قتل وانتحار واشتباكات.. 4 حوادث بعيد الأضحى في كفر الشيخ

07:25 م | الأربعاء 22 أغسطس 2018

4 جرائم جنائية ما بين قتل وانتحار واشتباكات مع قوات الشرطة، وقعت بالتزامن مع عيد الأضحى في محافظة كفر الشيخ، ما أثار غضب مواطنين، أكدوا أن تلك الجرائم تترك أثرا سلبيا في نفوس من يقرأ في تفاصيلها، وتؤثر على تماسك الأسرة المصرية، مطالبين بوضع حلول للحد من الجريمة.

أول أيام العيد شهد وقوع 3 جرائم، اثنتين منها قتل والأخرى اشتباكات مع قوات الشرطة عقب وفاة طفل إثر اصطدام سيارة ميكروباص به أمام قرية إبيوقا التابعة لمركز دسوق في كفر الشيخ.

الجريمة الأولى ارتكبها 3 أشقاء، حين أقدموا على قتل سائق توك توك، بسبب خلافات سابقة بينهم، وتلقت مديرية امن كفر الشيخ، بلاغاً من المستشفى العام تفيد وصول "أحمد .ع.م"، 35عاماً سائق توك توك، ولقي مصرعه فى الحال، وكلفت القيادات الأمنية بتشكيل فريق بحث جنائي لمعرفة ملابسات الحادث.

وتبين أن القتيل مقيم بأبو طبل، نتيجة تلقيه عددا من الطعنات، وأكدت التحريات أن وراء الجريمة ثلاثة أشقاء وهم كل من " أ. ع. سالم" و شقيقاه"م وع"، كما تبين أنهم طعنوه على إثر خلافات سابقة، حيث سبق واعتدوا بالضرب على زوجته العام الماضي، وتم تحرير محضر والقبض عليهم بمنطقة سيبرباي في مدينة طنطا.

{long_qoute_1}

الدكتور صبحي الكافور، أستاذ علم النفس بجامعة كفر الشيخ، يرى أن التربية والضغوط النفسية، لهما تأثير كبير ودافع أكبر لارتكاب الجرائم، حيث يقول إن الضغوط الحياتية والمادية، تؤثر على الجهاز العصبي، في ظل انعدام القيم التي تنمى روح المقاومة والانتظار، ما يتسبب في ارتكاب أشخاص لمزيد من الجرائم.

وأضاف أن فكرة "أنا والآن"، تكون غالبا المسيطرة على الإنسان، خصوصا مع الشخصية "السيكوباتية"، التي تميل لحب السيطرة والعدوانية، قائلاً "مبتعرفش تأجل رغباتها والمهم تبقى مستمتعة مش مهم ده صح ولا غلط".

وتنص المادة 234، من قانون العقوبات، على أنه من قتل نفسا من غير سبق إصرار ولا ترصد يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة، ومع ذلك يحكم على فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا تقدمتها أو اقترنت بها أو تلتها جناية أخري، وأما إذا كان القصد منها التأهب شركائهم على الهرب أو التخلص من العقوبة فيحكم بالإعدام أو بالأشغال الشاقة المؤبدة، وتكون العقوبة بالإعدام إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 23الصل4 تنفيذا لغرض إرهابي.

بينما أقدم مختل عقليا على قتل زوجة شقيقه بالساطور أثناء قيامهم بذبح أضحية عيد الأضحي داخل منزلهم بقرية الكوم الطويل التابعة لمركز بيلا، وتم نقلها لمشرحة مستشفي كفر الشيخ العام.

تلقت الأجهزة الأمنية إخطاراً بوصول "إدارة.م.ع.أ" 55 سنة، ربة منزل، ومقيمة بقرية الكوم الطويل دائرة المركز، مصابة بجروح قطعية بالرأس والوجه والفك، وتوفيت عقب وصولها المستشفي، وتم نقلها لمشرحة مستشفي كفر الشيخ العام.

وتبين من تحريات فريق البحث وسؤال نجل المجني عليها ويدعي "رضا.ا.م.ا" 29 سنة، ومقيم بذات العنوان، أن مرتكب الواقعة "أحمد.م.ا.ا" 30 سنة، عاطل، ومقيم بذات العنوان، يعاني من اضطرابات نفسية، حيث قام بالتعدي علي المجني عليها بأداة حادة "ساطور" وأحدث الإصابات التي أودت بحياتها، وذلك أثناء قيامهم بذبح أضحية عيد الأضحي داخل منزلهم بقرية الكوم الطويل.

وعقب ارتكاب الواقعة استمرت حالة الهياج الشديد لدى المتهم حتى وصول رجال مباحث بيلا، وقام الضباط بتهدئة المتهم للسيطرة عليه وانتزاع "الساطور" خاص بـ"م.م.إ" الجزار القائم علي ذبح الأضحية من يده، والقبض عليه وحُرر المحضر رقم 4685 لسنة 2018 إداري مركز بيلا.

