مساعدة ترامب الطارئة للمزارعين.. علاج مؤقت ينطوي على مخاطر مستقبلية

كتب: أ ف ب

مساعدة ترامب الطارئة للمزارعين.. علاج مؤقت ينطوي على مخاطر مستقبلية

مساعدة ترامب الطارئة للمزارعين.. علاج مؤقت ينطوي على مخاطر مستقبلية

تشكل المساعدة الطارئة بقيمة 12 مليار دولار التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمزارعين الأمريكيين المتضررين من الحرب التجارية، علاجا مؤقتا قد ينطوي على عواقب سلبية وغير متوقعة.

ويقول الاقتصادي المتخصص بالزراعة في جامعة بوردو في ولاية إنديانا كريس هورت: "بما أن كبريات الشركات هي المسيطرة في صناعة لحم الخنزير في الولايات المتحدة سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت ستحصل على مبالغ ضخمة".

وأشار إلى أن شركة "سميثفيلد" وهي الكبرى بينها، ملك لمجموعة صينية.

ولم تحدد السلطات الأميركية بعد تفاصيل برنامج المساعدات إلى المزارعين المتضررين من إجراءات الرد التي طبقتها بعض الدول على الرسوم الجمركية الأميركية.

وقالت الحكومة الأميركية عند عرضها البرنامج الأربعاء، أنه مخصص لمنتجي الصويا ولحم الخنزير والذرة ومشتقات الحليب، أي الأكثر تأثرا مبدئيا بالخلافات التجارية، بالإضافة إلى منتجي الذرة البيضاء والقمح والقطن والفواكه والخضار والأرز ولحم البقر.

وتدرس السلطات حاليا ثلاث قنوات هي دعم مباشر إلى المزارعين وشراء الحكومة للفائض وتوزيعه بعدها إلى المصارف الغذائية والمؤسسات المدرسية وثالثا تقديم مساعدات من أجل تعزيز المنتجات الأميركية في الخارج.

واعتبر جوزف غلوبر خبير الاقتصاد لدى مركز الأبحاث حول البرامج الغذائية في العالم أن قيمة البرنامج "غير مسبوقة"، مضيفا أن فاعليته برأيه تظل محدودة.

ويحصل المزارعون الأميركيون على نحو عشرين مليار دولار من المساعدات الحكومية سنويا عبر برامج عدة وبالتالي "يحظون بتغطية جزئية".

وتابع جلوبر أن مثل هذه المساعدة الطارئة تنطوي برأيه على "مخاطر معنوية" لأنه إذا لم تتم مساعدة المنتجين الآن فذلك لن يحث على البحث عن حل سريعا للنزاعات التجارية.

وأضاف أن الخسائر على الآمد الطويل في بعض الآسواق في الخارج أكبر بكثير مما يمكن أن يعوض عنه هذا البرنامج لوحده.

ويخشى كثيرون أن يبتعد الزبائن الصينيون الذين يشترون حاليا ثلث الصويا الأميركي بشكل متزايد عن المزودين التقليديين ويلتفتوا إلى البرازيل، وستكون استعادتهم معقدة جدا.

ويضيف جلوبر أن "الخطر المعنوي" الآخر لمثل هذا النوع من البرامج يمكن أن يكون أن تطالب قطاعات أخرى تضررت نتيجة العقوبات التجارية بالحصول على مساعدات.

وتساءل زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر: "ماذا سيحصل لمستخدمي الصلب والألمنيوم وغيرها من المنتجات التي استهدفها منافسونا في الخارج؟"، معبرا عن أسفه لأن ترامب يبدو وكأنه يختار رابحين وخاسرين.

 

ويسود خوف في المنظمات الزراعية الكبرى في الولايات المتحدة بحصول بلبلة على نطاق واسع في المبادلات الزراعية في العالم، وقد علق عدد كبير منها على إعلان البرنامج الثلاثاء، "نريد تجارة وليس معونات"، بينما شبه عدد كبير من المراقبين المساعدة الطارئة بـ"ضمادة على ساق خشبية".

واعتبر تشاد هارت أستاذ الاقتصاد في جامعة ولاية أيوا أنه وفي الوقت الحالي لا نعرف بالضبط كيف سيتم توزيع الأموال، لكن وخلافا لبرامج معتمدة سابقا فالدفعات ستكون سريعة وستتم بشكل مباشر إلى المزارعين وستكون على أساس أرقام الإنتاج للعام الحالي.

وتابع هارت أن ذلك ليس من شأنه قلب الأسعار في الأسواق، بما أن المحاصيل بدأت والمزارعون ليس بإمكانهم تعديل البذار بحسب المساعدة، لكن ذلك لاينطبق بالضرورة على مالكي قطعان الماشية.

ويشعر هورت بالقلق خصوصا من أن يفضل المزارعون استثمار الأموال التي تم تلقيها بشكل مباشرة في شراء أراض ما يمكن أن يرفع أسعار العقارات.

وتابع هورت أنه وبحسب طريقة توزيع المساعدات فإن الأوروبيين والكنديين يمكن أن يتقدموا بشكاوى أمام منظمة التجارة العالمية إذا اعتبروا أن الدعم يتجاوز الحدود التي تسمح بها المنظمة.


مواضيع متعلقة