"أوردة الحياة الميتة".. ترع ري القليوبية تتحول لمستودعات قمامة وأوبئة

01:00 م | الاثنين 30 يوليو 2018

في القليوبية، يعيش المواطنون حالة من القلق والخوف، خاصة في القرى والأراضي الزراعية خوفا من هجوم منتظر من الثعابين والحيوانات والحشرات الضارة على منازلهم وأراضيهم بسبب سوء حالة ترع المحافظة التي أصبحت مصدر تهديد وردمها بالقمامة والمخالفات والحشائش التي تنذر بنشر الأوبئة والأمراض، أيضا تحولت لمصدر رئيسي لخروج الثعابين والحشرات لمهاجمة الأهالي بقرى كفر الجزار، ميت العطار ببنها، وسط صمت المسئولين الذين اكتفوا بحملات "الشو الإعلامي" فقط، ومنها حملة "ساعة الصفر" التي أطلقها محافظ القليوبية لتطهير الترع والمصارف ورشها للقضاء على الناموس والحشرات الضارة، لكنها فشلت.

في سنديون بمركز قليوب تسبب عدم تغطية أو ردم الجزء المتبقي من ترعة "الكرماني"في حالة استياء بين الأهالي بسبب الخطر الجسيم الذي تسببه للأطفال، ما دعاهم لدرجة أنهم أطلقوا عليها لقب "ترعة الموت"، وأكدوا أنها تحولت لمقلب قمامة كبير تكسوها تماما إلى جانب مياه الصرف الصحي، فينبعث منها روائح كريهة وتنتشر الأمراض والأوبئة وتضر بحياة الأطفال والكبار خاصة في فصل الصيف، حيث يكثر الناموس والبعوض علاوة على الحيوانات الزاحفه كالثعابين والفئران.

ويقول عادل عبدالسمي، أحد أبناء القرية: "نحن نعاني منذ سنوات ولكن لا أحد يشعر بمعاناتنا وأرسلنا شكاوى للمسؤولين ولكن دون جدوى والرد بيبقى سيتم عرض الأمر"، مضيفا: "كل سنة طفل بيموت في هذه الترعة ولا أحد يتحرك إلا بعد فوات الأوان".

وأضاف حامد عبدالله، أن الترعة تحولت لمقلب قمامة بسبب عدم وصول الصرف الصحي للقرية، أضطر أهال للصرف بالترعة، لذلك أصبحت مستنقعا يهدد حياة الأطفال ويضر بصحتنا.

وفي قرية الحصة مركز طوخ، سيطرت حالة من الغضب والخوف بين الأهالي بسبب تراكم أكوام وأطنان القمامة والمخلفات والحيوانات النافقة بترعة الحصة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية والبيئية، والتي تهدد حياة قاطني المناطق السكنية حولها وأهمها الخوف من هجوم الثعابين.

وقال أحمد السعيد، من أهالي القرية، إن الترعة لا يوجد بها مياه نهائيا، أكوام قمامة وحيوانات نافقة فقط، ولا يوجد أي تدخل من الوحدة المحلية ما يتسبب في تجمع الحشرات والناموس الذي يؤذي الأهالي والأطفال، أيده علي محمود بأنها تمثل كارثة صحية وقنابل بيئية وبؤر تلوث ومصادر للأوبئة والأمراض، ويجب تدخل المسئولين لإغاثة أهالي قرية الحصة من الأمراض والأوبئة، محذرا من خروج الثعابين من داخل الحشائش التي تحيط بها لتؤذي الأهالي كما حدث في محافظات مجاورة.

وفي شبين القناطر الحال لا يختلف في ترعة "الشرقاوية" التي تحولت إلي مقلب للقمامة، وكان سببا في انتشار الأمراض، في الوقت الذي أثبتت فيه دراسة لمديرية الصحة أن مدينة شبين القناطر هي الأعلى بمحافظة القليوبية في نسبة انتشار أمراض الكبد.

وفي قرية "طنط الجزيرة" مركز طوخ، أكد الأهالي أن ترعة "السفارة حوض الباطن" التي تروي أراضيهم تحولت بفعل الإهمال وعدم التطهير لبؤرة من التلوث، ما يهدد بتبوير الأراضي الزراعية وقيام جميع المزارعين باللجوء لإنشاء مواسير مياة لاستخدمها في الري والزراعة والتي تكون مكلفة جدا عليهم وعبء وفي نفس الوقت مضرة للأراضي الزراعية وسبب في تبويرها بجانب انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات الضارة.

وقال اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، إن المحافظة أطلقت أكبر مبادرة لمواجهة ومكافحة البعوض وحشرات القرى والمدن تحت شعار "ساعة الصفر"، لتنظيم حملات مكثفة لمكافحة الحشرات منعا لانتشار الأمراض وحرصا على حياة الأطفال ومواجهة الثعابين، مشيرا إلى أن الحملة استمرت 3 أيام بمعدل ثلاث ساعات لكل يوم من الساعة العاشرة وحتى الواحدة ظهرا.

وأضاف المحافظ أنه رصد 100 ألف جنيه لكل مركز من مراكز المحافظة، لإنشاء 20 صندوق خرساني على الترع والمصارف لوضع القمامة بها بدلا من إلقائها داخل المياه وعلى ضفاف الترع.

وأوضح المحافظ، أن القليوبية لم تشهد أي هجوم من الثعابين حتى الأن، مؤكدا محاسبة المسؤلين أولا بأول في حالة التقصير.

من جانبها أعلنت مديرية الصحة بالقليوبية برئاسة الدكتور حمدي الطباخ وكيل وزارة الصحة، الطوارئ لمواجهة أي ظهور للثعابين أو تسببها في إصابة أي مواطن باللدغ، مؤكدا، في بيان رسمي، أن أمصال العقرب والثعبان والتيتانوس متوافرة بجميع مستشفيات المحافظة العامة والمركزية والنوعية، كما أنه يوجد رصيد احتياطي كافٍ في مخازن المديرية.

وأشار الطباخ في البيان، أن تلك الخطوة تأتي حرصا من مديرية الصحة على سلامة المواطنين خاصة في هذه الآونة من الجو شديد الحرارة، وهو موسم ظهور العقارب والثعابين خاصة في الأراضي الزراعية، مشيرا إلى أنه امر برفع درجة الاستعداد القصوى وتوفير الأطباء المدربين وأطقم التمريض للتعامل مع أي حالات محتملة.

وناشد الطباخ المواطنين بالتوجه بشكل فوري لأقرب مستشفى حال تعرضهم للدغ العقارب والثعابين، لتقديم الأمصال والرعاية الطبية لهم.