بالفيديو| أصحاب مدابغ "مجرى العيون": إحنا لسه في أماكنا ومش عايزين نمشي"

كتب: محمود معوض

بالفيديو| أصحاب مدابغ "مجرى العيون": إحنا لسه في أماكنا ومش عايزين نمشي"

بالفيديو| أصحاب مدابغ "مجرى العيون": إحنا لسه في أماكنا ومش عايزين نمشي"

مدخل من سور أثري، رائحة كريهة تنبعث من كل الزوايا فور دخولك إلى المكان، جلود معلقة تضربها الشمس ويمتص رائحتها أجاج الملح، عمل يسير على قدم وساق من الصغير قبل الكبير، وتزداد وتيرة العمل مع اقتراب عيد الأضحى حيث تزدهر هذه المهنة بعد تطبيق سنة الله في أرضه بذبح الأضاحي تقربًا لله تعالى.

مدابغ سور مجرى العيون الواقعة بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، تعتبر من أشهر المدابغ في مصر بل والعالم، أصبح العاملون بها في مأزق، بسبب بعض المشكلات التي طالت المهنة في الفترة الأخيرة؛ لاسيما بعد أن بدأت الحكومة في تنفيذ قرار نقل المدابغ إلى منطقة الروبيكي بطريق السويس، والتي يرى العاملون انها قد تضر بهم بسبب عدم جاهزية المكان بشكل كامل لاستقبالهم من نقص في الخدمات وبعد المسافة وعدم توافر وسائل نقل في بعض الأوقات.

"10% بس من المدابغ اللي نقلت بس، ومش مرتاحين هناك"، هكذا افتتح رمضان أبو شنب، صاحب إحدى المدابغ، حديثه عن نقل المدابغ للروبيكي، نافيًا حديث وسائل الإعلام عن نقل معظم المدابغ من مجرى العيون، ما أثر بالسلب على حركة التجارة بالمنطقة، ووقوع خسائر كبيرة لأصحاب المدابغ، قائلًا "أحنا ما مشيناش، إحنا هنا"، مضيفًا أن المدابغ التي تم نقلها خاصة بكبار التجار بالمنطقة.

وعن نقل المدابغ للروبيكي، قال "أبو شنب"، إن نقلهم من مجرى العيون، يضر بهم كثيرًا ويسبب لهم خسائر كبيرة، وخاصة للعمال وأصحاب المدابغ الصغيرة، لأنهم سيضطرون إلى السفر للمكان الجديد بشكل يومي ما يضيف عبء مادي، وبدني على العمال، بسبب بعد المكان" على حد قوله، موضحًا أن المكان الجديد الذي تم تخصيصه يفتقر إلى أشياء كثيرة ليصبح صالحًا لاستقبالهم.

"أنا مش عايز أمشي من هنا وراضي باللي ربنا قسملي بيه هنا"، هكذا عبر سمير عبدالفتاح أحد العاملين بإحدى المدابغ عن رفضه لمغادرة "مجرى العيون" والذهاب إلى الروبيكي "أنا شغال على مكنة فيها 16 سلاح، ومعرض في أي لحظة أتصاب أو يجرالي حاجة، لو حصل لي خحاجة وأنا هناك حد هيلحقني؟ وعلى ما أروح أقرب مستشفى هكون مُت".

وطالب "عبدالفتاح"، بتوفير جميع الخدمات في منطقة "الروبيكي" من مستشفيات ومياه صالحة للشرب وصالحة للاستخدام في صناعة الجلود حال نقلهم، لأن المياه الموجودة هناك غير صالحة للاستخدام الآدمي على حد وصفه، داعيًا الحكومة بإجبار أصحاب المدابغ بالتأمين على العاملين بها.

كانت الحكومة، أصدرت عدة قرارات من شأنها البدء في إنشاء أول مدينة متخصصة للجلود في مصر بمواصفات عالمية، والاستفادة من مبلغ 158 مليون جنيه الذي نتج عن مبادلة الدين الإيطالي وتحويله إلى منحة في تمويل أعمال البنية الأساسية والمرافق الخارجية ومحطات المعالجة للمشروع، وبالفعل تم نقل 12 مدبغة إلى الروبيكي، لكن عشرات المدابغ مازالت تعمل خلف سور مجرى العيون، في انتظار مصيرها إما بتعويض أصحابها بمبالغ مادية أو استبدال مدابغهم بأخرى في منطقة الروبيكي.

 


مواضيع متعلقة