هجوم شياطين وإكسير الخلود.. هكذا ظهر خسوف القمر في "الأساطير"

01:47 م | الجمعة 27 يوليو 2018

في أحضان السحب وبين جنبات الغيوم، اعتاد أن يتوارى بعض الشيء أو يظهر محمر اللون كـ "قدح" يحترق أو رأس تنزف، فتدور حول "القمر" أساطير قديمة تتعلق بظاهرة "الخسوف"، والتي تدور حول هجوم الكائنات والشياطين والأرواح الميتة على الإله، ففي بعض الأساطير كان خوف أصحابها على أنفسهم، وفي بعضها الآخر كان خوفهم على القمر باعتباره "الإله" ومصدر الرزق، فيما انحصرت بعض الأساطير في محاولة تفسير أحداث تجرى في السماء دون الإيمان بتأثيرها على الأرض.

فكان الدافع في الأساطير التالية هو الخوف على السكان والملوك:

• نمر الجاكوار

ساد الاعتقاد في بعض القبائل بأن الخسوف هو نتاج هجوم "نمر الجاكوار" على القمر محاولا التخلص منه وكانت شعوب هذه القبائل تخشى توجه هذا النمر لالتهامهم بعد الخلاص من القمر لذا كانوا يصدرون أصوات مرتفعة ويحثون حيواناتهم على العواء والنباح علّ النمر يرتعب من كثرة الأصوات المرتفعة فيتجنب التوجه للأرض بعد التخلص من القمر.

• الهجوم على الملك

اعتبرت بعض الثقافات الشرقية الخسوف علامة تنبئ بهجوم صريح على الملوك، فاعتقدوا أن هناك شياطين تهاجم القمر باعتباره إله لتتوجه للملك بمجرد الخلاص منه، فكانوا يولون ملكا بديلا وهو شخص عادي يكون قد شارف عمره على الانتهاء مخبئين الملك الحقيقي في حصن حتى إذا جاءت الشياطين تهاجم الملك البديل وتقضي عليه ليعود الملك الحقيقي لعرشه بعد انقضاء غضب الشياطين.

فيما تمركز خوف بعض الأساطير حول إصابة القمر بأي سوء فوجه أصحابها جهودهم نحو حمايته، كالتالي:

• القمر مريض

اعتقدت بعض قبائل كاليفورنيا بأمريكا القديمة أن الخسوف علامة على مرض القمر ومعاناته لذا كنوا يصلون ويتلون الاناشيد لألهتهم علّها تستجيب وتعيد للقمر عافيته.

• أرواح ميتة تهاجم القمر

كان الاعتقاد السائد في بعض القبائل هو أن هناك أرواح لأشخاص قضوا نحبهم تحوم في الجو وتهاجم القمر محاولة إيذائه لذا كانت شعوب هذه القبائل ترفع أصواتها في صراخ متصل محاولة بث الرعب في هذه الأرواح تارة وتغني وترقص تارة أخرى علّ الأرواح ترضى عنهم فتترك القمر دون إيذائه.

• صراع الشمس والقمر

اعتقدت بعض القبائل الإفريقية أن الخسوف القمري هو نتاج صراع بين الشمس والقمر لذا كانوا يتعمدوا تسوية كل النزاعات الناشبة بين القبائل ونشر السلام ليكونوا أسوة للشمس والقمر ليحذوا حذوهم وينهوا ما بينهم من صراع.

فيما كانت بعض الشعوب تحاول تفسير ظاهرة الخسوف كحادثة تحدث في السماء لا علاقة لها بالأرض، كالتالي:

• زوجات القمر

كان هناك اعتقاد سائد بشمال كاليفورنيا أن القمر كان له الكثير من الزوجات إضافة إلى الحيوانات أمثال الدببة والثعابين والذئاب التي كان يتولى رعايتها. وكانوا يرون أن الخسوف يحدث عندما يعجز القمر عن توفير الطعام ومتطلبات العيش للحيوانات التي يرعاها فيهجموا عليه محاولين قتله محدثين الخسوف حتى إذا بلغ نبأ الهجوم عليه زوجاته سارعوا بتخليصه من بين أيديهم وبذلك ينتهي الخسوف.

• إكسير الخلود

تدور بعض القصص الشعبية في الهند حول الاعتقاد الذي ساد طويلا بين شعوب الهند فيما يخص الخسوف؛ إذ اعتقدوا هناك شيطان يُدعى "راحو" قام بشرب "إكسير الخلود" وبمجرد علم الآلهة، الشمس والقمر، قاموا بمطاردته وقطع رأسه ولكن بقيت رأسه خالدة لشربه الإكسير تبحث عن القمر وتحاول قتله وما أن وجدته حتى قطعت رأسه وسال من عنقه الدماء محدثا الخسوف.