وأخطرت النيابة العامة بالواقعة والتي قررت انتداب الطب الشرعي لتشريحها وبيان سبب الوفاة وكيفيه حدوثها والتصريح بالدفن عقب ذلك.

وحول تلك القضية تحديدا، أكد النائب علاء عبدالمنعم، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، في حوار سابق لـ"الوطن"، أنه مبدئيا إذا كان الشخص مختلاً عقلياً فلا عقوبة عليه ويفصل فيما إذا كان مختلا عقلياً من عدمه الأطباء والفنيون بالتقارير التي توضع بعد الكشف عليه وإجراء جميع الاختبارات اللازمةـ وقولها بذلك قول فصل، فليس كل من يرتكب جريمة يستطيع أن يتهرب من العقاب بادعاء أنه مختل عقلياً.

{left_qoute_2}

فيما قررت نيابة مركز دسوق، حبس 8 أشخاص من قرية أبيوقا التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ 15 يوما، عقب قيام أهالي القرية بقطع طريق دسوق-كفر الشيخ، عقب وفاة الطفل محمد هاني نعيم، 6 سنوات، بعد أن صدمته سيارة ميكروباص، ما أدى لتجمهر الأهالي وقطعهم الطريق العام دسوق -كفر الشيخ.

كما أشعل البعض إطارات السيارات في الطريق، ما أدى لتكدس السيارات وغضب المسافرين وتوقف الحركة المرورية تماما، انتقلت قوات الشرطة وحاولت إقناع الأهالي بفتح الطريق إلا أنهم رفضوا وقاموا بقذف قوات الشرطة بالحجارة، ما اضطر قوات الأمن للتعامل مع الحدث لإعادة فتح الطريق خاصة وأنه ليس له بديل.

وتعاملت الشرطة باستخدام خراطيم المياه لتفريق الأهالي، وتم القبض على 8 من الأهالي وتوجيه اتهامات بتكدير السلم العام وقطع الطرق ومقاومة السلطات.

يقول أستاذ علم النفس بجامعة كفر الشيخ، أنه لو فكر المتهم للحظة في العواقب التي ستقابله لن يرتكب جرائمه، مشيرا إلى أن الأخطاء تتشكل والتنشئة الاجتماعية لابد أن تقوم على القدرة على التحمل والصمود النفسي، ولا بد من وقفة محاسبة على كل المستويات في المنزل والمدارس والجامعات، مؤكدا أن الإعلام له دور كبير في الحد من تلك الممارسات التي تثير الكراهية، ولا بد أن يركز على التوعية الدينية والثقافية.

في ذات الإطار، أقدمت "إ.ف.ل.س"، 19 سنة، ممرضة داخل عيادة طبيب نساء وتوليد بمركز الحامول فى كفر الشيخ، على الانتحار بحقن نفسها بعقار مخدر، والمستخدم كمخدر في العمليات الجراحية، ما أدى إلى وفاتها، لمرورها بأزمة نفسية سيئة عقب انفصال والدها عن والدتها.

وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بوجود زرقة بالوجه والرقبة بها آثار إختناق، وتبين وجود آثار حقن باليد اليمني، وآثار دماء حديثة باليد اليسري، وبجوارها سرنجة طبية بها مادة لونها أحمر فاتح، والعثور علي أمبول "ديزمان" والمستخدم كمخدر في العمليات، ولاتوجد أي إصابات ظاهرية.

{long_qoute_3}

وحول الجرائم الأسرية ودوافعها، قال اللواء مجدى البسيوني، مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمني، إن نوعية جرائم القتل الداخلي الأسري زادت خلال الفترة الاخيرة بشكل لم نعهده من قبل، وأرجع أسبابها إلى ضيق الحالة المادية فهناك أشخاص يقتلون من أجل الحصول على أموال لشراء المخدرات، فضلاً عن المشاكل الأسرية والدليل على ذلك ارتفاع نسبة الطلاق، وإن لم ينته الزواج بطلاق ينتهي إلى قتل أو شروع فيه، فضلاً عن انعدام الوعي الديني، والثقافي، لأن الواعي لا يقتل ابدا.

وأوضح البسيوني، أن العلاج يكمن في أنه عندما يحدث حادث يثير المشاعر والوجدان، فلابد أن يكون موضوعا للخطاب الديني بالمساجد والمنابر، وتبثه وزارة الأوقاف في خطب موحدة، ويشرح الأئمة دوافع الجريمة، وعقوبتها عند الله، وأن يكون هناك استنفار جماعي، وأن تتناول وسائل الإعلام الجرائم بالتحليل وتقابل المجرمين للحديث عن تجاربهم المريرة.