قبل العقوبات الأخيرة.. عامان من الأزمات المحتدمة بين تركيا وأمريكا

قبل العقوبات الأخيرة.. عامان من الأزمات المحتدمة بين تركيا وأمريكا
- ترامب
- أردوغان
- أمريكا
- تركيا
- العقوبات الأمريكية
- العقوبات الاقتصادية
- روسيا
- سوريا
- ترامب
- أردوغان
- أمريكا
- تركيا
- العقوبات الأمريكية
- العقوبات الاقتصادية
- روسيا
- سوريا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، تمثلت في رفع الرسوم المفروضة على الواردات التركية من الصلب والألومينيوم، ما أثار سخط الجانب التركي.
وأعلنت وزارة التجارة والصناعة التركية في بيان لها أن العقوبات مخالفة لقواعد منظمة التجارة الدولية، موضحة أنها تتوقع من الدول الأعضاء الالتزام بقواعد المنظمة، فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه اليوم في مدينة بايبورت التركية، أنه لن يرضخ للضغوط الأمريكية، قائلًا أنهم-الولايات المتحدة- "لا يعرفوننا على الإطلاق".
ولم يكن ذلك أول هو التصعيد الأول بين الحلفاء القدامى، فقد تبادل الطرفان منذ أيام عقوبات تمثلت في تجميد أصول وحسابات بنكية لوزراء في البلدين، ويأتي إعلان ترامب لعقوبات اقتصادية جديدة، اليوم، تأجيجًا لأزمة واقعة بالفعل، تتعلق باحتجاز تركيا لقس أمريكي يُدعى أندرو برانسون، بدعوى ارتباطه بحزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن، واللذان تعتبرهما تركيا منظمتين إرهابيتين.
يُذكر أن أردوغان كان قد لمح في سبتمبر من العام الماضي خلال كلمة ألقاها في مقر الرئاسة، عن رغبته في إجراء صفقة تبادل، مشيرًا إلى إمكانية الإفراج عن القس الأمريكي مقابل تسليم الولايات المتحدة فتح الله غولن، المقيم في ولاية بنسلفانيا، والذي ترفض الولايات المتحدة تسليمه لتركيا، حيث تتهم السلطات التركية غولن بضلوعه وتدبيره لمحاولة الانقلاب العسكري في يوليو 2016.
الأزمة بين تركيا وأمريكا ليست فقط وليدة الخلاف حول غولن وبرانسون، فقد شهدت العلاقات الأمريكية التركية في الفترة الماضية تدهورًا كبيرًا، إثر خلافات عميقة حول ملفات استراتيجية عدة، تستعرضها "الوطن" في التقرير التالي..
- التقارب التركي الروسي
يثير التقارب التركي الروسي تخوفًا بالغًا من قِبل الولايات المتحدة، وكانت أبرز مؤشرات هذا التقارب توقيع البلدين لصفقة توريد منظومة صواريخ الدفاع الجوي الروسية والمعروفة بـ"إس 400" إلى تركيا، في ديسمبر من العام الماضي، لتثير بذلك عاصفة من ردود الأفعال الأمريكية الغاضبة.
جاء أبرز هذه الردود على لسان مساعد وزير الخارجية الأمريكي، ويس ميتشل، عندما قال إن على تركيا أن تتذكر عواقب التنازلات التي قدمتها لموسكو في سوريا سابقًا، مشيرًا إلى أن إتمامها للصفقة قد يعرضها لعقوبات اقتصادية، بل وسيؤثر بشكل مباشر على مشاركة تركيا في برنامج تسليم المقاتلات الأمريكية "إف 35"، والذي تطلع إليه تركيا، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية في أبريل الماضي.
- الوحدات الكردية في سوريا
أثار القرار الأمريكي في مايو 2017 بتسليح وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، في إطار الحرب على داعش، سخطًا تركيًا عارمًا، حيث تعتبر تركيا هذه الوحدات امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، والمصنف في تركيا كمنظمة إرهابية.
وأعرب نائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانكيلي، آنذاك عن رفض بلاده الصارم لهذا القرار، وقال وقتها في لقاء على قناة "إيه خبر" التركية، إن "سياسة من هذا النوع لن تفيد أحدًا".
ووفقًا لوكالة الأنباء التركية، فقد قدم ترامب في نوفمبر الماضي ضمانات للجانب التركي بشأن تسليح الأكراد، وبالرغم من ذلك فإن تركيا كررت مرارًا رفضها الدعم الأمريكي للأكراد، ووصل الرفض التركي حد التهديد بمواجهة عسكرية إذا لم تتوقف أمريكا عن دعم الوحدات الكردية، بحسب ما ذكرته رويترز في يناير الماضي.
-أزمة التأشيرات
في سبتمبر من العام الماضي، اندلعت أزمة أخرى بين الجانبين، إثر صدور حكم قضائي تركي على موظف بالقنصلية الأمريكية في أنقرة، بعد اتهامه بالتجسس والتعاون معجماعة "جولن"، وقد تلت الواقعة تصعيدات غير مسبوقة، بدأت بإصدار الولايات المتحدة قرارًا في أكتوبر الماضي بتعليق جميع خدمات التأشيرات في مقر السفارة الأمريكية وجميع القنصليات في تركيا، الأمر الذي ردت عليه تركيا بالمثل، لتصبح العلاقات بينهما في مرحلة أكثر حرجًا.
وبالرغم من أن التصعيد لم يدم أكثر من شهرين، حيث استأنف الجانبين إصدار التأشيرات في ديسمبر الماضي، إلا أن الأزمة لم تنتهي بالكامل، حيث قالت السفارة الأمريكية في بيان لاحق لها أنها لا تزال قلقة بشدة حول سلامة مواطنيها في تركيا، وفق ما نشرته رويترز في يناير الماضي.