بروفايل| محمد فوزى.. صانع البهجة

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل| محمد فوزى.. صانع البهجة

بروفايل| محمد فوزى.. صانع البهجة

تستطيع أن تقول إنه معجون بماء الفن، لم يترك لوناً منه إلا وأجاده، عندما حظى بهبة لم يحظ بها دونه إنسان، فتحت أمامه الأبواب على اتساعها، ليصبح معها الفنان محمد فوزى ظاهرة متفردة فى عالم الفن لم تتكرر، وسيرة وأعمالاً إبداعية امتدت بطول مائة عام. جمع وجهه الأسمر الممتلئ بين مسحة حزن طفيفة تمتزج بنظرة عينيه المتأملتين، وبين ابتسامة مرحة تكشف عن «غمازتين» عميقتين على جانبى الوجه. كان الصراخ يملأ الأرجاء فى نفس هذا التوقيت منذ 100 عام، فى إحدى قرى محافظة الغربية حملت اسم «كفر أبوجندى»، تحديداً فى منزل فوزى عبدالعال، يعلن الصراخ ميلاد طفل جديد بالعائلة يحمل رقم 21 بين أطفالها، ولكن بمقاييس أخرى هو ميلاد معجزة فى عالم الفن سوف يؤدى إلى إعادة صياغة مفرداته بعد سنوات ليست ببعيدة عن ذلك التاريخ، فعلامات النبوغ الأولى التى ظهرت على الطفل لم تخطئها عين، ما بين تعبيرات وجوه زملائه المندهشة فى مدرسة طنطا الابتدائية، وعبارة «سيب المدرسة واشتغل مغنى» التى رددها عليه مدرسوه، وهو ما أغرى «فوزى» بالذهاب للقاهرة وخوض غمار الفن.

سلسلة طويلة من التجارب والإخفاقات مر بها الشاب النازح إلى القاهرة، فكانت فرصة العمل فى كازينو رتيبة وإنصاف رشدى مشجعة له، ولم تمر فترة حتى ترك الكازينو سعياً وراء فرصة أكبر بالعمل مع بديعة مصابنى، الاسم اللامع فى ذلك الوقت، وبدأ الحظ يبتسم شيئاً فشيئاً عندما وقع اختيار يوسف وهبى عليه ليمثل دوراً صغيراً فى فيلم «سيف الجلاد» عام 1944، ليلفت نظر المخرج محمد كريم ليقدمه بعدها فى فيلم «أصحاب السعادة» عام 1946 وهو نفس العام الذى قدم فيه «مجد ودموع» مع المخرج أحمد بدرخان، ليؤسس بعدها شركة إنتاج خاصة به، عرفت باسم «أفلام محمد فوزى» عام 1947.

تركة ثقيلة صنعها الفنان محمد فوزى فى فترة قصيرة لم تتجاوز الـ25 عاماً، أثرى خلالها الفن، فهو ما زال خالداً فى 35 فيلماً ما بين تمثيل وتأليف وإنتاج، وفى أغانٍ يصل عددها إلى 400 أغنية غنى منها 300، و100 لمطربين آخرين، أو أعمال أنتجها من خلال شركة «مصر فون» لإنتاج الأسطوانات التى تم تأميمها بعد ذلك، وما زال باقياً فى أعمال ما زال الأطفال يرددونها حتى الآن، أشهرها «ماما زمانها جاية» و«ذهب الليل».


مواضيع متعلقة