"الوطن" تواصل كشف حقيقة حصول المخترع الصغير على جائزة "أرشميدس"

كتب: سمر صالح ومحمد علي حسن

"الوطن" تواصل كشف حقيقة حصول المخترع الصغير على جائزة "أرشميدس"

"الوطن" تواصل كشف حقيقة حصول المخترع الصغير على جائزة "أرشميدس"

بعد ساعات قليلة من تكريم الطالب وليد محمد عبادي من محافظ البحيرة الدكتورة المهندسة نادية عبده، لحصوله على المركز الأول من صالون موسكو الدولي للاختراعات وتقنيات الابتكار (صالون أرشميدس) بموسكو، بدأت حالة واسعة من الجدل تدور حول التكريم، بعدما شككت عدة منشورات على "فيسبوك" حصول الطالب على عذا المركز.

واعتمد المشككون عبر "فيسبوك"، على الموقع الرسمي للجائزة، الذي لم يذكر الطالب نهائيا، بجانب عدم وجود مصر ضمن المشاركين هذا العام.

{long_qoute_1}

"الوطن" تواصلت مع محمد عبادي، والد الطالب وليد للرد على هذا التشكيك، وخلال المكالمة الهاتفية الأولى، اعتذر الأب عن الحديث، مطالبا بمعاودة الاتصال به، بعد نصف ساعة، لانشغاله، وبمعاودة الاتصال بعد انتهاء المهلة، لم يرد على الهاتف "كنسِل المكالمات".

الأمر نفسه تكرر خلال اتصال "الوطن" بالطالب "وليد"، لمعرفة تفاصيل لقاءه بالمهندسة نادية عبده وخلفيات حصوله على جائزة "أرشميدس"، إلا أنه أغلق المكالمة أثناء الحديث معه فجأة، وبمعاودة الاتصال لم يرد نهائيا.

وفي سبيل الوصول إلى حقيقة تكريم الطالب من "أرشميدس" على خلفية التشكيك الذي أثير حوله، قالت داليا محمد، عضو لجنة التنظيم بمعرض "إنتل أيسف" بالبحيرة، والتي شارك فيها الطالب من قبل، إن "وليد" حصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مجال النباتات في عام 2017، لابتكاره "روبوت" يعالج آفات الأرض الزراعية، ولكنه لم يتمكن من السفر إلى أمريكا لاستكمال المنافسة على مستوى العالم، وذلك لعدم توافق بحثه على هذه الآفات مع طبيعة التربة في أوروبا.

وأضافت داليا لـ"الوطن" وليد لم يسافر إلى أمريكا العام الماضي 2017 رغم حصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مجال النباتات والأرض، لاختلاف طبيعة بحثه عن طبيعة أوروبا وعدم إمكانية تطبيقه على الأرض الزراعية هناك،: "اخترع روبوت لمواجهة آفات زراعية تصيب التربة، ولكن طبيعة التربة المختلفة في أوربا، منعته من السفر لأمريكا وعرض وتطبيق بحثه هناك، ووقع الاختيار على طلاب آخرين للمشاركة في مسابقة أمريكا التي تُعقد كل عام على مستوى العالم".

وعن جائزة "أرشميدس" قالت داليا: "وليد طالب مجتهد، ولكن لا أعرف شيئا عن جائزة أرشميدس، ولا أي تفاصيل عن هذا الأمر، وقد يكون حصل عليها بالفعل".

من جانبه، قال إيهاب العناني، مدير الجمعية المصرية للعلوم والهندسة، ومدير برامج التعليم بمسابقة "إنتل أيسف" سابقا، منذ تأسيس المسابقة، إنه لم يمثل أحد من أبناء محافظة البحيرة، مصر، على مستوى العالم من قبل من المشاركين في مسابقة "إنتل أيسف".

