"تعثر في أمريكا فتبول فوق فرنسا".. طرائف مراحيض الطائرات

"تعثر في أمريكا فتبول فوق فرنسا".. طرائف مراحيض الطائرات
إذا كنت مسافر على متن طائرة بارتفاع 10 آلاف متر محلقًا في السماء، ستواجهة مشكلة المرحاض، خصوصًا إن كانت وجهتك تستغرق عدة ساعات، فتتسم مراحيض الطائرات بالضيق، ومع أي مطب هوائي تصادفها الطائرة تقف من وضعية الجلوس التي تتخذها على المرحاض، وقد يكون أمامك طابور من المسافرين على باب المرحاض في انتظار استخدامه مما يجعل من الاسترخاء أمرًا صعبًا بحق.
ورغم من هذا، إلا أنك عليك أن تكون شاكرًا للتكنولوجيا والتطور التي وصلت إليه المراحيض، داخل الطائرات، قديمًا كان الأمر أسوأ، فكان المسافرون في السابق يقضون حاجاتهم داخل علب وصناديق.
رصد موقع "mentalfloss"، حقائق عن المراحيض في الطائرات، وتاريخها:
1- على متن الرحلات الجوية الأولى في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، لم تكن الطائرات مجهزة بأية حاويات فضلات أو مقصورات مراحيض منفصلة، فإذا رغب أحد المسافرين التغوط، أخرج دلو أو صندوق كرتوني، وقضى أمره.
الأسوأ من ذلك هو مصير ما بداخل هذا الدلو أو الصندوق، هو أنه يفيض أحيانا مع المطبات الهوائية وتخرج منه الفضلات داخل الطائرة، كما أن بعض الطيارين كانوا تبولوا في أحذيتهم أو خلال فتحة في أرضية مقصورة القيادة، واستمر هذا الحال حتى بعد فترة الأربعينات.
2- أما في بريطانيا، كان هناك طائرة تعرف باسم "بيت البراز الصافر أو Supermarine "Stranraer، أدخلت الخدمة من طرف القوات الجوية الملكية البريطانية، عام 1937، ولم يكن المرحاض على متنها يحتوي على أي حاوية لاحتواء براز الطيار، فكان مجرد فتحة تحت مقعد الطيار مباشرة يقوم بفتحها ليقضي حاجته في السماء مباشرة، والتي عندما تكون مفتوحة يصدر الهواء الذي يمر خلالها صوت صفير مرتفع.
3- وصل تشارلز ليندبرج، الطيار الأمريكي الشهير، من نيويورك إلى باريس مباشرة في سنة 1927، قضى حوالي 33 ساعة محلقًا في السماء، وعندما التقى بالملك جورج الخامس ملك بريطانيا بعد وقت قصير من هبوطه، سأله في فضول شديد حول الطريقة التي تعامل بها مع حاجاته الجسمية خلال كل هذه المدة، فرد ليندبرج، بأنه عندما تعثر في الطائرة عقب اقلاعها من امريكا وأثناء الرحلة اضطر إلى التبول في حاوية من الألومنيوم ثم ألقاها من الطائرة عندما كان محلقا فوق فرنسا.
4- في حقبة الثمانينات، تطورت الرحلات الجوية التي أصبحت أكثر رفاهية، تحولت مهمة المراحيض على متن الطائرات من مجرد محاولة احتواء الفضلات، إلى محاولة محاربة انتشار البكتيريا، مما أدى إلى استخدام ما عرف باسم الـAnotec، وهو الإسم التجاري لسائل أزرق يستخدم للتنظيف.
لكن كانت حاويات الفضلات معرضة للتسرب بين الحين والآخر، وتتجمد كتل هائلة من البراز والفضلات على هيكل الطائرة، وكانت كرات البراز الكبيرة هذه تسقط على السيارت محطمة زجاجها وأسقفها، مسببة مشكلة كبيرة، حتى وضعت شركة "بوينج" ومعها بعض صانعي الطائرات الآخرين، نظام تفريغ المراحيض بالشفط الهوائي الذي مازال يستعمل حتى الآن.
5- تعمل المراحيض الآن، بهذا النظام "الشفط بالهواء"، الذي يعمل بالضغط من أجل سحب الفضلات من المرحاض دون استعمال كمية كبيرة من السوائل، مما يغني الطائرة عناء نقل وزن زائد بسبب الفضلات السائلة الإضافية في السماء.
وتصدر آلية الشفط الهوائي صوت مزعجا أحيانا، لكنه من النادر جدًا أن يتسبب في إصابات للمستعملين، إلا أنع في عام 2006 نشرت مجلة "طب السفر" إحدى حالات إصابات الحوادث داخل مرحاض الطائرة، عندما قامت امرأة تبلغ من العمر 37 عامًا، بتفريغ المرحاض بينما ما زالت جالسة عليه، مما خلق نوعا من الانسداد لأن المرحاض يعمل بالشفط الهوائي، وبعد معاناة كبيرة تمكنت مضيفات الطيران من تحريرها أخيرًا، ولدى فحصها من طرف الأطباء تبين أنها أصيبت بتهتك على مستوى شفتي المهبل مما أسفر عنه فقدان للدم، لكنها خضعت للعلاج وتمكنت من الشفاء تمامًا، هذه الواقعة قد تذكرك بفيلم "فول الصين العظيم"، عندما قام الفنان الكوميدي محمد هنيدي، بالفعل نفسه.
6- تنقل مراحيض طائرات "آيرباص"، الفضلات بسرعة تصل إلى 209 كيلومتر/ساعة، وتعرف بـ"مراحيض الفورمولا وان"، ومن بينها بعض موديلات -سيركا 2007- التي بإمكانها إنتاج قوة امتصاص هائلة.
وتعتبر السرعة في نقل الفضلات ضمن الطائرة أكثر من ضرورية، لأنها تفسح المجال أمام مسافر آخر ليستخدم المرحاض بأسرع وقت ممكن من خلال نقل فضلات المستعمل الأول على طول المسافة الموجودة بين المرحاض وحاويات الفضلات التي توجد في مؤخرة الطائرة.
7- في عام 2016، أعلنت شركة "بوينج"، عن اكتشافها حل لمشكلة الجراثيم والبكتيريا الملوثة للمراحيض على متن الطائرات، حيث أصبحت مراحيض طائراتها ذاتية التنظيف تستخدم الأضواء فوق البنفسجية من أجل القضاء على نسبة 99.9% من جميع الجراثيم التي تتواجد على السطح، ويتم تفعيل الأضواء بين استعمالات المرحاض من أجل تعقيم المحيط لصالح المسافرين.