«هاجر» تروى تفاصيل ساعات المخاض بعد انقلاب «قطار المرازيق»

كتب: سارة صلاح

«هاجر» تروى تفاصيل ساعات المخاض بعد انقلاب «قطار المرازيق»

«هاجر» تروى تفاصيل ساعات المخاض بعد انقلاب «قطار المرازيق»

داخل «قسم النساء والتوليد» بالطابق الثانى بمستشفى البدرشين العام، ترقد «هاجر عبدالله»، 22 عاماً، مرتدية عباءة بيضاء عليها آثار دماء، وبجوارها ينام طفلها «رجب»، الذى وضعته عصر أمس الأول، لقد أصابها الذعر من انقلاب عربة القطار، الذى كانت تستقله من القاهرة، حيث مقر عمل زوجها، متّجهة إلى قريتها بمركز «مغاغة» بالمنيا.

تروى «هاجر» تفاصيل ذلك اليوم، الذى كلما تذكرته يرتعش جسدها النحيل، قائلة بصوت متقطع: «كنت قاعدة على الأرض، لأن مفيش كراسى فاضية، وفوجئت بهزة شديدة فى القطر، ولسه هاشوف فيه إيه لقيت الناس بتقع عليا، وأطفال بتصرخ، ماكنتش خايفة غير على ابنى، لأنى تعبت ف حمله كتير، وهو أول فرحتى، وكنت باحاول أبعد الناس عن بطنى، بس غصب عنهم، كانوا بيترموا علينا». دقائق قليلة مرت على «هاجر» وهى داخل عربة القطار لا تملك سوى الصراخ بصوت عالٍ: «إلحقونى، والحقوا ابنى قبل ما نموت»، حتى فوجئت ببعض شباب قرية المرازيق التى انقلب القطار فيها، يكسرون زجاج الباب الذى كانت تستند عليه طوال رحلتها التى لم يمضِ منها سوى نصف ساعة، محاولين إنقاذها: «ربنا وقف لى ولاد حلال كتير طلعونى بالعافية، لما ناس من اللى كانوا راكبين معانا قالوا لهم فيه واحدة حامل جوه، طلعت مش حاسة بأى وجع، وفضلت أصوت وأقول لحماتى ابنى مات».

آلام شديدة شعرت بها «هاجر» أثناء حديثها لـ«الوطن»، جعلتها غير قادرة على إكمال حديثها، والتقطت منها أطراف الحديث «آمال على»، والدة زوجها، 45 سنة، التى كانت معها فى «رحلة العذاب» على حد تعبيرها، تقول إنها ما زالت حتى الآن غير قادرة على استيعاب ما حدث لهم، إذ فوجئت بعد تحرك القطار بدقائق قليلة، بميل عربة القطار، ووقوع حفيدتها، وصراخ زوجة ابنها «هاجر»، التى كان من المفترض أن تلد بعد 10 أيام، أول أبنائها، مضيفة: «شباب القرية والضباط اللى كانوا وافقين ماسابوناش غير لما طلعوا هاجر بره القطار، وفضلت أنا أدور على أحفادى التلاتة، لأنهم كانوا معانا، ولما لقيتهم وخرجنا، لقيت هاجر بتصوت وبتقول لى العيل مات، ماقدرتش أمسك نفسى وأخدتها فى حضنى، وبقيت أعيط، وأقول لها الحمد لله إننا خرجنا منها، ومحدش فينا متصاب، لأن الناس اللى حوالينا كانت حالتهم صعبة أوى». قبل وصول سيارات الإسعاف، شعرت «هاجر» بآلام الولادة، حسب كلام «آمال»، حيث فوجئت بـ«طلق ونزيف»، مما دفعهم إلى نقلها إلى مستشفى قريب من موقع الحادثة، لكن الطبيب الذى كان موجوداً به نصحها بالذهاب فوراً إلى مستشفى البدرشين العام بعدما طمأنهم بأن الجنين ما زال حياً: «لما جينا هنا محدش اتأخر علينا فى حاجة، وقالو لى إن نبضات الجنين سريعة، والميه اللى حواليه هتجف، ولازم تولد قيصرى، رغم أنها كانت هتولد طبيعى، ولما وافقت خلونى فى المستشفى أبصم وأختم على إنى موافقة».

بعد مرور أقل من ساعة على وجود «هاجر» داخل غرفة العمليات، سمعت «آمال» صوت حفيدها الذى أطلقت عليه اسم «رجب» على اسم جدها، ليتحول بكاؤها إلى زغاريد ملأت أرجاء المستشفى.

مستلزمات كثيرة وفرها المستشفى لـ«هاجر» ومولودها، حيث اشترى لهم طاقم التمريض ملابس ليرتديها المولود عقب خروجه من غرفة العمليات، بعدما فقدت أسرته جميع متعلقاتهم الشخصية فى الحادثة، وكذلك اللبن الصناعى وبعض الأعشاب الطبية التى احتاجها «رجب» فور ولادته.

أم المولود: «ربنا كتب لابنى عمر جديد».. وجدته: الضباط وشباب القرية ماسابوش بنتى غير لما خرجت من القطر


مواضيع متعلقة