بالفيديو| نيلسون مانديلا.. زار مصر مرتين وكانت الأحب إلى قلبه

كتب: الوطن

بالفيديو| نيلسون مانديلا.. زار مصر مرتين وكانت الأحب إلى قلبه

بالفيديو| نيلسون مانديلا.. زار مصر مرتين وكانت الأحب إلى قلبه

عرف عن المناضل الإفريقي "نيلسون مانديلا" حبه الشديد لمصر، ولمكانه المفضل في الجمعية الإفريقية في القاهرة، والتي كان لها الفضل في تحرير أكثر من دولة إفريقية من الاستعمار والتمييز العنصري.

قضى"مانديلا"، في مصر فترة طويلة في الستينات تودد فيها لمعظم الطلبة والبسطاء من المصريين والأفارقة ممن تعامل معهم، ولمصر مكانا مميزا في قلبه، فكانت وجهته الأولى عند خروجه من السجن بعد 27 عاما قضاها خلف القضبان، والطريف أنه زار مصر 3 مرات وكان "حافيا" خلال زيارتين منهم، بحسب محمد عبد الغفار، السفير فوق العادة لدى منظمة حركة التحرير الإفريقي لدول شمال إفريقيا والعالم العربي، الذي التقى بـ"مانديلا" في مصر أثناء زيارته أكثر من مرة.

عانت الكثير من الدول الإفريقية، من الاستعمار والتمييز العنصري في القرن الماضي، فنشأت حركات التحرير الإفريقي في كل دولة إفريقية ومن شروط نشأتها امتلاك مكتب خارجي في مصر في "الجمعية الإفريقية"، وعرف عن المناضل مانديلا، مناهضة التمييز والنضال لتحرير الشعوب الإفريقية، فكانت مصر وجهة "مانديلا" في عام 1961، إذ جاء إليها سيرا على الأقدام من جنوب إفريقيا متبعا خطى المناضلين الهاربين الذين سبقوه، استغرقت رحلته من جنوب أفريقيا إلى جنوب السودان حوالي شهرين.

وقطع "مانديلا"، الذي ولد في 18 يوليو 1918، كل هذه المسافة سيرا على قدميه بسبب عدم امتلاكه ما يكفيه من المال، وأيضا لأنه ثوري هارب أُدرج اسمه على قائمات الطيران والمعابر بأنه مطلوب القبض عليه، حتى وصل جنوب السودان واستقل الطائرة إلى مصر، وصل "مانديلا" مصر في حالة يرثى لها لدرجة أن حذائه تمزق، وقطع بعض المسافة حافيا، على حد قول "عبد الغفار".

سافر "مانديلا" كل هذه المسافة ليفتتح مكتب لحزبه "المؤتمر" في مصر، والسعي من خلال الجمعية الإفريقية لحل الأزمة في جنوب إفريقيا وهي انتهاء الحكم العنصري، وكانت هذه الزيارة سرية بالتنسيق مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومساعده محمد فايق.

وقضى مانديلا، في مصر ما يقرب من عام كامل في منطقة الزمالك بالقاهرة، فقبل رحيله كان على موعد مع الوزير السابق محمد فايق، وسافر "مانديلا" لجنوب أفريقيا قبل أن يقابله، حتى قبض على "نيلسون".

قضى "مانديلا" حوالي 27 عاما في السجن بجنوب إفريقيا بتهمة إثارة العنف والتآمر مع دول أجنبية، وقضى أعواما أخرى بلا تهمة محددة، وبعد الإفراج عنه في عام 1991، قرر أن تكون مصر أول بلد يزورها، لتزدحم الشوارع بكل مؤيديه المصريين والأفارقة من كل الفئات العمرية، استقبلته مصر كرمز للنضال والكفاح من أجل الحرية، وبسبب الزحام الشديد فقد "مانديلا" حذائه ووجدوا صعوبة في شراء نفس النوع الذي اعتاد ردائه.

الدكتور محمد عبدالغفار، استقبله في هذا اليوم ويروي لـ"الوطن": "تحولت الشوارع الزمالك لكتلة من البشر ذات البشرة السمراء لاستقباله رغم اننا نحاول أن تكون الزيارة سرية لكن كل مواطن إفريقي كان في مصر جاء إلى الزمالك علشان يحيي البطل المناضل اللي ضحى بحريته لسنين وبمجرد ما دخل الممر وده كان بصعوبة، وبعد كده وكانت كميات ضخمة من المؤيدين".

وتابع عبدالغفار:"فقد مانديلا حذائه بسبب التزاحم لتاني مرة وكان موقف صعب عشان معرفناش نجيب حذاء تاني زيه".

كان من المقرر أن يعتلي "مانديلا" المنصة في حجرة المؤتمرات ولكن بسبب الزحام استقبلوه في مكتب صغير في الدور الثاني، وبحكمة تصرفت زوجته المناضلة الإفريقية ووقفت في الشرفة لتخطب في الجمهور فاجتمعوا في الخارج ظنا منهم أن "مانديلا" سيلقي كلمته بعدها، بحسب عبدالغفار: "أول لما الناس كلهم خرجوا ده اتاح لينا فرصة اننا ندخله القاعة وده كان وقتها تصرف حكيم منها، ومن كتر عشق مانديلا لمصر كان على قد ما المواقف اللي واجهها اثناء زيارته في مصر صعبة على قد ما كان بيعديها بحب".

كانت أولى كلمات "مانديلا" في هذه الزيارة: "حرصت على المجيء لهذا المقر الذي تغيبت عنه لمدة تصل إلى 27 عاما، لأعبر عن شكري له ولامتناني لهذا المكان لأنه لم ينساني ونظم مجموعة الضغط العالمية التي حققت مقاطعة عالمية من جميع دول العالم، بالإضافة إلى عقوبات بالحظر الشامل والكامل على حكومة بروتوريا الأمر الذي اجبرهم على انهاء الحكم العنصري وتم الافراج عني انا و9 من الشرفاء".

وألقى مانديلا، دعابة أنه جاء ليفي بوعده بمقابلة محمد فايق ولكنه تأخر عن الموعد 28 عاما، على حد قول "عبد الغفار".

وحرص مانديلا على زيارة مصر للمرة الـ3 لكن بصفته رئيس حر منتخب لدولة جنوب أفريقيا، وكانت هذه الزيارة الأخيرة له في مصر عام 1995، وكانت بنفس حفاوة زيارة عام 1991 ولكن أكثر تنظيما، كما قال محمد عبد الغفار.

توفى مانديلا، الحائز على جائزة نوبل للسلام في 5 ديسمبر عام 2013، تاركا للأجيال التي تلته قصة كفاح ونضال كانت الحرية السبب الرئيسي لها، بما ورد بمذكراته الشخصية بعد وفاته.


مواضيع متعلقة