«تابوت الإسكندرية».. الصرف الصحى يهزم «البطالمة»

كتب: مروة مرسى ومحمد الرملى

«تابوت الإسكندرية».. الصرف الصحى يهزم «البطالمة»

«تابوت الإسكندرية».. الصرف الصحى يهزم «البطالمة»

فى تمام الثامنة من صباح اليوم، تحول شارع «الكرملى»، بمنطقة سيدى جابر، إلى ثكنة عسكرية، تمهيداً للإعلان عن كشف أثرى جديد، «تابوت الإسكندرية»، ودفعت الشرطة العسكرية بعدد من سيارات التأمين من أجل إغلاق الموقع بالكامل، بالإضافة إلى تشديدات أمنية من قبل قوات الأمن لتأمين عملية فتحه ومنع التصوير نهائياً، وسط توافد رجال الآثار برفقة المعدات المخصصة لفتح التابوت الذى خرج من أسفل العقار رقم 8 والكائن بمنطقة سيدى جابر، شرق الإسكندرية.

وعقب مرور ساعة واحدة، وصل الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، برفقة أشخاص يرتدون أزياء صعيدية، «جلاليب»، من أجل بدء عملية فتح التابوت الأثرى، مستعينين ببعض الأثريين الموجودين فى الموقع، وقال مصدر أثرى فى موقع التابوت لـ«الوطن»، إن الأثريين بدأوا فى عملية الفتح باستخدام المعدات، وتمكنوا من فتح 5 سم فقط من غطاء التابوت ثم خرجت رائحة كريهة، فاضطروا إلى تركه للتهوية لحين خروج الرائحة بالكامل استعداداً لعملية الفتح الكاملة.

{long_qoute_1}

وأضاف «المصدر» أن رفع غطاء التابوت يستغرق قرابة ساعتين لإنهاء عملية الفتح، مؤكداً أن الرائحة التى خرجت كان من الممكن أن تتسبب فى حالات اختناق للموجودين بالقرب منه، مشيراً إلى أن الأثريين ابتعدوا عن موقع التابوت لحين زوال الرائحة والعودة مرة أخرى واستكمال الأعمال، ولفت إلى أن التابوت يعد أحد أضخم التوابيت التى تم العثور عليها فى المحافظة، حيث يبلغ ارتفاعه 185 سم وطوله 265 سم وعرضه 165 سم، وتابع: «العقار الذى استُخرج التابوت الأثرى من أسفله، كان يضم «بير إسكندرانى»، لتجميع مياه الصرف الصحى، تسربت إلى داخل التابوت الأثرى بسبب وجود كسر فى ناحيته الشرقية، ما تسبب فى تحلل ثلاث مومياوات تم العثور على بقاياها بداخله».

وعقب الانتهاء من فتح الغطاء، نفى الدكتور مصطفى وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات صحفية، ما تناولته الصحف الأجنبية بشأن التابوت الأثرى المكتشف بالإسكندرية، حيث نشرت بعض الصحف أن التابوت يعود للإسكندر الأكبر، مشدداً على أن ما نُشر عارٍ تماماً من الصحة لعدة أسباب أهمها أن النقوش على التابوت فقيرة جداً، ولا تخص أحد الملوك ولا الأباطرة اليونانيين.

وأكد «وزيرى» الاستعانة برجال آثار من محافظة الأقصر، لإزاحة غطاء التابوت، لتظهر ثلاث مومياوات وسط مياه الصرف الصحى، وتابع: «القوات المسلحة ساعدتنا فى شفط المياه، وكان لونها أحمر، وهى ليست كما أشيع بأنها زئبق أحمر، وإنما مياه صرف صحى اختلطت مع المومياوات الموجودة داخل التابوت من 40 أو 50 سنة، وللأسف المومياوات ليست سليمة، حيث تحولت إلى هياكل عظمية مصبوغة باللون الأحمر، الأمر الذى يؤكد تحلل المومياوات وتفاعلها مع مياه الصرف»، وأضاف: «ما نراه فوق سطح الأرض من آثار لا يتعدى نسبة 40% مما يحويه باطن الأرض، فمصر غنية بكنوزها وآثارها».

وأكد الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أن الإسكندرية مدينة متعددة الثقافات والحضارات منذ القدم وأن العثور على هذا التابوت الذى يعتبر أكبر تابوت من نوعه ويعود للعصر البطلمى، يؤكد مكانة الإسكندرية التاريخية، حيث إن التابوت يزن ما يقرب من ٣٠ إلى ٤٠ طناً، ولا يحتوى على أختام أو نقوش وهو من الجرانيت المحلى، مشيراً إلى أن هذا الحدث سيكون له صدى دولى نظراً لاكتشاف تابوت بهذا الحجم فى الإسكندرية وخاصة بمنطقة سيدى جابر التى تعتبر الجبانة الشرقية فى العصر البطلمى.


مواضيع متعلقة