«سوبر مان».. هو فيه إيه يا مدام سميرة؟
- ألبومها الجديد
- التخلص منه
- الديفا سميرة سعيد
- الشعر القصير
- المواصلات العامة
- تطوير التعليم
- حقوق المرأة
- حل الأزمة
- سوبر مان
- آذان
- سميرة سعيد
- سوبرمان
- ألبومها الجديد
- التخلص منه
- الديفا سميرة سعيد
- الشعر القصير
- المواصلات العامة
- تطوير التعليم
- حقوق المرأة
- حل الأزمة
- سوبر مان
- آذان
- سميرة سعيد
- سوبرمان
منذ أن طَرَحت البوستر الدعائي لألبومها الجديد، وأنا ألتمس جرأة ليست غريبة على الديفا سميرة سعيد، فالشعر القصير والتاتو المكثف واسم الألبوم المختلف، شكّلوا حالة من الاستغراب والإثارة، ولكن..
بعدما سمعت أغنية الألبوم «سوبر مان»، أدركت أن سميرة ما زالت متمسكة بمدرستها في الغناء، وكأنها تريد أن تُسخّر صوتها لنصرة كل فتاة مقهورة تعرضت لظلم ذكوري في علاقة عاطفية ما، ولكن هذه المرة «تقلتها شويتين».
الأغنية صادمة لدرجة قد تكون كوميدية، أشهد أني ضحكت كثيرا أثناء الاستماع لكلماتها التي تنتقد الرجل وكِرشه وبهدلته وأنتخته، ولكن هذا الضحك لم يتكرر ثانية.. فسرعان ما تحوّلت الضحك والسخرية إلى استنكار واستفهام، ووجدتني أتساءل: هو في إيه يا مدام سميرة؟
لا بجد.. هو فيه إيه؟ هل هذه أغنية؟ أم خناقة بين زوجين مصريين تقليديين بعد 5 سنوات من الزواج؟!
لم أستطع تحديد مغزى الأغنية.. هل سميرة بتهزر؟ ولا بتضحك؟ ولا بتغني؟ ولا بتتكلم جد؟َ هو فيه إيه يا مدام سميرة فعلا؟
تبدأ الأغنية بإيقاع منخفض على خلفية كلمات بسيطة تتغزل في الشخص «الطيب – الحنين – الرومانسي – العاشق الولهان – الذي يحب الدنيا - السند – الأمان» وفجأة يتحول هذا الملاك إلى شخص «بارد جدًا – دمه تقيل – ندل – طماع – بخيل – كسلان – مأنتخ – كرشه قصاده شبرين – منكوش – مبهدل – نكدي – سلبي – عصبي – شكاك»!
هو فيه إيه يا مدام سميرة؟ ألم تُدركِ كل هذه العيوب من قبل؟ ما هو القناع الذي كان يستخدمه هذا الذكر المستفز ليستطيع إخفاء كل هذا؟
بدون مزاح.. كلمات الأغنية تستحق التأمل، فالديفا سميرة سعيد تغني: «بقى كسلان ومأنتخ كرشه قصاده شبرين.. قاعد ياما هنا ياما هناك.. بقى منكوش ومبهدل.. شخص كئيب وحزين.. نكدي وسلبي وعصبي وشكاك»، نفس المشهد يتكرر عندما يتطاول شخص على زوجته ويتهمها بأنها أهملت في مظهرها، وزادت في الوزن، وأصبحت نكدية، وهنا تنتفض الفتيات الفيمينست يدافعن عنها ويحتقرن النظرة الذكورية السطحية التي تأبه بالمظهر الخارجي فقط..
