لماذا تراجعت أسعار الذهب ووصلت إلى أدنى مستوى لأول مرة منذ عامين؟

كتب: دينا عبدالخالق

لماذا تراجعت أسعار الذهب ووصلت إلى أدنى مستوى لأول مرة منذ عامين؟

لماذا تراجعت أسعار الذهب ووصلت إلى أدنى مستوى لأول مرة منذ عامين؟

رغم ارتفاعه الشديد منذ عامين، إلا أنه وفي منحنى مفاجئ وصعب، شهدت أسواق الذهب تراجعا ضخما في أسعاره على المستوى الدولي والمحلي، حيث هبط الذهب إلى أدنى مستوى في أكثر من 18 شهرا، في الوقت الذي قفز فيه الدولار إلى أعلى مستوى في أكثر من عام بفعل مخاوف من انتقال هبوط مُنيت به الليرة التركية في الآونة الاخيرة إلى الأسواق العالمية.

وعلى المستوى الدولي، تراجع الذهب بنسبة 1.35% في المعاملات الفورية إلى 1177.53 دولار للأونصة، فضلا عن أنه منخفض حوالي 9% عن مستوياته في بداية العام مع تضرره من ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية وصعود الدولار والفشل في الاستفادة من دوره التقليدي كأداة للتحوط أثناء الضبابية العالمية، وفقا لموقع "سكاي نيوز".

وارتفع الدولار إلى أعلى مستوى منذ يونيو عام 2017 بفعل مخاوف من دعوات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى خفض أسعار الفائدة وتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي كما تلقى الدولار، وهو العملة المسعر بها الذهب، دعما من هبوط اليورو الذي تضرر من مخاوف بشأن انكشاف البنوك الأوروبية على تركيا.

ومن الصعيد الدولي إلى المصري، أثر ذلك التراجع على الذهب بالقاهرة، حيث واصلت أسعار الذهب تراجعها في البلاد، اليوم، لتنخفض إلى أدنى مستوى لها في نحو عامين ويكسر عيار 21 حاجز الـ600 جنيه، وسجل عيار 18 قيمة 508 جنيها.

ذلك التراجع يرجع إلى عدة أسباب، فأوضح الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، أن الذهب وصل إلى قمته مسجلا 1350 دولار، منذ فترة ليبدأ بعدها رحلة التصحيح ليتناسب مع العملات الدولية وعلى رأسها الدولار، وهو ما حدث بالتزامن مع قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على عدد من الواردات لدول من الشرق الأوسط.

وأضاف النحاس، لـ"الوطن"، أنه من بين تلك الأسباب أيضا ارتفاع الدين العالمي في حيت انخفاض الناتج العالمي بنفس الوقت، ما ولد مخاوفا لدى بعض الدول بسبب عدم تسديد الديون العالمية، ودفعها إلى اتخاذ إجراءات احترازية فخفضت من قيمة عملاتها كالصين وروسيا وتركيا بالإضافة إلى التخلي عن جزء من احتياطي الذهب بها، فضلا عن أن بعض صناديق الذهب العالمية بدلت جزء من حصصها إلى دولارات أمريكية لذلك هبطت أسعار ذلك المعدن الأصفر النفيس.

"تويتات ترامب" تعتبر أحد المسببات لذلك التأثير العالمي، في رأي "النحاس"، مضيفا أن أسواق المال العالمية حساسة للغاية تجاه تصريحات رؤساء الدول الكبرى، وخلال الفترة الماضية، نشر العديد من التدوينات عن تركيا وباب المندب وإيران وغيرهم من الدول، فضلا عن الأحداث السياسية على الساحة الدولية، وهو ما كان له مردود عالمي.

هبوط بالذهب ارتبط بانخفاض في أسعار غيره من المعادن النفيسة بالإضافة إلى البترول والنفط، وهو ما تفاقهم منذ مايو الماضي، وأحدث أزمة بأسواق المال العالمية، وفقا للخبير الاقتصادي، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يعتبر شبه متكرر كل 10 أعوام، حيث سبق حدوثه في أعوام 2008 و1998 وهكذا، في حين يظهر أن الاقتصاد الأمريكي هو القادر على للدفاع عن نفسه.

وعن موعد توقف ذلك النزييف، أكد "النحاس" أن الأمر مازال غير معلوما بوضوح حتى الآن، ولكن من الممكن أن يستمر حتى شهر نوفمبر المقبل، ولحين وصول الذهب إلى قيمة 1150 دولار للأونصة، وهي القيمة المتوسطة له.

وشاركه في الرأي نفسه، الدكتور مصطفى بدره، الخبير الاقتصادي، بأنه من غير المعروف حاليا على الإطلاق الفترة الزمنية التي سيحتاجها الذهب والأسواق العالمية من التعافي، مشيرا إلى أن ذلك المعدن النفيس يتراجع منذ فترة، وتحديدا منذ عام، أمام سوق العملات وعلى رأسهم الدولار، حيث إن الرئيس الأمريكي وعد بتقوية عملته أمام العملات الأخرى بالعالم وهو ما تسبب في تراجع شديد بالمعادن النفيسة.

وأضاف "بدره" أن الأزمة التركية الأمريكية وتراجع الليرة أثر بشدة على الكثير من العملات، حيث إن تركيا ستقترض أموالا ضخما لتعويض خسائرها من عدة جهات، بينما يسيطر الخوف من عدم قدرة أنقرة على تسديد ذلك وتعثرها، موضحا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن الاقتصاد التركي يتجه إلى مسار يرثى له، بينما في حالة تعافيه سيحتاج إلى بعض الوقت لحين استقراره كما كان مسبقا.

 


مواضيع متعلقة