جميل راتب.. ليس فنانا محليا بل له تاريخ في السينما الأوروبية

جميل راتب.. ليس فنانا محليا بل له تاريخ في السينما الأوروبية
لم يحتل اسمه أفيشات الأفلام، أو الأدوار الرئيسية بالمسلسلات، لكن أدواره اتخذت مكانتها الخاصة عند الجمهور، ولم تظهر صورته غلافا لأشهر المجلات كفنان عالمي، صعد سلالم النجومية بالثبات، الذي عبر به طريقا مهدته الموهبة والاحترافية.
"جميل راتب"، ظهر لأول مرة سينمائيًا عام 1946، أمام الممثلة الفرنسية، كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، ضمن أحداث فيلم "أنا الشرق"، قبل أن يعود لفرنسا بعدما سافر لها، لاستكمال دراسته الجامعية بمنحة للدراسة في مدرسة السلك السياسي.
روى "جميل" عن بداياته لإسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة": "سنة 45 كنت طالب في جامعة الحقوق الفرنسية في مصر، وسافرت فرنسا بعد كده.. كان القرار في العيلة إني ما أتعلمش التمثيل خالص، يعني كان بالنسبالهم عيب.. الحقيقة رحت مدرسة السياسة يوم واحد، ودخلت معهد التمثيل، بس كان معهد خاص".
اضطر جميل، للعمل في التمثيل كومبارس ومترجما أحيانا، ونادلا في قهوة، وشيالا في سوق الخضار، فلم تكن البداية سهلة وممهدة أمامه، خاصة بعد أن قاطعته أسرته بعد أن ترك دراسته في المنحة، وإصراره على التمثيل.
نصحه الكاتب الفرنسي "أندريه جيد"، بدراسة فن المسرح في باريس، بعدما شاهده على في مسرحية "أوديب ملكًا"، وبالفعل نفذ النصحية، انضم فرقة "فرانسيز" الفرنسية، وجاء معها إلى مصرلتقديم عروض مسرحية متنوعة.
شارك الفرقة في مسرحية "الوريث" عام 1951، وقال: "أول مرة لما شفت اسمي على أفيش في فرنسا كان يوم كبير بالنسبالي"، تحدثت عن هذا الدور صحيفة فرنسية، "عندما يؤدي راتب دوره على الخشبة في مسرحية الوريث فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوي وعينيه الحادتين".
كما أدى أدوارا في مسرحيات عالمية في باريس، منها 5 أعمال لـ"شيكسبير"، وأعمال أخرى لكتاب كبار، كـ"راسين"، و"موليير".
العالمية في تاريخ جميل، قد لا يعرفها عنه الكثيرين مما يحتفظون في ذكرياتهم "مفيد أو الغار"، في الراية البيضاء، والجد "أبو الفضل" في يوميات ونيس، أو الشرنوبي الأعمال الفاسد في حب في الزنزانة، و "أفندينا" في شفيقة ومتولي"، والخواجة "جيوفاني ديلورينزي" في زيزينا، أما أعماله أوروبية التي لا نعرف عنها الكثير أهمها "لورانس العرب" بمشاركة عمر الشريف.
في عام 1956، شارك جميل، في بطولة الفيلم الأمريكي "Trapeze"، ومعه "برت لانكستر" و"توني كرتيس" و"جينا لولوبريجيدا"، ومن إخراج "كارول ريد"، ثم عام 1962 جسد شخصية "ماجد" في الفيلم الإنجليزي الشهير "Lawrence of Arabia"، من إخراج ديفيد لين.
ولم تقتصر أدواره، في الأفلام العالمية فقط، بل ظهر في إحدى حلقات المسلسل الفرنسي "Maigret et "l'Affaire Nahour، عرض عام 1967، وفي نفس العام قام بدور في فيلم "Peau d'espion"، والذي أخرجه إدوار مولينارو.
احتلت فترة السبعينات والثمانينات، سطوع نجومية جميل في عدة أدوار بأفلام مصرية، ثم التسعينات كان موعده مع السينما العربية بدور مع الممثلين جليلة بكار، وفتحي الهداوي، في الفيلم التونسي الرومانسي "شيشخان"، والذي أخرجه كلا من محمود بن محمود والفاضل الجعايبي، وعرض عام 1990، ثم مع الفنانة شريهان في الفيلم التونسي Checkmate الذي عرض عام 1994.
وعاد جميل، للأفلام العالمية عام 1996 في الفيلم الفرنسي "A Summer in La Goulette"، انقطع فترة حتى عاد للأفلام الفرنسية tête de Turc من إنتاج عام 2010، وA Cloud in a Glass of Water من إنتاج عام 2011.