العلاقات العامة والكرنفال الروسي
- الاتحاد الدولي
- الدوريات الأوروبية
- السمعة الطيبة
- الصراعات السياسية
- العلاقات العامة
- القوة الاقتصادية
- المعارك السياسية
- بطولة كأس العالم
- رئيس الاتحاد
- الاتحاد الدولي
- الدوريات الأوروبية
- السمعة الطيبة
- الصراعات السياسية
- العلاقات العامة
- القوة الاقتصادية
- المعارك السياسية
- بطولة كأس العالم
- رئيس الاتحاد
لم تكن روسيا من البلاد المعروفة بعشقها لكرة القدم، كما لم تكن يومًا مرشحًة للفوز بأي بطولة كروية على الصعيد القاري أو العالمي، فهي الدولة المصنفة رقم (70) على العالم في قائمة منتخبات اللعبة، والدوري الروسي يعد من أضعف الدوريات الأوروبية، حيث يلعب بأنديته أنصاف نجوم اللعبة من اللاعبين المغمورين الذين لم نسمع عنهم يومًا ما، لكنها روسيا القوة الاقتصادية المعروفة، وثاني أكبر الأقطاب السياسية والاستراتيجية بعد أمريكا، والتي تمتلك تاريخًا عظيمًا زاخرًا بالمعارك السياسية على مدى الزمان.
ولأنها روسيا فقد أدركت بعد عشرات العقود من الصراعات السياسية ضرورة تحويل وجهتها نحو كرة القدم كقوة دبلوماسية ناعمة تحقق أهدافها السياسية، وتعزز قوتها الاقتصادية، فلم يكن الدب الروسي- حكومة وشعبًا- حالمًا بالتتويج بكأس العالم، بل كان شغلهم الشاغل هو الاستفادة المثلى من أهداف العلاقات العامة في تنظيم هذا الكرنفال المونديالي، وذلك بكل ما يعنيه مصطلح العلاقات العامة من معان ووظائف.
وبالفعل نجحت روسيا في جني ثمار استراتيجياتها الإدارية والتنظيمة للمونديال قبل أيام من ختامه، حيث أثنى السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، على روسيا، قائلا "إنها استضافت النسخة الأفضل على الإطلاق من بطولة كأس العالم، ونجحت في تغيير ما وصفه بـ التصورات السيئة، لقد استثمروا في المستقبل، وغيروا نظرة العالم لروسيا، لقد تجول آلاف الأشخاص في كل أنحاء روسيا ليكتشفوا أنها بلد جميل وثري من الناحية الثقافية والتاريخية، كما انتشرت أجواء من الصداقة بين المشجعين".
هذه العبارات هي التتويج الحقيقي الأهم للكرنفال الروسي الذي حقق نداءً عالميًا Global appeal واسع الاتصال يخلق نوعًا من الارتباط العاطفي بين الجماهير من متابعي وغير متابعي كرة القدم على اختلاف لغتهم وجنسياتهم ودينهم، وبين فعاليات الحدث التي برهنت على مدار شهر كامل على القوة الروسية الدبلوماسية الناعمة التي عززت صورتها الذهنية، و أكدت على قوة نظامها السياسي، واستقطاب الاعتراف الدولي والعالمي به.
لقد تابع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، قائلًا "إنه تم إشغال 90% من مقاعد الملاعب، وزار سبعة ملايين شخص مناطق 'فان فيست' المخصصة للمشجعين، وتحطمت أرقاما قياسية لزيارة مواقع البطولة وتقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (فار) حققت نجاحًا كبيرًا، ولم تكن هناك أي حالة منشطات".
وتمثل تصريحات رئيس الاتحاد إشارة واضحة إلى الاتساق التام بين عناصر الموارد التنظيمية الواقعية intangible organizational resources للأحداث الخاصة وهي موارد (الثقة، الالتزام، المصداقية، النوايا الطيبة، تعزيز الهوية، الشرعية، القوة، بناء العلاقات، السمعة الطيبة، الرضا والإشباع) وما تتضمنه من أنشطة وجهود اتصالية وتفاعلات تنظيمية تتخلل إقامتها، وبين المنهج النظري للعلاقات العامة وتطبيقاتها العملية لأهدافها ووظائفها، حيث تعد الأحداث الخاصة إحدى آليات تحقيق هذه الأهداف.