الخيامية.. لوحة فنية من «إبرة وخيط وقماش ومقص»

الخيامية.. لوحة فنية من «إبرة وخيط وقماش ومقص»
- الحرف التقليدية
- تسويق منتجات
- على القماش
- قطعة قماش
- مقعد خشبى
- الحرف التقليدية
- تسويق منتجات
- على القماش
- قطعة قماش
- مقعد خشبى
على مقعد خشبى قصير يشبه الطاولة، جلس «أحمد أمين» ممسكاً بإبرته وحوله قطع من القماش الملونة، ليبدأ فى صناعة قطعة فنية ملونة من الخيامية، 35 عاماً هى عدد سنوات عمله فى مجال الخيامية، عمل بها «أمين» مع أسرته التى احترفت المهنة وورثتها له ولإخوته: «اتولدت فى حى القلعة، طلعت لقيت والدى وعيلتى شغالين فى الخيامية».
ينظر الرجل الأربعينى إلى أكياس الخيامية الصغيرة المتنوعة الألوان والأشكال: «الدنيا تطورت عن الأول، زمان كنا بنشتغل فى حاجة اسمها «ترك» وهى مصطلح يطلق على «صوان الأفراح المصنوع من القماش»، كانت العيلة الواحدة تأخذ «الترك» وتشتغل عليه كله، وكنا بنشتغل بنحو 4 أو 5 ألوان».
يمسك «أمين» بقطعة خيامية صغيرة مصنوعة لتكون كيس قماش لوسادة صغيرة: «أما الآن الدنيا تطورت وظهرت ألوان كتير.. اللون الواحد نفسه له درجات كتير وده ساعدنا إننا نطور من شغل الخيامية».
{long_qoute_1}
«إبرة وخيط وقماش ملون وكوستبان ومقص»، هى أدوات «أمين» التى يستخدمها لإنتاج قطعة فنية ملونة من «الخيامية»، مردداً: «شغلنا كله يدوى مش محتاج غير مقص أقص به القماش على الأشكال اللى عايزها وخيط بجمع بيه الأشكال اللى أنا قصيتها وكوستبان قطعة حديدية أرتديها حول أصبعى حتى يسهل حركة الإبرة فى الخياطة وتحمى إيدى من الإصابة».
أشكال نباتية وهندسية مستوحاة من المساجد الإسلامية، يحافظ «أمين» على استخدامها والتركيز عليها، بحسب قواعد مركز الفسطاط للحرف التقليدية، وهى إنتاج منتج تتوافر فيه قواعد الحرفة التقليدية كما كان يصنعها الأوائل، وهو ما يتوافر فى عقلية «أمين» الذى يضم مخزوناً ثقافياً ناتجاً عن نشأته فى حى القلعة.
يشرح الرجل الأربعينى طريقة العمل التى تبدأ باختيار التصميم، الذى يقوم هو برسمه على ورق فيما يعرف بـ«الأسطمبة» بعد ثنى الورقة على ثمانى مرات متراصة فوق بعضها البعض، ثم يقوم بالمشى على الرسم وثقبه بإبرة رفيعة، وبعد الانتهاء من ثقب الرسم يضعها على قطعة القماش ويقوم بتتريبها بتراب الفحم حتى ينزل التراب من خلال الثقوب على القماش محدداً التصميم الذى رسمه ثم يحدده بقلم ويبدأ العمل عليه.
منتجات «أمين» لمن يراها من الوهلة الأولى، لا يستطيع إدراك أن قطعة «الخيامية» التى يراها هى صناعة يدوية وأن الأشكال التى تمت حياكتها وتنفيذها بالقماش الملون لا يمكن أن تكون حياكة منفذة بالأيدى من كثرة دقتها ومتانتها، وهو ما يعلق عليه «أمين»: «هو ده سر الصنعة تقريب الأشكال بالخيط والقماش وكأنها قطعة قماش واحدة».
يومان من العمل كفيلان لكى يقوم «أمين» بالانتهاء من تنفيذ كيس وسادة صغير من الخيامية، ناتجة عن خبرة 35 عاماً من العمل المتواصل فى المهنة المتوارثة عن الآباء، يشعر بفخر وزهو بأن المهنة ما زالت موجودة ويحاول أصحابها الحفاظ عليها من خلال تطويرها وتطوير الأشكال الخاصة بها وهو ما استطاع تنفيذه فى ورشته الخاصة التى يعمل بها بعد انتهاء دوامه فى مركز الفسطاط للحرف التقليدية.
يتمنى أن يقتنى المصريون منتجات حرفة «أجداده» إلا أن غلاء أسعارها نظراً لغلاء «مصنعيتها» يمنع أغلبية المصريين من اقتنائها، ويظل «زبون» الخيامية من القادرين، متمنياً أن يكون هناك اهتمام من قبل الدولة بتسويق منتجات «الخيامية» فهى كغيرها من الحرف التقليدية التى تعانى سوء الدعاية والتسويق، معللاً بأن زيادة الطلب عليها وتوافرها ربما يقلل من أسعارها وتكون متاحة للجميع.