زيارة «الوفد الشعبى».. تأكيد على «عمق» العلاقات ودعوة لـ«التعاون الأمنى» فى مواجهة الإرهاب

زيارة «الوفد الشعبى».. تأكيد على «عمق» العلاقات ودعوة لـ«التعاون الأمنى» فى مواجهة الإرهاب
عاد إلى القاهرة، مساء أمس الأول، وفد القوى السياسية من روسيا، الذى ضم ممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية والأزهر والكنيسة والإعلاميين، بعد زيارة استغرقت 3 أيام، التقى خلالها الوفد المصرى كبار المسئولين فى وزارة الخارجية الروسية، والكرملين، ومجلس الدوما، وعدداً من المراكز البحثية، كما عقد سلسلة من المؤتمرات الصحفية، تناولت واقع الحياة السياسية الراهنة فى مصر، وحقيقة الأحداث التى تمر بها الدولة وحربها على الإرهاب، وسبل التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، وسبل مواجهة الإرهاب.
وكان من بين المشاركين فى الوفد، الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء الأسبق، والمستشار أحمد الفضالى، المنسق العام لتيار الاستقلال، رئيس الوفد، وأسامة هيكل، وزير الإعلام الأسبق، ومحمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، ومحمد برغش، رئيس اتحاد الفلاحين، والكاتب الصحفى مصطفى بكرى، وعدد من الشخصيات العامة.
وكانت أولى فعاليات الوفد، المشاركة فى مؤتمر صحفى عقده نادى الشرق، التابع لوكالة الأنباء الروسية «نوفوستى»، حول العلاقات المصرية - الروسية، وحقيقة الأحداث الراهنة فى مصر، حضره الدكتور يحيى الجمل، ومحمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، والمستشار أحمد الفضالى، ومصطفى بكرى، والقمص بولس عويضة، فضلاً عن الكثير من وسائل الإعلام والصحف الروسية، وأكد خلاله المشاركون خطورة الظرف الذى تمر به بمصر، وضرورة التصدى لمثيرى الفوضى والعنف، ومساندة النظام الجديد من أجل النهوض بها ودعم استقرارها. وتضمن برنامج الوفد لقاءات مع مسئولين روس حكوميين، وبرلمانيين، حاليين وسابقين، فضلاً عن الجالية المصرية فى روسيا. وأكد وفد القوى السياسية حرص مصر وشعبها على دعم وتطوير وتوثيق أوجه التعاون المشترك مع روسيا فى كافة المجالات، سواء الاقتصادية أو العسكرية، وحتى فى مواجهة الإرهاب، لمصلحة الشعبين المصرى والروسى، خصوصاً أن هناك أواصر تاريخية تربطهما معاً.
وأكد الوفد أن الحرص على التعاون مع روسيا، وإقامة علاقات استراتيجية معها، ليس فقط من أجل تحقيق توازن فى العلاقات المصرية - الأمريكية، وإنما لخدمة المصالح المشتركة بين البلدين. وشدد الدكتور يحيى الجمل، خلال مؤتمر صحفى بمقر السفارة المصرية فى موسكو، على أن الشعب المصرى يدرك جيداً لروسيا دورها التاريخى فى دعم مصر ومساعدتها من أجل التنمية خلال فترة حكم جمال عبدالناصر، الرئيس الأسبق، وتجسدت أسمى صورها فى دعمها بناء السد العالى، فى مصر، وإنشاء المشروعات القومية العملاقة وإمدادها الذى كان من ضمن أسباب النصر فى حرب أكتوبر.
وناشد «الجمل» المواطنين الروس زيارة المقاصد السياحية، لتنشيط حركتها من جديد، خصوصاً فى الأقصر وشواطئ البحر الأحمر، لافتاً إلى أن مصر بلد الأمن والأمان، وما يحدث من جرائم محدودة على أراضيها يقل كثيراً جداً عما يحدث فى دول مماثلة. من جانبه، أكد السفير محمد العرابى أن مصر، بعد ثورتى 25 يناير، و30 يونيو، شهدت رغبة شعبية كبيرة تدعو للتوجه إلى روسيا وتطوير علاقات التعاون معها والارتقاء بها على كافة المستويات، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تبادلاً للزيارات بين مسئولى البلدين، وأنه من المتوقع أن يزور فلاديمير بوتين، الرئيس الروسى، مصر عقب الانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، من أجل تطوير العلاقات بين البلدين. وأكد المستشار أحمد الفضالى، رئيس الوفد، أن شعب مصر عندما استرد إرادته كاملة بعد ثورة 30 يونيو كان من الطبيعى أن يطالب بإعادة العلاقات الطبيعية مع روسيا بما يخدم مصالح البلدين، مشدداً على تقدير المصريين، قيادة وحكومة وشعباً، لروسيا ومسئوليها، لموقفهم الداعم لثورة 30 يونيو، والمساند لخارطة الطريق التى جاءت وفقاً لإرادة شعبها وجيشها الحر الذى حمى الثورة، وعلمت «الوطن» أن عدداً من الاتفاقيات الأمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب بين البلدين ستعاود نشاطها خاصة بعد الوضع الأمنى الذى تمر به مصر عقب عزل محمد مرسى، الرئيس السابق، من الحكم، وقال مصدر مسئول روسى إن القاهرة وموسكو تتشابهان الآن فى حربهما ضد الإرهاب، وتحديداً ضد الجماعات الإسلامية التى حاربت موسكو فى السابق فى أفغانستان وتحارب القاهرة الآن بعد إزاحة حكم الإسلاميين.