قدرت قيمتها بـ15 مليار جنيه.. ما الداعي لاستيراد النفايات من الخارج؟

كتب: إبراهيم حسن

قدرت قيمتها بـ15 مليار جنيه.. ما الداعي لاستيراد النفايات من الخارج؟

قدرت قيمتها بـ15 مليار جنيه.. ما الداعي لاستيراد النفايات من الخارج؟

قالت النائبة شيرين فراج، عضو مجلس النواب، إن فاتورة استيراد مصر للمخلفات بلغت 15 مليار جنيه في العام الماضي، موضحةً أن مصر تستخدم نفايات مفصولة من الخارج لاستخدامها في مصانع التدوير، مضيفةً أن العام الماضي شهد قرارات تسمح بدخول أنواع جديدة من القمامة، فضلًا عن الأنواع الـ60 المسموح أصلًا باستيرادهم.

وأعلنت النائبة، في مداخلة هاتفية في برنامج "مساء دي إم سي"، المذاع عبر قناة "دي إم سي"، أنها تقدمت بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء بهذا الصدد، مشيرة إلى أن مصر بها كميات ضخمة من القمامة يتم التخلص منها بطرق غير آمنة، لافتة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليص تلك الفاتورة، والاستفادة من ناتج مصر الضخم من القمامة باعتبارها ثروة هائلة.

من جانبها، رفضت الدكتورة ناهد يوسف، رئيس تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة، التعليق على هذه الأرقام، قائلة إن الوزارة لا دخل لها بمسألة استيراد النفايات، حيث إن ملاك مصانع التدوير هم من لهم حق الاختيار بين استيراد النفايات أو استخدام النفايات المصرية.

وأضافت في تصريحات لـ"الوطن"، أن مسألة استيراد المخلفات تخضع للعرض والطلب، حيث إن بعض المصانع يكون لها احتياجات معينة من النفايات، مثل بعض أنواع الصفائح والبلاستيكات غير المتوفرة بكثرة في القمامة المصرية، مشيرة إلى أن الأسعار تلعب دورًا مهمًا في هذه المسألة، حيث يلجأ أصحاب المصانع للاستيراد من الخارج إذا ما لاحظوا فارقًا في الأسعار بين الداخل والخارج.

بدوره، أوضح الدكتور مجدي علام، الخبير البيئي، ومستشار وزير البيئة السابق، أن الحاجة لاستيراد النفايات تتعلق بافتقار القمامة المصرية للعناصر اللازمة في الصناعة، مشيرًا إلى أن نسبة مفروزات القمامة الصالحة للاستخدام وإعادة التدوير تقل عن 10%، حيث بقايا الطعام والمخلفات العضوية النسبة الأكبر في القمامة المصرية.

 وأضاف الدكتور، أن أنواع النفايات المستخدمة تتنوع بين الورق والبلاستيك والصفائح والكاوتشوك والمخلفات العضوية، وتتنوع نسب استخدام هذه النفايات في الصناعات المختلفة، فمثلًا يستخدم الورق بنسبة كبيرة في صناعة الكارتون والغراء، كما أن كل المسابك في مصر تعتمد على تدوير الصفائح، بالإضافة إلى أن شركات الكاوتشوك تستهلك كل مخلفات الكاوتشوك والمطاط في مصر، لافتًا إلى أن بعض أنواع الصناعات مثل صناعة الطاقة، تحتاج إلى أنواع نفايات ذات محتوى حراري هائل، وهي التي تندر في القمامة المصرية.

وأوضح علام قائلًا إن الحاجة لاستيراد النفايات تتعلق أيضًا بتوافر مراكز فرز القمامة، موضحًا أن عدد مراكز الفرز في مصر والذي يصل إلى 40 مركزًا للفرز في أنحاء الجمهورية، ما زال عددا غير كافٍ، ولافتًا إلى أن نسبة الفرز من المنبع في مصر، أي الفرز في المنازل عن طريق استخدام صناديق قمامة مختلفة لكل نوع من أنواع النفايات، تكاد تكون منعدمة، على عكس ما هو معمول به في الدول المتقدمة.

وأشار الخبير إلى ضرورة وجود اهتمام من الحكومة بتوفير أعداد كبيرة من مراكز الفرز العامة وصناديق القمامة على مستوى المناطق والأحياء، بالإضافة إلى ضرورة تدشين حملات توعية مجتمعية تهدف إلى إرساء ثقافة الفرز من المنبع في المنازل.


مواضيع متعلقة