العاصمة الإدارية الجديدة
- الانطباع الأول
- التجمعات السكانية
- العاصمة الإدارية الجديدة
- العاصمة الجديدة
- جذب الاستثمار
- فى مصر
- موازنة عامة
- نقص الخدمات
- هواتف المحمول
- أخيرة
- الانطباع الأول
- التجمعات السكانية
- العاصمة الإدارية الجديدة
- العاصمة الجديدة
- جذب الاستثمار
- فى مصر
- موازنة عامة
- نقص الخدمات
- هواتف المحمول
- أخيرة
كنت وما زلت من أشد أنصار العاصمة الإدارية الجديدة، وتحدثت فى ذلك ببرامج إذاعية وتليفزيونية كثيرة، وكتبت مقالات عدة عن أهميتها، واعتقادى أننا تأخرنا كثيراً فى هذا الملف، وأن مبررات عدم تنفيذها فى الماضى ما زالت قائمة، وستستمر، لأنها مبررات مزمنة لا حل لها.
مصر منذ قديم الأزل تعانى من الفقر، وضعف ونقص الخدمات، ومشكلات نقص أعداد المدارس، والمستشفيات، وتعانى من عجز موازنة عامة، وقلة الموارد، وتكدس الثروة وتركزها، لذلك فإن استمرار التعلل بهذه الأسباب يعنى أننا لن نتحرك من مكاننا، وستستمر مشكلاتنا لسنوات طويلة مقبلة، وستظل العاصمة فى أحد ملامحها واحدة من أهم عقبات جذب الاستثمار، ولو كنا قررنا خوض هذا المعترك منذ عهود سابقة لاختلف الحال من حيث الكلفة والوقت والجودة وخلافه.
إذاً ما الجديد الآن؟ ولماذا هذه المقدمة؟ السبب أن ظواهر وملامح سلبية بدأت تطل برأسها من خلف ستائر الإنجاز، وتفرض تساؤلات عديدة عن بعض الجوانب تحتاج إلى ردود.
صحيح أن العاصمة مصممة لتستوعب أشكالاً وخدمات ومنشآت متعدّدة المستويات الاجتماعية والعلمية والثقافية، وقادرة على تلبية المتطلبات لكل مستوى من هذه المستويات.
لكن هل ما نتلقاه من رسائل فى الآونة الأخيرة هو الانطباع المطلوب ترسيخه فى أذهان المصريين عن العاصمة الإدارية الجديدة وما ستكون عليه فى المستقبل.
إعلانات تليفزيونية متكرّرة ومتنوعة عن مستويات لتجمعات سكانية تثير العجب وتدفعك بعد المشاهدة مباشرة للتساؤل: «هو إحنا فى مصر؟»، وتتحسر إذا كان ذلك هو المستوى الشائع والمنتشر.
رسائل إعلانية نصية على هواتف المحمول تتحدث عن خدمات يمكن تقديمها للحجز والبيع وخلافه، واستعداد هذه الشركات للتعاون معك، وتطالع أرقاماً تصيب المتلقى بالذهول.
حتى الإعلانات الرسمية الحكومية عن التجمعات السكانية والمبانى والمنازل وأسعار الأرض وإجمالى قيمة المبانى المتوسطة صادمة للعقل والقدرة على الاستيعاب ومثيرة للتساؤل: مين حيقدر على هذه الأسعار؟
أعلم وأكرر أن العاصمة الجديدة ذات مستويات اجتماعية مختلفة، وهى متدرّجة فى الخدمات، وبالتالى فى الأسعار، وفى التكاليف، لكن ليست هذه هى القضية.
المشكلة الحقيقية فى الانطباعات التى بدأت تسود فى أذهان الناس عن شكل العاصمة الجديدة وسكانها ومستوياتهم، ولمن ستُخصص فى سياق هذه الأسعار والأشكال التى نراها؟
المشكلة الحقيقية أن الانطباع الأول يدوم.. والحكومة لم تقدم أى محاولة لتسويق انطباع مغاير للانطباع السائد أنها «عاصمة الأغنياء».