"الست سناء" على رصيف الضَنْك بعدما خطف المرض "لقمة عيشها": نفسي ارتاح

كتب: سحر عزازى

"الست سناء" على رصيف الضَنْك بعدما خطف المرض "لقمة عيشها": نفسي ارتاح

"الست سناء" على رصيف الضَنْك بعدما خطف المرض "لقمة عيشها": نفسي ارتاح

قصيرة القامة، ترتدي زي عمال النظافة، تسير بخطوات بطيئة في شارع طلعت حرب، تقاوم انحناء ظهرها، وفي يدها "شكارة" خضراء تشبه ملابسها، تجمع فيها بقايا البلاستيك وعلب "الكانز" الفارغة.

سناء حسانين صاحبة الـ60 عامًا، ودّعت عملها في شركة نظافة تابعة لمحافظة القاهرة بعد تعرضها لوعكة صحية اجبرتها على إجراء عملية جراحية لاستئصال الرحم، قبل عامين، جعلتها ترقد في فراشها حتى جرى فصلها من وظيفتها التي كانت تعيش على راتبها، فجأة انقطع الرزق؛ ولم تجد أمامها سبلًا آخر غير النزول لنفس المكان الذي كانت تترد عليه لمدة 50 عامًا بزيها ذاته لكن في مهمة جديدة كي تضمن قوت يومها "ممكن أبيع بـ20 جنيه في اليوم وممكن أروح من غير ولا مليم".

كانت "الست سناء" تمتلك شقة في المقطم لكنها عرضتها للبيع كي تجمع مبلغًا ماليًا يمكّنها من الإنفاق على مصاريف علاجها وذلك بعدما استشارت أبنائها "قالولي فداكي، صحتك بالدنيا لو مت هنعوضك إزاي؟"، رحلة شاقة قطعتها السيدة العجوز بعدما تركها زوجها وتزوج من أخرى ثم توفي مؤخرًا تاركًا لها تربية الأبناء؛ تزوجوا جميعهم عدا الابن الأصغر صاحب الـ20 عامًا، فهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ويعاني من شلل في ساقه "مبيشتغلش بصرّ عليه وأدينا عايشين".

انتقلت السيدة المسنة للعيش في سكن متواضع في منطقة الدويقة بإيجار شهري قدره 200 جنيه، بخلاف فاتورة المياه والكهرباء والغاز "كنت بدفع 80 نور و50 مية دلوقتي، كل حاجة غليت"، فـ"الست سناء" كانت تتقاضى راتبًا شهريًا قدره 300 جنيه من الشركة قبل فصلها الذي غابت معه الطمأنينة "دلوقتي بخرج مش عارفة هرجع بفلوس ولا لأ".

لا تزال آثار المرض واضحة على "الست سناء" تقاومها حتى النفس الأخير، مع كل مسافة تقطعها تجلس لتستريح وتتلاقى أنفاسها المتقطعة "مبكملش 5 دقايق مشي مبقدرش، مبقاش فيه أعصاب"، تحكي أن أولادها الذين تزوجوا وتركوها بمفردها هي وابنها الأصغر لم يعد بمقدورهم الإنفاق عليهما بسبب مسؤوليتهم عن زوجة وأبناء "هيصرف على أمه ولا ولاده، ربنا موجود أحسن من الكل"، تحلم بالمساعدة التي تعفيها من النزول يوميًا "نفسي ارتاح".

 


مواضيع متعلقة