ولكن ماذا عن نظرة مدام سميرة؟! أليست نظرة سطحية تهتم بالمظهر الخارجي فقط هي الأخرى؟ أم سيتم اعتبار الأغنية انتصارًا للمرأة؟! للأسف شعار الانحياز للمرأة تم ابتذاله مؤخرًا بسبب كثير من المنتمين والمنتميات له، فمما لا شك فيه أن المراة تتعرض لضغوط مجتمعية سخيفة، ولا تستطيع أن تمارس أبسط مثل السير في الشوارع أو استخدام المواصلات العامة بأمان، فضلا عن الضغط العائلي الخاطئ الذي يتدخل في اختيارتها المستقبلية والخاصة، ولكن بكائية ظلم المرأة وقهرها لن تحل الأزمة.
الأزمة تكمن في مجتمع بالكامل احتل الجهل عقول مواطنيه، واستسلموا للأفكار القبلية الذكورية، وسلموا آذانهم لأصوات متطرفة أفتت بحرمانية زيّ المرأة وعِطرها وابتسامتها، بل يؤمن كثيرون أن الدين يرفض عمل المرأة ويجد أن مكانها الأصلي والأبدي يكمن في بيت زوجها، وحل تلك الأزمة ليس في أغنية مدام سميرة سعيد. تحسين حال المرأة ووضعها؛ وبالتبعية تحسن حال المجتمع وسلوكه؛ أمر لن يتم سوى بتطوير التعليم وإحداث نقلة ثقافية وحضارية قد تحتاج لسنوات طويلة حتى نشهدها، ولن تتم تلك النقلة سوى بجهود العقلاء والمستنيرين، لا بأغنية مدام سميرة.
ويجب لفت الأذهان إلى أن المبالغة لن تؤدي لحل الأزمة أيضًا، فمنذ أيام قرأت منشورًا عبر «فيسبوك» ينتقد نظرة أحد المارة لفتاة تستعرض مهاراتها الأكروباتية في إحدى محطات المترو..
وتنتقد صاحبة المنشور شنب الرجل الكثيف معتبرة إياه تباهيًا بالذكورة؛ كما تقول إن «التيشرت المخطط بالعرض» يوحي بأن العاهات المجتمعية مترسخة هي أيضًا «بالعرض» ولا يمكن التخلص منها، طب بالذمة ده اسمه كلام؟! إذا استسلمنا لهذه المبالغة سندخل في جدليات لن تُجدي نفعًا، بهذه الثرثرة نفرغ القضية من محتواها ونسفّه منها دون داعِ، فأي إنسان عاقل مع حقوق المرأة ولكن «الفيمنست» حاجة والمبالغة في اتهام الرجالة حاجة تانية خالص.
مدام سميرة فجّرت في أغنيتها –سواء بقصد أو بدون قصد- أزمة أخرى ألا وهي سوء الاختيار، فكثيرون يتوقعون أن شركاء حياتهم ملائمون لهم تماما، ولكن الوقت كفيل بكشف أمور كثيرة وإسقاط أقنعة عديدة؛ لذلك يجب تجنب هذا الفخ بالاختيار السليم.
حُسن الاختيار أمر ليس هيّنًا على الإطلاق، فالسرعة أصبحت سِمة العصر الحالي ولكن في اختيار الشريك يجب التأني والتمهل وتحديد الأولويات، قبل أن تختار شريك\ة حياتك.. اسأل نفسك سؤالًا: ما الذي أريده؟ وما الذي لا أستطيع التنازل عنه؟ وما الذي سأقدمه؟ وهل أنا قادر\ة على تنفيذ طموحات الشريك الآخر أم لا؟ حتمًا إذا أحسنتم الاختيار لن تعايروا بعض بالكِرش المدلدل والمنظر المبهدل مثلما فعلت مدام سميرة.
في النهاية.. أتمنى ألا تخرج أغنية مدام سميرة سعيد «سوبر مان» عن كونها إفيه قد يكون دمه تقيل على قلوب البعض، ودمه خفيف على الآخرين، ولكنه في النهاية محض إفيه، لا يعبر عن حالة صادقة وحقيقية، كما أن الأغنية لا تقدّم فنًا حقيقيًا؛ فلا جديد على مستوى الحن والتوزيع، كما أن الكلمات الرديئة أجدها أكثر ركاكة من أن تتحول لأغنية.