بعد تصفح صلاح له.. قراءة في كتاب "الملك الذهبي توت عنخ آمون"

كتب: عبدالله مجدي

بعد تصفح صلاح له.. قراءة في كتاب "الملك الذهبي توت عنخ آمون"

بعد تصفح صلاح له.. قراءة في كتاب "الملك الذهبي توت عنخ آمون"

للمرة الثانية يواصل محمد صلاح هداف فريق ليفربول الإنجليزي، وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي بالموسم المنتهي، هوايته في قراءة الكتب، ولكن هذه المرة بكتاب جديد للدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، هو "الملك الذهبي.. توت عنخ آمون"، ونشر "صلاح" صورة لغلاف كتابه الجديد، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام".

وكتاب الملك الذهبي صدر عام 2007، ونشرته الدار المصرية اللبنانية، ويتكون الكتاب من 167 صفحة، ويتحدث عن الملك الفرعونى توت عنخ آمون، الذي أثارت كنوزة الذهبية دهشة العالم، بالإضافة إلى جانب من حياة الملك الصغير الذي حكم مصر لمدة عقد واحد فقط وتوفى قبل أن يقوم بإنجازات كبيرة، ويحوي الكتاب صورا من مقتنيات مقبرة توت عنخ آمون، التي لم تظهر، لأنها كانت مخبأة في بدروم المتحف المصري بالقاهرة، وتلك القطع تعرفنا على حياة الملك القصيرة ولغز حياتة.

والمصادفات التاريخية، التي حالت دون وصول اللصوص إلى مقبرة توت عنخ آمون لحوالي 3274 عاما دفعت بالفرعون الصغير إلى صدارة المشهد في مصر القديمة، ويجد قارئ كتاب "الملك الذهبي" للأثري المصري زاهي حواس إجابة عن معظم الأسئلة المتعلقة بالفرعون الشاب وأهم مقتنيات مقبرته إضافة إلى بانوراما لعصر الإمبراطورية المصرية.

ويشير حواس إلى أن نظام الحكم حين يكون قويا، فإن حدود الأمن المصري تصبح أبعد من جغرافيا البلاد، فعلى سبيل المثال قام تحتمس الثالث الذي حكم في النصف الأول من القرن الخامس عشر قبل الميلاد بتأمين الحدود الجنوبية لمصر كما أمن الحدود الشمالية واستطاع الجيش المصري عبور نهر الفرات، ثم قاد خليفته أمنحتب الثاني، الذي حكم بين عامي 1450 و1425 قبل الميلاد حملات عسكرية نحو سوريا وفلسطين أسهمت في إرساء حكم الامبراطورية.

ويضم الكتاب عشرات الصور للوحات وتماثيل ملوك وملكات إضافة إلى مقتنيات عثر عليها في مقبرة توت، التي يعتبرها أثريون أعظم كشف أثري في التاريخ وكانت حديث العالم حين اكتشفت في منطقة وادي الملوك بالأقصر على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة في نوفمبر عام 1922 وبها أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، ويعد توت عنخ آمون من آخر ملوك الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة وتوفي حوالي 1352 قبل الميلاد وهو دون الثامنة عشرة بعد أن حكم مصر تسع سنوات، ولايزال موته الغامض لغزا. 

ويقول حواس إن مقبرة توت تتكون من 4 حجرات صغيرة، والتي جهزت بسرعة لدفن الملك، واستغرق تنظيفها وتسجيل ما بها من قطع أثرية عشر سنوات، ويحوي الكتاب تفاصيل دقيقة للمقبرة وطبيعة محتوياتها حتى بقايا جرار للجعة رأى علماء بريطانيون بعد دراستها أن الجعة المصرية كانت تحتوي على نسبة كحول أعلى من جعة اليوم.

ويرجح حواس أن يكون توت عنخ آمون تربى في القصر الملكي بتل العمارنة خلال حكم إخناتون، مشيرا إلى أنه أصبح ملكا في سن التاسعة تقريبا وأن كهنة آمون بطيبة، جعلوه يعيد الرب آمون إلى مكانته السابقة كرب عالمي لمصر وإهمال عقيدة آتون، وانتقل البلاط الملكي من العمارنة، وتزوج الملك ابنة إخناتون "عنخ أس أن با آتون"، وتغير المقطع الأخير من اسم الزوجة إلى آمون.

ويلفت حواس إلى أن مصر تعرضت لحالة من الفوضى بعد وفاة توت، الذي ترك العرش بلا وريث، فأرسلت أرملته عنخ أس أن با آمون خطابا إلى ملك الحيثيين قالت فيه: "لقد مات زوجي ولا يوجد لي أبناء، وهم يقولون إن لك العديد من الأبناء، فيمكن أن تعطي لي أحد أبنائك ليصبح زوجي فأنا لا أرغب في اتخاذ أحد خدامي زوجا لي فأنا أشمئز من جعله زوجي سوف يكون زوجي ملكا على مصر".

ويفسر حواس الخطاب بأن الملكة منحت فرصة للسلام بين المملكة المصرية ومملكة الحيثيين في منطقة الأناضول وشمالي سوريا، ويضيف أن ملك الحيثيين أصيب بصدمة إذ جرت العادة أن يتزوج ملوك مصر من أميرات أجنبيات، ولم يحدث من قبل أن تتزوج ملكة مصرية من أمير أجنبي، حيث كان ذلك يجلب العار للبلاد وبعد أن تأكد لملك الحيثيين أنها جادة في الطلب أرسل أحد أبنائه لكنه لم يبلغ حدود مصر، فقد مات في الطريق وربما كان ضحية حادث اغتيال أو مرض، مرجحا أن يكون مصرع الأمير الحيثي بمشاركة من قائد الجيش المصري حور محب الذي أصبح حاكما.


مواضيع متعلقة