قبل لبنان.. الفراعنة استخدموا الحشيش في الطب: "يخفف آلام الولادة"

قبل لبنان.. الفراعنة استخدموا الحشيش في الطب: "يخفف آلام الولادة"
تدور مناقشات داخل المجتمع اللبناني، هذه الأيام، بعدما أعلن نبيه بري رئيس البرلمان، بأنه يدرس تقنين زراعة القنب لأغراض طبية في محاولة لتعزيز الاقتصاد المتعثر.
ورغم أن زراعة هذه النبتة غير مشروعة في لبنان فقد كان ملاك الأراضي من أصحاب النفوذ يزرعون حقولا من القنب على مدى عقود في وادي البقاع الخصب دون أن تتمكن جهات إنفاذ القانون من منعهم.
استخدام القنب طبيًا أمر متواجد منذ القدم، ربما عرفته الحضارة المصرية القديمة، التي تمتلك عجائب لم تكتشف أسرارها حتى وقتنا هذا، على الرغم من التقدم التكنولوجي الكبير الذي نعيشه حاليًا.
وكان من بين أسرار الحضارة المصرية القديمة، ما فعله الفراعنة في علم الطب، وذلك من خلال ما أظهرته أوراق البردي والرسوم المنقوشة على جدران المعابد، التي تُشير إلى أن الفراعنة كانوا متقدمين جدًا في الأمور الطبية.
وأكد الطبيب وعالم المصريات البريطاني جون فرانسيس نون "1925-1996" أن عالم الطب الفرعوني يضم الكثير من الأسرار، وذلك عقب تحليله مجموعة أوراق بردية "إبيرس" التي يعود تاريخها إلى عام 1550 قبل الميلاد.
وتعتبر هذه البردية واحدة من أقدم النصوص الطبية المعروفة في التاريخ، ويبلغ طولها أكثر من مترين وتحتوي 877 فقرة في وصف أمراض مختلفة في فروع الطب المتنوعة مثل طب العيون والجهاز الهضمي وعلوم الأمراض وأمراض النساء وغيرها.
وكان نون قد تعاون مع علماء مصريات ومختصين ترجموا البردية واكتشفوا توسعها الكبير في العلاج بالأعشاب مثل الزعفران والصبار وأوراق الخروع وزهرة اللوتس والزنبق والراتنج والبخور، ولكن أيضًا وبشكل خاص الأفيون المستخرج من الحشيش لأن كلمة "shemshemet" الهيروغليفية المذكورة في البردية لم تكن تعني شيئاً آخر سوى "القنب".
ووفقًا لما قاله موقع راديو "مونت كارلو" الفرنسي، فإن الدلائل المادية على ورود الحشيش في تركيب العقاقير الطبية المصرية كانت متوفرة كذلك وعلى درجة من المصداقية لا تشوبها شائبة: "فقد اكتشفت بقايا من نبات القنّب في داخل قبر الفرعون أخناتون الذي يعود إلى عام 1350 قبل الميلاد وآثار لمسحوق القنّب في قبر الفرعون رمسيس الثاني الذي مات عام 1224 قبل الميلاد".
وبحسب الطبيب ريتشارد فينر في كتابه "التعامل مع الألم: دليل عملي للأطباء"، فقد شكّل الحشيش عنصرًا أساسيًا في الترسانة الصيدلانية المصرية القديمة حتى نهاية الحقبة الفرعونية، وكان يتم تطبيق المعالجة به بجميع الوسائل التي يمكن تخيلها بوضعه في الفم أو الشرج أو الفرج وكذلك بدهنه مباشرة على الجلد أو العيون أو حتى بحرقه وتبخير المنزل به.
ومما ورد في البردية في مجال معالجة أمراض العيون، الفقرة التالية التي نقلها فاينر في كتابه، وتقول "علاج للعيون.. كرفس؛ قنب، تُهرس وتُترك بين عشية وضحاها، ثم تغسل عينا المريض بها في وقت مبكر من الصباح".
وبحسب "فاينر"، فإن استخدام الحشيش بهذه الطريقة لا يختلف عن استخدامه الحديث في معالجة المياه الزرقاء على العيون.
في مكان آخر تتناول البردية طريقة الاستفادة من المخدر المزروع في تخفيف آلام الولادة بالقول: "بوصفة قنب مفروك بالعسل يوضع مباشرة في مهبل المرأة"، كما تتعرض البردية في مكان ثالث إلى استخدام القنب كعلاج للأظافر من خلال تضميدها بقطعة من القماش المغمس في مخلوط من القنب الصمغي.