"الوطن" تنشر رسالة عبد الرحمن الأبنودي إلى محمود درويش في الذكرى الرابعة لرحيله
"الوطن" تنشر رسالة عبد الرحمن الأبنودي إلى محمود درويش في الذكرى الرابعة لرحيله
وجه الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، رسالة إلى الشاعر الرحال، الفلسطيني محمود درويش عبر جريدة "الوطن" في ذكراه الرابعة. امتزجت الرسالة بين مرارة الخال الأبنودي وحزنه العميق على فراق شاعر الوطن العربي الأكبر، والدعاء إلى الله أن يهب الأمة العربية شاعرًا في مثل قامته، كما تذكر الأبنودي الكلمات الأخيرة التي قالها له درويش قبل مغادرته إلى رحلة العلاج في أمريكا لإجراء عملية القلب المفتوح التي توفى على إثرها في التاسع من أغسطس عام 2008، وإلى نص الرسالة.
لا شك أن ساحة الشعر العربي قد خلا منها أنسها الكبير محمود درويش، شاعر الأمة العربية الأكبر في زماننا الحديث، الذي طور قصيدته التي آنسته وآنسها، خلال رحلته الشاقة وتجربته الإنسانية والسياسية الفريدة.
محمود درويش، أخانا وصديقنا الذي ملأ الدنيا شعرا عظيما لا أظن أن شاعرا عربيا في زمنه قد بلغ قممه وطور قصيدته بذلك الشكل العظيم، والتي تعد بنياناً فكريا وإنسانيا لا حدود لقوته وتماسكه، ومازلت أذكر مهاتفته الأخيرة لي قبل سفره إلى أمريكا وهو يقول لي "قالوا لي أنني لو تجاهلت ما بداخل قلبي، هذه الماكينة المتعبة، فسينفجر القلب في أي لحظة وأموت، هناك نسبة أمل بنسبة 15% أن يتم إصلاح العطب وأعود"، فقلت له لا تدعم يعبثون بقلبك مرة أخرى ولتعد لتموت مثلنا جميعا ووعدني بذلك لكن على ما يبدو استطاعوا إقناعه، وبالتالي لم يعد لنا من هذه الرحلة مرة أخرى، وإنما عاد إلى بلاده التي مجدها وخلدها بطول شعره من أول بيت إلى آخر بيت، رحم الله أخانا محمود ووهب هذه الأمة شعراء في مثل قامته".