مدير «الأموال العامة» لـ«الوطن»: الفساد فى مصر من الموروثات الشعبية والمواطن تعايش معه

كتب: محمد بركات

مدير «الأموال العامة» لـ«الوطن»: الفساد فى مصر من الموروثات الشعبية والمواطن تعايش معه

مدير «الأموال العامة» لـ«الوطن»: الفساد فى مصر من الموروثات الشعبية والمواطن تعايش معه

لا يتحدث اللواء نجاح فوزى، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، عن الفساد فى مصر بوصفه ملفاً جنائياً فحسب على الأقل بحكم كونه واحداً من المسئولين عن مكافحته فى مصر، بل يتحدث عنه كظاهرة مجتمعية تفشت بين فئات الشعب بشكل خطير خلال الـ25 سنة الماضية. يصف اللواء «فوزى» الفساد بأنه من «الموروثات الشعبية» لدى المجتمع المصرى، ولا يجد حرجاً فى القول بأن المواطن «دأب على التعايش معها»، والنتيجة هى المزيد من الفساد، فى حواره لـ«الوطن» يؤكد «فوزى» ضرورة دور المواطن كخط دفاع رئيسى للتصدى لتفاقم الفساد الذى تصل خسائره بشكل مباشر أو غير مباشر إلى مليارات الجنيهات سنوياً، ومن هنا يرى اللواء «فوزى» أن إعلان إدارته (الأموال العامة) عن أرقام هواتف وبريد إلكترونى للإبلاغ عن وقائع الفساد أمر غاية فى الأهمية، ولا يبدى قلقاً من العبء الذى يمكن أن يمثله ذلك على ضُباطه ولا الاستغلال الخاطئ من قِبل بعض المواطنين لتلك الأرقام نكاية فى بعضهم البعض، ولا الجدل الذى أثير جراء ذلك. وإلى نص الحوار الذى بدأته «الوطن»: * بداية.. ما الداعى للإعلان عن تلك الأرقام.. ما جدوى ذلك؟ - موضوع الإعلان عن أرقام هواتف لتلقى بلاغات الفساد ووقائع الرشوة ليس أمراً جديداً، أنا قصدت بهذه الخطوة الاقتراب من المواطن، لأن جزءاً مهماً من عمل الإدارة قائم على الإبلاغ من جانب المواطنين، هناك قضايا كبيرة ومهمة جداً تم الكشف عنها، وكان الخيط الأول فيها معلومة من مواطن شريف، وطوال السنوات الماضية ونحن نتلقى بلاغات عن الفساد على هواتف الإدارة، وتصلنا يومياً بلاغات بالبريد عن وقائع فساد. * ما دامت الأمور تسير بهذا الشكل فلمَ هذا الإلحاح للإبلاغ؟ - لاحظنا فى الفترة الأخيرة أن تعاون المواطنين معنا وتجاوبهم لم يعد كسابق عهده، فضلاً عن أن الفساد انتشر بشكل كبير جداً، والمواطنون يتعاملون معه بشكل تلقائى وتعايشوا معه. * ما سبب ذلك؟ - السبب فى ذلك يرجع إلى الأوضاع السياسية التى شغلت الجميع بتداعياتها، والناس كانت «عايشة فى قلق» طول الوقت فقل اهتمامهم نوعاً ما. * ألا تخشى من الاستغلال الخاطئ لتلك الأرقام؟ - الأمر ليس جديداً علينا، نحن نتلقى على الدوام بلاغات لا حصر لها، لكن الفيصل فى النهاية يكون إن كانت صحيحة أم كيدية، وتلك نقطة نكشفها بالتحريات الميدانية ومصادرنا السرية، لكننى أناشد المواطنين عدم الاستخدام الخاطئ لهذه الآلية لأننا لا نهمل أى بلاغ، ونحقق فيها جميعاً فلا يعقل أن نبدد مجهودنا فى بلاغات وهمية أو كيدية. * البعض سيخشى من الإبلاغ رغم ذلك؟ - أنا أؤكد للجميع أن جميع البيانات سرية، وأنا أضمن لأى مُبلغ سرية بياناته، فضلاً عن أنه ليس شرطاً أن يدلى ببياناته أثناء الإبلاغ. * هل تتوقع أن تسهم تلك الآلية فى السيطرة على الفساد؟ - أنا متفائل جداً وأتمنى تعاون المواطنين الشرفاء معنا لأنه من الضرورى جداً مكافحة الفساد والقضاء عليه، لأنه من أهم أسباب ثورة 25 يناير التى قامت فى الأساس بسبب الفساد. * هل تتعاملون مع جميع البلاغات التى ترد إليكم بنفس الدرجة من الأهمية؟ - بالتأكيد كل البلاغات لها نفس الدرجة من الأهمية ويتعامل معها يومياً العشرات من الضباط الأكفاء، وكل بلاغ يرد إلينا يتم فحصه حتى لو كان من مجهول. * كم عدد البلاغات التى تلقتها الإدارة حتى الآن؟ - لم نحصرها بعد، لأن بعضها لا يدخل ضمن اختصاصاتنا، لكننا مثلاً تلقينا خلال أول 24 ساعة ما يقرب من 700 بلاغ عن الفساد. * اشرح لنا الخطوات التى يتم التعامل بها مع تلك البلاغات؟ - أولاً نحن نتلقى تلك البلاغات إما على هواتف الإدارة أو بالفاكس أو البريد الإلكترونى، وفى حال وردت إلينا عن طريق الهاتف يتم تلقيها بواسطة ضباط متخصصين فى جميع جرائم الأموال العامة، وبمجرد وصول المكالمة تحول إلى الضابط المختص الذى يدون البيانات وموضوع البلاغ ثم يحال إلى الإدارة المختصة التى تجرى تحريات ميدانية، وإذا تبين صحة البلاغ يتم التنسيق مع النيابة العامة المختصة لاتخاذ إجراءات الضبط والإحضار، والأمر نفسه يتكرر فى البلاغات التى ترد عن طريق الفاكس أو الإيميل. * فى رأيك لماذا تفشى الفساد فى مصر لهذه الدرجة؟ - أنا أعتقد أن الأمر مرتبط بالظروف الاجتماعية والبطالة والفقر، وأصبح البعض يعمل بمبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» فأصبح السلوك غير المشروع مرغوباً فيه. * ماذا تقول للمواطن فى النهاية؟ - أى جهاز مكافحة فى العالم ليس بإمكانه العمل بمعزل عن المواطنين، ولا بد أن يدرك المواطن أنه الأساس فى مكافحة الفساد، وعليه أن يتعاون بشكل إيجابى.