قمة "بوتين–ترامب".. الورقة الأمريكية للضغط على أوروبا

كتب: نادية الدكرورى

قمة "بوتين–ترامب".. الورقة الأمريكية للضغط على أوروبا

قمة "بوتين–ترامب".. الورقة الأمريكية للضغط على أوروبا

تترقب العواصم الأوروبية القمة الرسمية الأولى بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، المقرر انعقادها الاثنين المقبل تأتي عشية معارك عاصفة قادها "ترامب" مع حلفائه الأوروبيين في قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مطالباً إياهم بزيادة حصتهم المالية في اشتراكات الحلف، وسط أجواء حرب تجارية موازية تقودها قرارات أمريكية بزيادة الرسوم على سلع أوروبية.

لا يتوقع الكثيرون أن تسفر القمة ،التي ستعقد في قصر الرئاسة الفنلندي، عن انفراجة كبيرة للعلاقات الأمريكية الروسية ،التي وصلت أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة التي انتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي 1991، إلا أن الظهور الرسمي الأول للرئيسان يمكن أن تستخدمه "واشنطن" لمزيد من الضغوط على دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما نقلته صحيفة التايمز البريطانية، التي نقلت مخاوف غربية من تنازلات جادة يمكن أن يقدمها الرئيس الأمريكي في قمة "هلسنكي"، بخاصة أن "ترامب" استطاع التغلب على معاندة أمريكية داخلية بشأن التقارب مع روسيا بحيث باتت المؤسسات الأمريكية تسعى بنفس الاتجاه.

وقبل ساعات من القمة، غرد "ترامب" مكررًا انتقاده لألمانيا فيما يتعلق بدفع حصتها في "الناتو" بقوله: "قد حاول الرؤساء السابقين لسنوات دفع ألمانيا وغيرها من دول الناتو الغنية لإنفاق المزيد من المال لأجل حمايتهم من روسيا دون جدوى. أنهم يدفعون جزء صغير فقط من التكلفة. بينما تدفع الولايات المتحدة عشرات مليارات الدولارات كثيرًا لدعم أوروبا وتخسر الكثير في التجارة معهم!".

"أوروبا تؤمن بضرورة تحسين العلاقات مع روسيا"، قال الدكتور فيكتور توماس، الخبير في العلاقات الأمريكية بالمعهد الملكي للشئون الدولية في لندن، لافتًا في تصريحات لـ"الوطن" إلى أن الكثيرين يرتقبوا ما ستؤول إليه هذه القمة من اتفاقات قبل البدء في التخوف من جانب الأوروبيون، خصوصاً أن فرنسا وألمانيا يعلما جيدا أنه لا مفر من التأقلم مع الأوضاع الدولية القائمة دون تجاهل لإقامة علاقات مع "روسيا".

وتأتي القمة، كما ذكر "توماس"، مؤلف كتاب "الإمبراطورية في تراجع"، لبداية إنهاء حالة التجمد التي تشهدها العلاقات الأمريكية الروسية منذ سنوات، ولكن "لا ينبغي أن نتوقع الكثير من هذه القمة"، لافتًا إلى أن ملفات مثل إيران وسوريا وأوكرانيا وجورجيا وشبه جزيرة القرب معقدة بالقدر الذي يصعب مناقشتها ووضع خطوط فاصلة لها خلال لقاء.

يرى جون لوف، كبير المحاضرين في مركز أبحاث دراسات أكاديمية "ساندهيريست" البريطانية، أنه من غير الواضح أن يتجه الاتحاد الأوروبي إلى تغيير سياساته تجاه ورسيا التي وضعها منذ 2014 على إثر "العدوان الروسي على أوكرانيا، والذي شكل تهديداً للنظام الدولي وأمن القارة الأوروبية. لافتاً في تصريحات لـ"الوطن" إلى أن "ترامب" لا يمكنه أن يظهر وداً كاملاً خلال قمته مع "بوتين" حتى لا يوصف بالضعف والخضوع لسياسة الرئيس الروسي، بخاصة أن الأخير يتسم بالمهارة والخبرة في التفاوض وممارسة فن التأثير على الآخرين، ما يزيد من صعوبة الاجتماع والتوقعات التي يمكن أن يؤول إليها.

قبل عام التقى "بوتين" و"ترامب" لأول مرة في هامبورج بألمانيا على هامش اجتماع مجموعة العشرين، ثم اجتمعا لفترة وجيزة في فيتنام في نوفمبر 2017 في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "ابيك"، إلا أن القمة هي أول اجتماع رسمي كامل لرئيسي البلدين يجري بشكل مستقل وليس على هامش مؤتمرات واجتماعات دولية.

 


مواضيع متعلقة