أشياء لا تعرفها عن العلاقة بين ضوء الشمس والصحة العقلية

أشياء لا تعرفها عن العلاقة بين ضوء الشمس والصحة العقلية
ضوء الشمس يعتبر أحد العوامل المهمة ذات التأثير على الصحة العقلية، وأجريت دراسة حديثة للتعرف على الروابط بين الطقس والاكتئاب، واستخدمت فيها بيانات الصحة العقلية لأكثر من 16 ألف من طلاب جامعة "بريجهام يونج" الأمريكية، بملء تقييمات عدة مرات بواسطة كل شخص على مدى 6 سنوات، ثم مطابقة التقييمات مع بيانات الطقس المحلية.
وأجرى الباحثون بالدراسة حسابا لـ19 من العوامل البيئية المختلفة، بما في ذلك شعاع الشمس، وهو كمية الضوء التي تصل إلى الأرض، والغطاء السحابي، والمطر، ورياح البرد، والضغط الجوي، ومستويات الضباب الدخاني، ومع ذلك تم اكتشاف أن أكثر ما يهم هو مقدار الوقت بين شروق الشمس وغروبها، حسب موقع "روتانا".
وعن أهمية التعرض للشمس والعلاقة مع فيتامين "د"، أظهرت الدراسة أن هناك فائدة أخرى جديرة بالاهتمام للتعرض للشمس، هي فيتامين "د"، لكن عندما نتحدث عن التعرض لأشعة الشمس لتحسين إنتاج هذا الفيتامين، فإننا ننظر فقط إلى جزء صغير من طيف الضوء ، لأن الأشعة فوق البنفسجية هي النسبة الوحيدة القادرة على التمثيل الضوئي لفيتامين "د" في بشرتك.
ووفقًا لورقة بحثية نُشرت في مجلة "ديرماتو ـ الغدد الصماء"، فإن ضوء الشمس لديه القدرة على التأثير في المزاج، ومثال على ذلك، يستخدم جسمك الطيف الضوئي القريب من الأشعة تحت الحمراء لإنتاج طاقة "الميتوكوندريا" والحفاظ على التوازن النظامي.
كما تهيئ الأشعة تحت الحمراء القريبة الخلايا في شبكية العين لإصلاحها وتجديدها، ومع الدور القريب من الأشعة تحت الحمراء التي تلعب دورًا مهمًا في إنتاج طاقة جسمك.
وتوصل الباحثون إلى استنتاجات مفادها أنه إذا كانت مستويات "الأدينوزين ثلاثي الفوسفات"(ATP) منخفضة نظرًا لعدم كفاية التعرض لأشعة الشمس، فقد تشعر بالركود والتعب، وربما بالاكتئاب.
وذكرت المجلة أيضًا أنه عندما يزداد مستوى الميلاتونين في الظلام، ربما تشعر بالتعب عندما تبدأ الشمس بالظهور، خلال أشهر الشتاء، قد يكون ذلك في وقت مبكر حتى الساعة 4 مساءً.
بالإضافة إلى ذلك حددت الأبحاث أيضًا أن ضوء الأشعة فوق البنفسجية يحفز خلايا البشرة المعروفة باسم الخلايا الكيراتينية لعمل "endorphins"، التي لها تأثير يعزز المزاج.
أيضا من الحقائق التي ذكرتها المجلة أن "السيروتونين" الذي يطلق استجابة لأشعة الشمس، وهو هرمون يساعد على رفع المزاج والطاقة، ويولد أكسيد النيتريك في الجلد، الذي له عدد من التأثيرات المفيدة على الجسم، ويحفز ما يصل إلى 60 ٪ من الدم لتدفق إلى شعيرات الجلد الخاصة بك، حيث تمتص هذه الطاقة والأشعة تحت الحمراء، ويساعد أيضًا على قتل أي عدوى في الدم بينما يعيد الأشعة تحت الحمراء شحن البطارية الخلوية.
نقص فيتامين "د" يسبب الاكتئاب، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنه مضاد قوي للالتهاب، وعلاوة على ذلك، هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن فيتامين "د" يلعب دورا مهما في الصحة العقلية.
لذا إذا كنت تميل إلى الشعور باللون الأزرق خلال أشهر الخريف والشتاء، فيفضل الحصول على مستويات عالية من الفيتامين إذا أظهرت النتائج أن مستوياته أقل من 40 نانو جرام/مل، وسيكون من المستحسن استخدام مكمل فيتامين "د".
وفي دراسة أجريت عام 2006، وجد أن كبار السن الذين لديهم مستويات فيتامين "د" أقل من 20 نانو جرام/مل، أكثر عرضة للاكتئاب من المستويات الأعلى، كما أشارت دراسة أجريت عام 2007 إلى أن نقص هذا الفيتامين مسؤول عن أعراض الاكتئاب والقلق لدى المرضى الذين يعانون من "الفيبروميالجيا".
وأشار الباحثون في دراسة أجريت في عام 2011 إلى أن الكشف والعلاج الفعالين لمستويات غير كافية من فيتامين "د"، لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية قد يكون علاجا سهلا وفعالا من حيث التكلفة، والذي يمكن أن يحسن النتائج الصحية للمرضى على المدى الطويل، فضلا عن نوعية حياتهم.
وتم اكتشاف أن النطاق الأمثل للصحة البدنية والعقلية العامة ما بين 40 و70 نانو جرام/مل، لذا فإذا كنت تشعر بالاكتئاب فافحص مستويات فيتامين "د" لديك.
ويلعب فيتامين "د" دورا حاسما في الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة المثلى، وهناك حوالى 30 ألف جين في الجسم، 3000 منهم يتأثر بفيتامين "د"، ما يجعله عنصرا مهما في الوقاية من أمراض مثل سرطان البنكرياس والرئة والمبيض والبروستاتا والجلد.