بعد نية أمريكا إنشائها.. تجربتان عسكريتان لدول عظمى في الفضاء

كتب: إبراهيم حسن

بعد نية أمريكا إنشائها.. تجربتان عسكريتان لدول عظمى في الفضاء

بعد نية أمريكا إنشائها.. تجربتان عسكريتان لدول عظمى في الفضاء

أعلن أمس الخميس، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، عن موعد إطلاق برنامج القوة الفضائية الأمريكية، وقال بنس خلال كلمة ألقاها أمام عسكريين ومدنيين في مقر "البنتاجون"، إن القوة الفضائية الأميريكية ستكون قادرة على أداء مهامها بحلول عام 2020، ويأتي هذا التصريح بعد يوم واحد من إعلان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، تأييده الكامل لفكرة أن يشكل البنتاجون قيادة عسكرية مخصصة للفضاء.

ولم تكن هذه أولى التصريحات الأمريكية بهذا الصدد، فسابقًا، في يونيو الماضي، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، البنتاجون بإنشاء قوة فضائية تضمن السيطرة الأميركية على الفضاء، قائلًا آنذاك: "لا يكفي أن نكون موجودين في الفضاء، بل يجب أن نهيمن عليه".

وبالرغم من أن الرئيس الأميركي لاقى انتقادات واسعة حول تصريحاته وتطلعاته بشأن الفضاء، إلا أن "القوة العسكرية الفضائية" المُزمع إنشاؤها في أمريكا لن تكون الأولى عالميًا، حيث سبقته إليها دولتان عظمتان، عبر برامج علنية وسرية.

بحسب الموقع الأمريكي "ديفينس نيوز"، المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية الدولية، فإن ما يعرف بـ"القوة العسكرية الفضائية"، قد تتألف من مجموعة من أسلحة الوحدات العسكرية المختلفة، منها القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي المضادة للصواريخ، بالإضافة إلى الوحدات العسكرية المتخصصة في شؤون الحرب الإلكترونية والاتصالات، بالإضافة إلى أنظمة التحكم الآلي والأقمار الاصطناعية، وتتضمن القوة الفضائية أيضًا المؤسسات التعليمية العسكرية ومؤسسات البحوث العلمية.

وتتمحور طبيعة عمل هذه القوات حول إجراء الاستطلاعات في المجال الجوي الفضائي، وفرض السيطرة على المدارات الأرضية ومدارات الأقمار الاصطناعية ومدارات السفر عبر الفضاء، والكشف عن أي هجوم جوي أو صاروخي محتمل، كما تهدف أيضًا إلى تدمير منشآت هامة للعدو، على الأرض أو في الفضاء، باستخدام الأسلحة التقليدية أو النووية، كما تضمن دقة إطلاق الصواريخ وتوجيهها.

- القوات الفضائية الروسية.

بحسب موقع وزارة الدفاع الروسية، فقد تأسست القوات الفضائية الروسية أول مرة عام 1992، كفرع من فروع القوات المسلحة الروسية، واشتركت وقتها مع وكالة الفضاء الروسية في السيطرة على الميناء الفضائي "باكينور كوزمودروم"، في جنوب كازاخستان، وهو أول وأكبر منشأة تشغيل ومركز عمليات فضائي في العالم، قبل أن يتم حلها في 1997، لتعود جزءًا من قوات الصواريخ الاستراتيجية.

وبعد توقف دام أربعة أعوام، عادت القوات الفضائية الروسية للحياة كقوة مستقلة عام 2001 ولكن بمسمى جديد وهو قوات الدفاع الفضائي، لتستمر في تنفيذ برامجها لمدة 10 أعوام، قبل أن تتوقف عن العمل مرة أخرى عام 2011 بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الروسية في تقرير لها نُشر في ديسمبر 2011.

ووفقًا لبيان صادر عن أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بإعادة تشكيل قوات الفضاء الروسية بعد دمجها مع قوات الدفاع الجوي، لتعاود تنفيذ مهامها وتستأنف برامجها من جديد، كفرع خامس مستقل من فروع القوات المسلحة الروسية الأساسية الأربعة.

- القوات الفضائية الصينية.

في أغسطس 2014، نشرت صحيفة "يوميوري شيمبون" -إحدى أشهر الصحف الوطنية اليابانية- تقريرا نقلت فيه عن مصدر مسؤول بجيش التحرير الشعبي -القوات المسلحة الصينية- رفض ذكر اسمه، أن الصين قد أمرت الجيش بإنشاء قوة عسكرية فضائية، لتكون الفرع الخامس للقوات المسلحة بعد القوات البرية والجوية والبحرية والمدفعية.

ولاحقًا، في سبتمبر من نفس العام، نشرت مجلة "ذي ديبلومات" وهي مجلة دولية يابانية شهيرة، تقريرًا استندت فيه إلى أدلة مشابهة، ودعمت المجلة تقريرها بتصريح للرئيس الصيني شي جين بينج خلال احتفالية عسكرية، حث الجيش فيه على "تسريع التكامل الجوي والفضائي"، كما دعا إلى إنشاء وحدة مستقلة لتحقيق هذا الغرض.

تقرير آخر أشار إلى القوة الفضائية الصينية، ولكن هذه المرة من صحيفة "تشاينا ديلي" التابعة للحكومة الصينية، نقلت فيه الصحيفة على لسان خبير عسكري، قلق الصين من تحركات أمريكية ودولية نحو عسكرة الفضاء، مشيرًا إلى ضرورة أن تتخذ الصين إجراءات تمكنها من التعامل مع العمليات العسكرية في الفضاء.


مواضيع متعلقة