وأضاف العناني لـ"الوطن"، الطلاب المصريين الأوائل على مستوى العالم في مسابقة "إنتل أيسف" خلال السنوات الماضية، لم يخرج أحد منهم ويصرح بحصوله على المركز الأول من جائزة بحجم "أرشميدس"، وفي حال ثبوت عدم حصول الطالب على الجائزة، تقع المسؤولية على الأب الذي شجع ابنه على هذا الفعل، وكذلك على المسؤولين الذين شاركوا في نشر هذا الخبر، دون التحقق من صحته.

الدكتورة هالة عبد السلام، رئيس الإدارة المركزية للتربية الخاصة، ومدير الإدارة العامة للموهوبين والتعلم الذكي، بوزارة التربية والتعليم، قالت إنها كرمت الطالب "وليد عبادي" قبل 3 سنوات، كطالب مجتهد لديه فكرة بحث جيدة فقط.

أما بخصوص جائزة "أرشميدس" المثار حولها الجدل، فضَّلت الدكتورة هالة عدم مهاجمة الطالب، حيث قالت في حديثها لـ"الوطن"، لأنه في النهاية طفل قد يكون ضحية أشخاص مستفيدين من الشهرة حوله، وعلينا تسليط الضوء على الكثير من المبتكرين الذين يستحقون الدعم، فبعضهم يتوقف مشروعه على الدعم المادي فقط، فهذا أهم من الحديث عن شيء لا وجود له، حسب تعبيرها.

وبسؤالها عن سَفَرِهِ، بالتعاون مع الوزارة من عدمه، قالت الدكتورة هالة، إن الطالب وليد لم يتلق دعوة رسمية من أكاديمية البحث العلمي التابعة للوزارة بخصوص السفر لتلقي هذا التكريم.

{long_qoute_2}

"الوطن" خاضت جولة في الموقع الرسمي لـ"صالون موسكو الدولي للاختراعات وتقنيات الابتكار (أرشميدس)"، الذي تأسس عام 1998، ويعد أكبر منتدى عالمي يتضمن "معرض الاختراعات، العينات الصناعية، العلامات التجارية، نماذج المنفعة، المؤتمرات، أعمال التدريب، وذلك تحت اسم "جامعة المخترع العام"، كما يتضمن عروض المشاريع والتكنولوجيات الوطنية المقدمة من جميع البلدان المتقدمة صناعيا في العالم، ويرأس صالون موسكو زيزيان ديمتري إيفانوفيتش.

ولم يتضمن الموقع، اسم "وليد محمد عبادي"، ضمن أصدقاء الصالون، المسجلين، حيث لم تكن سوى مؤسسات من عدة دول حول العالم، وبعض الشخصيات البارزة في مجال الابتكار والاختراعات، جميعهم حاصلين على درجة الدكتوراة، فيما لم توجد سوى نقابة المخترعين المصريين.

كما نشر الموقع ملفا لبرنامج معرض عام 2018، ولم تشترك فيه أي جهة مصرية.

وقالت إدارة الصالون، عبر الموقع الإلكتروني: إن "المشاركة في هذه الأنشطة، ستسمح لك، ليس فقط بعرض التطور في الابتكار والحصول على اعتراف دولي، ولكن أيضا للعثور على المستثمرين والشركاء، لتوقيع العقود واتفاقيات الترخيص، يتم تمثيل كل حدث فريد من نوعه، لأنه يتم الاحتفاظ به في مواقع مختلفة، وأحيانا متباعدة للغاية في القارة الأوراسية، حيث يتم حضور الفعاليات من قبل المتخصصين والمستثمرين وأصحاب المصلحة، وترافق الفعاليات دائمًا برنامجًا تجاريًا، وبالنظر إلى أنه لكل منتج وتكنولوجيا له توجهاته الاستراتيجية الخاصة بتطوير الأسواق وتوسيعها، فإننا نقدم لك مجموعة واسعة من المنتجات الواعدة بالنسبة لك ومنتجاتك (التكنولوجيا) في المنطقة، بالإضافة إلى أشكال المشاركة".

 


مواضيع متعلقة