تركيا تجهز 35 ألف مقاتل فى شمال سوريا تحت مسمى «جيش وطنى»

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

تركيا تجهز 35 ألف مقاتل فى شمال سوريا تحت مسمى «جيش وطنى»

تركيا تجهز 35 ألف مقاتل فى شمال سوريا تحت مسمى «جيش وطنى»

لا تزال تركيا تواصل ألاعيبها من أجل السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضى السورية، حيث من المحتمل أن يصبح «جيش وطنى»، تعمل المعارضة السورية على تأسيسه بمساعدة تركيا، عقبة فى الأمد البعيد أمام استعادة الرئيس السورى بشار الأسد السيطرة على شمال غرب البلاد، إذا ما تمكنت المعارضة من إنهاء الخصومات الفئوية التى نكبت بها منذ فترة طويلة، وفق تقرير، أمس، لوكالة أنباء «رويترز».

ويمثل هذا المسعى، وفق الوكالة، عنصراً أساسياً فى خطط المعارضة المدعومة من تركيا لتأمين شريط من الأرض يشكل جزءاً من آخر معقل كبير للمعارضة فى سوريا وفرض حكمها عليه.

وقد ساعد وجود القوات التركية على الأرض فى حماية هذا الشريط من هجوم القوات الحكومية عليه. وكان «الأسد» تعهّد باستعادة «كل شبر» من الأرض السورية، ورغم أنه استعاد السيطرة على معظم أنحاء البلاد، فإن الوجود التركى سيعقد أى حملة عسكرية حكومية فى الشمال الغربى.

وتجاوز دور تركيا دعم الفصائل السورية المتحالفة إلى إعادة بناء المدارس والمستشفيات. كما فتح البريد التركى خمسة فروع له على الأقل فى المنطقة. وقال العقيد هيثم العفيسى قائد «الجيش الوطنى»، حسب «رويترز»: إن «إنشاء هذه القوة لم يكن بالمهمة السهلة خلال السنة الأخيرة».

وأضاف لـ«رويترز»، فى مقابلة ببلدة «أعزاز» قرب الحدود التركية: «نحن ننتقل فى تطوير الجيش من مرحلة إلى مرحلة. ونحن اليوم فى بداية التنظيم، أمامنا صعوبات كثيرة، لكن نعمل على تجاوزها».

{long_qoute_1}

وفى أواخر الشهر الماضى، صدرت تعليمات لقادة «الجيش الوطنى»، وفق «رويترز»، تقضى بمنع المقاتلين من «إطلاق النار العشوائى منعاً باتاً»، والالتزام بارتداء الزى العسكرى و«التعاون الكامل مع قيادة الشرطة العسكرية، وتم منع الفصائل التى يتألف منها (الجيش الوطنى) من إدارة سجون ومحاكم خاصة بها، ومن اعتقال أى مواطن من قِبَل أى فصيل كان، إلا بموجب كتاب رسمى من القضاء، وعن طريق الشرطة العسكرية حصراً».

ويتألف الجيش الوطنى من نحو 35 ألف مقاتل من بعض من أكبر الفصائل فى الحرب الأهلية التى سقط فيها مئات الآلاف من القتلى وأرغمت نحو 11 مليوناً على النزوح عن بيوتهم خلال السنوات السبع الأخيرة. وفى السابق فشلت مساعٍ عديدة لتوحيد مقاتلى المعارضة، إذ عرقلتها منافسات محلية، وفى بعض الأحيان تعارض أهداف الدول الأجنبية التى كانت تدعم كثيرين من المقاتلين فى وقت من الأوقات فى الحرب السورية.

«هى تحركات بائسة من (أردوغان) بعد أن أدرك هزيمة مسلحيه أمام الجيش السورى».. هكذا علق نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب السورى الدكتور عمار الأسد، فى اتصال لـ«الوطن»، على مسألة تشكيل جيش جديد للمعارضة فى الشمال. ولفت «الأسد» إلى أن الحكومة السورية رصدت اجتماعات للمخابرات التركية على مدار الـ20 يوماً الماضية مع فصائل مسلحة مثل «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» و«فيلق الرحمن» و«الجيش الحر» وغيرها من المسميات والكيانات المدعومة من تركيا، مضيفاً: «وهذا يعنى أنهم يحضرون لشىء ما، ويريدون تكوين جيش جديد من المقاتلين والإرهابيين، لمواصلة الهدم والتدمير فى الدولة السورية، لكن هؤلاء سيتفاجأون بعمل عسكرى كبير خلال الأيام المقبلة».

فى سياق آخر، تحدّثت مصادر سورية عن تنسيق بين قوات سوريا الديمقراطية، ذات الغالبية الكردية، وقوات الجيش السورى فى العملية العسكرية المرتقبة فى «إدلب»، وفق ما نقلته، أمس، قناة «سكاى نيوز». وذكرت المصادر أن قوات الحكومة والمسلحين الأكراد، دفعوا بتعزيزات عسكرية إلى مناطق التماس مع مجموعات مسلحة بريف «حلب».


مواضيع متعلقة