية جراء العقوبات الأمريكية، وأيضا التحركات الاقتصادية الخاصة بالشركات الفرنسية المستثمرة في إيران وهى من أكبر البلاد الأوربية التي تملك حصصا اقتصادية في إيران.

وأوضح سليمان لـ"الوطن"، أن جذور الأزمة تعود إلى شهر يوليو حيث حدث تراشق، واتهم النظام الإيراني فرنسا بحماية جماعات معارضة للنظام الإيراني، وهذا أدى إلى نشاط الجماعات المعارضة بتنظيم وقفات احتجاجية ضد النظام الإيراني، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية التى تعاني منها إيران خصوصا الفقر والبطالة، وأن باريس أصبحت مركزا رئيسيا للجماعات المعارضة.

وأضاف الخبير في الشئون الإيرانية أن محاولة تفجير التجمعات المعارضة للنظام الإيران، نتج عنها طلب فرنسا من دبلوماسييها والمسؤولين بوزارة الخارجية، تأجيل كل سفرياتهم غير الضرورية لإيران، حتي لا يكون هناك ضغوطات على الشخصيات العامة الفرنيسة من أجل تسليم المعارضة، أو أي حدث أي عمل عدائي ضدهم.

وأفاد أن العملية غير مستترة أو ملتوية والمتهم هو النظام الإيراني، وهذا سوف يثير النخبة والسياسيين فى فرنسا، ومن الممكن أن يودي إلى تغير في المساعدات الاقتصادية، وربما تغير الموقف الفرنسي المتمسك بالاتفاقية النووية.


مواضيع متعلقة