"الوطن" فى رحلة تواصل مع جيران "طفلي الدقهلية" لمدة 12 ساعة: كلام متضارب

كتب: محمد علي حسن

"الوطن" فى رحلة تواصل مع جيران "طفلي الدقهلية" لمدة 12 ساعة: كلام متضارب

"الوطن" فى رحلة تواصل مع جيران "طفلي الدقهلية" لمدة 12 ساعة: كلام متضارب

قبل 12 ساعة من ظهور أولى مؤشرات نتيجة تحقيقات مقتل الطفلين «ريان ومحمد» ٣ و٤ سنوات، والتي نتج عنها مفاجأة كبرى، إذ اعترف والدهم، أمس ، أمام فريق البحث بمديرية أمن الدقهلية بارتكاب الجريمة، وأنه ألقاهما من أعلى سور كوبري فارسكور بدمياط، والذي يبعد 30 دقيقة عن ميت سلسيل، كانت "الوطن" على تواصل خلال الساعات السابقة مع بعض ذوي ومعارف أسرة الطفلين، والذين تضاربت أقوالهم في أحيان كثيرة وتهرّب بعضهم من الحديث عن واقعة العثور على جثتيهما، مساء ثانى أيام العيد.

وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف من مساء أمس، تواصلت "الوطن" مع محمد حسني، أحد جيران والد الطفلين الذى قال إن حادث الخطف كان مفاجأة بالنسبة لهم، حيث إن محمود اصطحبهما للعب في الملاهي، ثم اختفيا بعد أن استوقفه صديق قديم على حد قول الاب."أذعنا خبر اختفاء الطفلين في مكبرات صوت مساجد ميت سلسيل، والشباب تطوع لنشر صور ريان ومحمد على موقع فيسبوك، وخصصنا سيارات للبحث عنهما في القرى والمراكز المجاورة لميت سلسيل"، حسب رواية حسني.

{left_qoute_1}

ويتابع حسني : "أهالي ميت سلسيل يجتمعون في الشدة، وبالفعل كنا منتظرين الجنازة حتى الساعة الثالثة فجرا، ووالدهم تواجد في الجنازة وكان منهار جدا".

الجملة السابقة أثارت الشك حول رواية حسني، حيث إنه نشر منشور على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في تمام الساعة الثانية وثلاثة وخمسين دقيقة فجرا يوم الجنازة ، كتب فيه: "الجنازة اتحركت الآن من فارسكور بدون والد الطفل، محمود محتجز هناك للتحقيق والجد منهار لما حدث".

وعن الأنباء التي تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص اتجار والد الطفلين في الآثار، قال: "محمود يدير أملاك والده وهو ليس بحاجة إلى أي تجارة غير مشروعة سواء كانت آثار أو مخدرات".

بالتزامن مع الحديث مع محمد حسني عبر الهاتف، تواصلت "الوطن" مع شخص آخر يدعى أحمد إبراهيم من خلال "فيسبوك"، والذي أبدى تعاونا في البداية ووعد بإرسال رقم الهاتف الخاص بخال الطفلين، حيث إنه جاره في الشارع الذي يسكن فيه، لكنه قال قبل أن يغلق المحادثة الأولى "طب حضرتك تحب تعرف إيه لأنه صعب يكلمك ويفتح نت دلوقتى؟".

أثار "إبراهيم" الشك مرة أخرى حول استطاعته إرسال رقم الهاتف الخاص بخال الطفلين، وبالفعل كانت الرسالة الثانية منه "اسم الاكونت بتاع خالهم، كريم الشافعي، وصعب يرد عليك، والله يكون في عونهم".

أظهر"إبراهيم" قدرا من التعاون، قد يكون ضئيلا لكنه مفيد، فبعد إغلاق المحادثة، أمد "الوطن" بثلاثة أرقام لعم الطفلين ويدعى حمادة نظمي، وهو الذي نشر إعلان مكافأة 50 ألف جنيها لمن يعثر على ريان ومحمد، وأكد أن والدة الطفلين في حالة صعبة، نافيا أي تصريحات له لأي وسيلة إعلامية، كما أن الجد في حالة صحية سيئة منذ الجنازة فهو لم يتحمل ما حدث لأحفاده.

حينها أصبح أمام "الوطن" خياران، إما التواصل مع خال الطفلين أو عمهما، لكن كان هناك خيارا ثالثا وهو التواصل مع الأثنين، فهواتف العم مغلقة، والخال لم يتفاعل على حسابه الشخصي منذ ثلاثة أيام، وبالبحث في الصور التي تجمع هذا الخال بأصدقاء مقربين، تم التوصل إلى حساب باسم أحمد عز، والذى اكتفى بالقول: " الظرف غير مناسب، فالجرم كبير وشنيع وغير مألوف على مجتمعنا".

{left_qoute_2}

وصلت رسالة في تمام الساعة الثانية عشر وأربعة وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل، تفيد أن أحد أرقام هواتف عم الطفلين، حمادة نظمي، لم يعد مغلقا آنذاك، وبعد الاتصال به 5 مرات، رد "من معي؟"، ليتم التعريف "الوطن"، ليجيب "أنا مشغول الآن ويوجد ضغط شديد هنا ولم استطع التحدث الآن"، ليتم الاتفاق معه بإعادة الاتصال خلال ساعتين ومدته خمس دقائق فقط وبدون الخوض في تفاصيل متعلقة بالتحقيقات".

الاتصال الثاني بحمادة نظمي لم يختلف عن نظيره السابق كثيرا، بل زاد عليه معلومة هامة، حيث قال "نحن الآن مشغولين في التحقيقات ولن استطع التحدث إلا في تمام الساعة الخامسة صباحا، وأعدك أنني سأتحدث فنحن نقوم بحل مسألة ما وبعدها سأتصل بك فورا".

{left_qoute_3}

أصبحت الساعة السادسة صباحا، ولم يتصل عم الطفلين، وحين الاتصال به رد شخص يصاحب صوته ضوضاء "بشمهندس حمادة مش فاضي دلوقتي"، وأغلق الخط فجأة، وبعد 7 محاولات اتصال أخرى وإرسال رسالة له بأنه أخلف ميعاده ثلاثة مرات، كان رده في رسالة نصية "معلش أنا آسف مش هقدر أكلمك أنا آسف"، وعند سؤاله مرة أخرى عن ميعاد آخر، كان رده "معلش لما أعرف مين عمل كدة، خلاص لو سمحت وأنا بعتذر على الميعاد"، لتكون آخر رسالة منه في الساعة السادسة وخمس دقائق صباحا مثل الأولى "معلش أنا آسف مش هقدر أكلمك أنا آسف".


مواضيع متعلقة