عودة الخنازير.. "صديق الزبال" وحل سحري لأزمة "تلال الزبالة" بشروط صحية

كتب: نهال سليمان

عودة الخنازير.. "صديق الزبال" وحل سحري لأزمة "تلال الزبالة" بشروط صحية

عودة الخنازير.. "صديق الزبال" وحل سحري لأزمة "تلال الزبالة" بشروط صحية

23 ألفًا و600 طن قمامة، تخرج من محافظات القاهرة الكبرى يوميًا، وفقًا لتقرير حالة البيئة لعام 2016، والصادر من جهاز شؤون البيئة في نهاية 2017، تشكل أزمة بالغة الخطورة على الصحة العامة المواطنين، في ظل عدم وجود طريقة للتخلص من القمامة المكدسة، ووسط مطالبات تحت قبة مجلس النواب للحكومة بحل المشكلة، التي تتفاقم يومًا بعد يوم، خرج شحاتة المقدس، نقيب جامعي القمامة، قبل أيام، بالحل الذي يراه مناسبًا من وجهة نظره، وهو عودة تربية الخنازير.

2.5 مليون خنزير، كانت تربى في مصر قبل قرار حظرها في 2008، على إثر انتشار مرض إنفلوانزا الخنازير، كانت تتغذى على ستة آلاف طن من القمامة العضوية التي تشمل بقايا الطعام، ما جعلها تساهم في حل الأزمة وقتها.

{long_qoute_1}

مشكلات أخرى، أرجعها المقدس، خلال حديثه لـ"الوطن"، نتجت عن إعدام الخنازير في عام 2008، ويرى أن القرار كان سببًا في ارتفاع أسعار اللحوم، فالخنازير كانت تعتبر مصدر للاكتفاء الذاتي لملايين من المسيحين والسائحين الأجانب، الأمر الذي أدى خلال فترة ما إلى استيرادها حتى استطاع مربو الخنازير من إعادة تنميتها، ووصل تعدادها الآن إلى ما يقرب من 700 ألف رأس.

كما سعى المقدس، الذي يرى أن الخنزير صديق الزبال والبيئة، مثل أبو قردان صديق الفلاح، إلى استصدار تصاريح إعادة التربية بعد ثورة 25 يناير بالإضافة إلى تشغيل مجزر البساتين الآلي مرة أخرى بعد توقفه حتى يتم الذبح تحت الإشراف البيطري.

وعن سؤاله عن تحذيرات الاتحاد الأوربي العام الماضي من خطر انتشار حمى الخنازير الأفريقية، أعلن تحديه الجميع بأنه لم تظهر أي حالة مصابة بإنفلونزا الخنازير في أوج فترة انتشارها بين مليون عامل نظافة موزعين على 6 أحياء، مضيفًا أن الخنزير المصري نتيجة أنه يُربَّى على القمامة أصبح لديه مناعة ضد أي مرض بعكس الخنزير الأوروبي "المُرَفه"، الذي يعيش في جو مُكيف ويتناول " الكيْزر".

وأعلن المقدس عن استعداد العاملين في تربية الخنازير الانتقال إلى أماكن مهجورة أو بعيدة عن الأماكن السكنية بشرط تجهيزها بحدائق وبنية تحتية نموذجية حتى تكون صالحة، مطالبًا المسؤولين عن الرقابة عليهم بزيارتهم قائلًا "يجوا يزورونا من البيئة أو غيرها ليروا ماذا نفعل".

{long_qoute_2}

يقول الدكتور أحمد السنوسي، أستاذ علم الفيروسات والوكيل السابق لشؤون الدراسات العليا بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن الخنازير كائن طبيعي مثل بقية الحيوانات وليس لها أي علاقة بما يسمى بانفلونزا الخنازير، إلا أنه يرى في الوقت نفسه، أن الخنازير في مصر يتم تربيتها في أماكن تتسم بالعشوائية وآهلة بالسكان، وتختلط مع أنواع أخرى من الحيوانات والطيور ما يشكل خطرًا كبيرًا، حيث أن الخنازير تُصاب بأنواع كثيرة من فيروسات الإنفلونزا ما يجعلها وعاءً جيدا للمزج الوراثي بين الفيروسات وتنشأ سلالات فيروسات جديدة شديدة الضراوة.

وأضاف السنوسي، لـ"الوطن"، إن الخنازير في حاجة لأن تُربى بشكل آمن منعزلة تمامًا عن الطيور والحيوانات الأخرى وبعيدًا عن السكان مثل الظهير الصحراوي.

{long_qoute_3}

أما اللواء إبراهيم محروس، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فقد أشار خلال حديثه لـ"الوطن"، إلى الحاجة لتنفيذ اشتراطات الأمان الحيوي والالتزام بمواصفات قياسية لعودة تربية الخنازير، حيث لا يصح أن يتم إقرار تربية الخنازير حتى يكون طعامها القمامة، ولا بد من وجود أبعاد وقائية ليتم التربية بعيدًا عن التجمعات السكنية، وإصدار تراخيص لمزارع تربية الخنازير من وزارة الزراعة، وأن الهيئة من جانبها تقوم بتشكيل لجان للمرور على المزارع والرقابة على تفعيل المواصفات المعتمدة.

وأكد الدكتور جهاد صلاح، مدير عام الإدارة العامة لأمراض الدواجن، لـ"الوطن"، أن الهيئة البيطرية تشرف على عمليات ذبح الخنازير من خلال المجزر الآلي، أما الإشراف في التربية فهو ضعيف نظرًا لأن المزراع بلا تراخيص وتتم التربية بعشوائية ما يجعل الإشراف عليها صعبًا، وقال "مرحلة التربية ليست تحت السيطرة" من جهة التحصينات والحالة الصحية.


مواضيع متعلقة