بعد العفو الرئاسي.. الحرب الأهلية بجنوب السودان تقترب من وضع أوزارها

كتب: دينا عبدالخالق

بعد العفو الرئاسي.. الحرب الأهلية بجنوب السودان تقترب من وضع أوزارها

بعد العفو الرئاسي.. الحرب الأهلية بجنوب السودان تقترب من وضع أوزارها

في خطوة مفاجئة وجيدة من نوعها، أعلن رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، عفوا عن جميع المتورطين في الحرب الأهلية وعلى رأسهم زعيم المتمردين رياك مشار، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق سلام شامل في البلاد.

"خطوة إجرائية جيدة وضرورية".. بهذه الكلمات وصفت الدكتور أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قرار كير بالعفو عن رياك مشار، موضحة أنها تعتبر إحدى الإجراءات الأساسية التي تتضمنها اتفاق السلام لجنوب السودان.

وكان التلفزيون الرسمي لجنوب السودان، قد أورد أنه "أصدر الأمر الجمهوري رقم 14 لعام 2018 بمنح عفو عام عن زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، رياك مشار وآخرين من الجماعات المستبعدة التي شنت الحرب ضد حكومة جمهورية جنوب السودان من عام 2013 وحتى الآن".

وأضافت الطويل، لـ"الوطن"، أنها أيضا خطوة لتقاسم السلطة، حيث إنه لم يكن مسموحا لمشار بالعودة إلى منصبه بينما هو مدان من قبل رئيس البلاد، مرجحة أن يعود ذلك الأمر بثمار الاستقرار والأمان لجنوب السودان بنسبة كبيرة، مشيرة إلى أنه توجد قوى إقليمية ودولية متعددة تدفع بعملية السلام في جنوب السودان.

وفي الأحد الماضي، وقعت الأطراف المتنازعة في جنوب السودان اتفاقا نهائيا لتقاسم السلطة، بهدف إنهاء الحرب الأهلية التي أوقعت عشرات آلاف القتلى، وشردت الملايين في هذا البلد، ليعود بموجبه زعيم التمرد إلى حكومة الوحدة الوطنية كنائب أول للرئيس مع 5 آخرين في هذا المنصب.

كما ينص الاتفاق على أنه سيكون هناك 20 عضوا من جماعة الرئيس سلفا كير في الحكومة الجديدة، المؤلفة من 35 عضوا، بينما ستحصل جماعة مشار، ومجموعات معارضة أصغر، على باقي المناصب.

وفي يونيو الماضي، وبعد عامين على الخلافات، التقى رئيس جنوب السودان، سلفا كبير ميارديت، وخصمه زعيم المتمردين، رياك مشار، لأول مرة، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لمحاولة إعادة السلام إلى بلدهما، الذي دمره حرب أهلية منذ 2013، وعقد الاجتماع بين في مقر رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أحمد أبيي الذي يرأس المنظمة الإقليمية "الهيئة الحكومية للتنمية" (إيغاد) التي تحاول منذ أشهر تحريك عملية السلام في دولة جنوب السودان.

وأوضحت "الطويل" أن اتفاق السلام بجنوب السودان فصل الخطوات المطلوبة من كل طرف وطبيعة المهام التي سيقومون بها، لتقاسم السلطة والترتيبات الأمنية، فضلا عن وجود جهة لمتابعة تطورات الموقف وتنفيذ الاتفاق.

يشار إلى أن سلفا كير، رئيس جنوب السودان، أكد في تصريحات صحفية له، عقب توقيع الاتفاق، أنه يعتقد أن اتفاق السلام الجديد بين الحكومة وجماعة التمرد الرئيسية في البلاد لن ينهار، لأنه لم يُفرض على الطرفين مثل اتفاقات سابقة.

وكان جنوب السودان انفصل عن السودان عام 2011، لكن الحرب الأهلية تفجرت بعد ذلك بعامين، وتسبب الصراع الذي تفاقم بفعل خلافات شخصية وعرقية، في مقتل عشرات الآلاف، وشرّد ما يقدر بربع سكان البلاد، البالغ عددهم 12 مليون نسمة، ودمر اقتصاد جنوب السودان الذي يعتمد بشكل أساسي على إنتاج النفط الخام، ولم تصمد اتفاقات سلام سابقة، أحدثها كان في 2015، سوى أشهر قبل أن يتجدد القتال، وفقا لموقع "سكاي نيوز".


مواضيع متعلقة