طرق جديدة لإرغام «الزبائن» على شراء المدافن والنتيجة: بيع المقبرة الواحدة لأكثر من عائلة

كتب: آية صلاح

طرق جديدة لإرغام «الزبائن» على شراء المدافن والنتيجة: بيع المقبرة الواحدة لأكثر من عائلة

طرق جديدة لإرغام «الزبائن» على شراء المدافن والنتيجة: بيع المقبرة الواحدة لأكثر من عائلة

الربح الكبير فى هذا المجال دفع بعض التجار لممارسة النصب، والإيقاع بفرائسهم ممن يكدون فى البحث عن مدفن، خاصة الواقعين تحت مقصلة الوقت وفى حاجة ملحة للمدفن، بالقرب من مستشفى معهد ناصر المطل على كورنيش النيل بشبرا يستقل «محمود عزيز» سيارة أجرة عائداً إلى منزله بمنطقة الخانكة بمحافظة القليوبية، منتظراً اكتمال عدد الركاب لينطلق السائق إلى وجهته، سارحاً فى والده الملقى على سرير المستشفى ينازع الموت، قبيل انطلاق السيارة بلحظات فوجئ بمن يلقى بوجهه رزمة من الأوراق من شباك السيارة، وينغزه فى كتفه قائلاً: «إدى للى جنبك»، وانطلقت السيارة بعدها ليكتشف أن الأوراق تحوى إعلانا تجارياً لإحدى شركات المقاولات لبيع وشراء المقابر والجبّانات والأحواش.

يبلغ «محمود» من العمر 35 عاماً، هو الابن الأكبر ويعمل نجار مسلح، داعبه الإعلان فقرر الاتصال بالرقم المرفق ليستفسر عن الأسعار وأماكن وجود هذه المدافن ونظام الشراء ومواعيد التسليم، لتبدأ بعدها رحلة مطارداته لإتمام عملية الشراء وتكرار الاتصالات التليفونية من قِبَل الشركة للضغط عليه بطرق تسويقية هدفها دفعه إلى الشراء: «كنت سألتهم على مدفن فى مقابر الخانكة عين حريمى والتانية رجالى ولقيته بـ80 ألف جنيه، فقلت أتمهل على نفسى لحد ما أكلم إخواتى الكبار وأعمامى وأستشيرهم، كانوا كل أسبوع يتصلوا عليا يستعجلونى ويحذرونى أنها ح تغلى وتبقى بـ85 ألف، والأسبوع اللى بعده هتبقى بـ90 ألف وهكذا، لحد ما ارتبكت واشتريت بسرعة على عمايا، من قبل ما أتأكد من مصداقية الناس اللى هشترى منها وسمعتهم فى السوق».

{long_qoute_1}

بعد إتمام عملية الشراء بثلاثة أشهر، اكتشف «محمود» أن المدفن الذى كلفه 80 ألف جنيه، لم تكن ملكيته الخالصة إليه وحده، بل يقاسمه فيها آخرون غرباء، يحملون أوراقاً مشابهة لما لديه تثبت شراءهم المدفن ذاته بسعر 75 ألف جنيه: «يعنى بعد ما عملت جمعية مع جيرانى هفضل أسّدد فيها سنتين ونصف، يتنصب عليا فى الآخر!!».

اتفق الفريقان على التقدم للجهات المختصة وعمل محضر رسمى بما حدث، لكن الوسيط البائع اختفى وانقطعت كل سبل الاتصال به، ويبدو أنه ليس المالك الحقيقى للمدافن، ونظراً لعدم ورود أى أخبار جديدة لفترة طويلة من الزمن، اتفقت العائلتان على أن تكون العين الحريمى لموتى العائلتين ونفس الأمر بالنسبة للعين الأخرى.


مواضيع متعلقة