من الشائعات إلى "كيكي".. لماذا يهتم السيسي بشباب "السوشيال ميديا"؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

من الشائعات إلى "كيكي".. لماذا يهتم السيسي بشباب "السوشيال ميديا"؟

من الشائعات إلى "كيكي".. لماذا يهتم السيسي بشباب "السوشيال ميديا"؟

"خليكوا انتوا بترقصوا كيكي بالعربيات، تسألهم بتعمل إيه يقولك باعمل كيكي، ماشي يا سيدي اعمل كيكي" جملةٌ داعب بها الرئيس عبدالفتاح السيسي الحضور أثناء جلسة "إسأل الرئيس" في اليوم الأخير للمؤتمر الوطني السادس للشباب بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى تحدي "كيكي" الذي لاقى انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة.

إشارة السيسي لـ"الكيكي" ليست المرة الأولى التي يُظهر فيها الرئيس اهتمامًا بما يحدث وينتشر على "السوشيال ميديا"، فخلال كلمته أثناء حفل تخرج عدد من الكليات والمعاهد العسكرية منذ عدة أيام قال إن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت انتشار 21 ألف شائعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

اهتمام الرئيس بالسوشيال ميديا وما يدور عليها ومراجعة ردود أفعالها وأخذها بعين الاعتبار، يعبر عنها الحساب الرسمي له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" الذي تبنى إطلاق عدد من المبادرات والهاشتاجات، أشهرها "إسأل الرئيس" الذي استقبل عليه أسئلة المتابعين خلال مؤتمرات الشباب المختلفة، و"we need to talk" قبيل مؤتمر شباب العالم، ديسمبر الماضي، للتغريد عبره والمشاركة في المؤتمر.

النظام السياسي الذي يهتم بما يحدث في "السوشيال ميديا" حاليًا هو نظام منفصل عن الواقع، وفقًا للدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية، موضحةً أن مواقع التواصل الاجتماعي تفرض نفسها بقوة على اهتمامات السياسيين.

وأضافت الفايد لـ"الوطن" أن اهتمام الرئيس السيسي ومتابعته لـ"السوشيال ميديا" وما يدور عليها ويحدث بها، ينبع من اهتمام بالاقتراب من الجمهور، وخصوصًا الشباب، ومعرفة اهتمامهم وما يفكرون فيه ويدور في أذهانهم، مشيرةً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أحد طرق حروب الجيل الرابع وأهمها على الإطلاق.

وأشارات "فايد" إلى متابعة الرئيس المستمرة لما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه مؤسسات الدولة للاهتمام بها، حرصًا منه للاهتمام بوعي المواطن وإدراكه والعمل على تثقيفه وتنويره.

المؤسسات الإعلامية والدينية والثقافية عليها الدور الأكبر في تحويل الإشارات التي يرسلها الرئيس إلى واقع ملموس، كما ترى الفايد، موضحةً أن هذا الواقع يتمثل في مواجهة الثقافات الواردة التي تهدف لتدمير المجتمع، والحماية من الوقوع في براثن المخططات التي تهدف لنشر الشائعات.

الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، اتفقت مع سابقتها من حيث اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بمعرفة اهتمامات الشباب، وطريقة تفكيرهم، وآخر المستجدات الواردة على ثقافتهم، حتى يكون قريبًا منهم لأنهم الأساس الذي يبني عليه دولة المستقبل.

اهتمام الرئيس بتفكير الشباب أمر يستحق التقدير، إلا أنه غير كافي، كما أكدت خضر لـ"الوطن"، مشيرةً إلى أهمية تحويل ذلك الاهتمام الرئاسي إلى خطوات عملية على الأرض، عن طريق رفع الوعي المجتمعي وتفعيل الدور التنويري والتثقيفي للمؤسسات الإعلامية والثقافية في الدولة.

تأسيس إدارة خاصة بالتواصل المباشر مع الشباب ومعرفة اهتماماتهم وطريقة تفكيرهم، إجراءٌ من شأنه تفعيل إهتمام الرئيس بمواقع التواصل الاجتماعي، حسب أستاذ علم الاجتماع، لافتةً كذلك إلى اقتراحٍ يُمكن الأخذ به لرفع ثقافة المجتمع، ألا وهو الاحتفال بأحد الرموز الثقافية كل عام.


مواضيع متعلقة