ترامب يشيد بقوة العلاقات مع بريطانيا رغم تصريحاته الصادمة

ترامب يشيد بقوة العلاقات مع بريطانيا رغم تصريحاته الصادمة
قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، من أهمية الانتقادات التي وجهها إلى خطة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حول بريكست، مشيدا بالعلاقات بين البلدين معتبرا أنها "لم تكن أقوى" مما هي عليه اليوم.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي مشترك بعد انتهاء المحادثات مع ماي، إنه "موافق" على إستراتيجيتها المتعلقة ببريكست، معربا عن أمله في أن يتمكن البلدان من إبرام اتفاق تجاري.
وتابع متوجها إلى رئيسة الوزراء البريطانية: "لا مانع لدي في كل ما تفعلينه الشيء الوحيد الذي أطلبه هو التأكد من استمرار علاقاتنا التجارية".
هاجم ترامب في مقابلة مع صحيفة "ذي صن" البريطانية خطة ماي للعلاقات التجارية مع الاتحاد الاوروبي بعد بريكست.
واعتبر ان مثل هذه الخطة "ستقضي على الارجح على اتفاقية" متوقعة للتبادل الحر مع الولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أواخر مارس 2019.
وتابع أن هذا لم يكن ما أراده الناخبون قائلاً إنه "نصح ماي باتخاذ مسار آخر". وأضاف أن بوريس جونسون، الذي استقال من منصبه كوزير للخارجية يمكن أن يكون "رئيس وزراء عظيما".
ونفى أن يكون وجه انتقادات إلى ماي متحدثا عن "أخبار كاذبة" رغم أن الصحيفة نشرت تسجيلات صوتية تؤكد ذلك.
بدورها، تعهدت ماي السعي إلى "التوصل لاتفاق تجاري طموح بين" البلدين بعد بريكست.
وقالت: "اتفقنا اليوم على أنه في الوقت الذي تغادر فيه المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي سنواصل السعي إلى اتفاق طموح للتجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة".
إلى ذلك، قالت ماي إن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على إظهار "القوة" و"الوحدة" بمواجهة روسيا.
واضافت مع استعداد ترامب للقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي الاثنين "اتفقنا على أنه من المهم محاورة روسيا من موقع القوة والوحدة".
كما قال الرئيس الأمريكي إنه "أكثر صرامة مع روسيا من اي شخص اخر (...) نحن الاكثر قسوة معها".
والتقى ترامب الذي وصل الى بريطانيا الخميس في زيارة تستغرق اربعة ايام رئيسة الحكومة البريطانية مرة اخرى الجمعة لاجراء محادثات حول مسائل عدة.
وقد اشاد ترامب اثناء المحادثات بمتانة العلاقات بين واشنطن ولندن رغم تصريحاته التي كان لها وقع الصدمة في المملكة المتحدة.
وقال بينما كان جالسا الى جوارها في مقر اقامة رؤساء الحكومات البريطانية الصيفي في تشيكرز التي تبعد 70 كيلومتر شمال غرب لندن ان "العلاقات متينة جدا".
وكان ترامب الذي لم يخف يوما تاييده تطبيق بريكست بشكل صارم قال للصحيفة "إذا أبرموا اتفاقا كهذا، فسنكون بذلك نتعامل مع الاتحاد الاوروبي بدلا من التعامل مع المملكة المتحدة".
وينص المشروع الذي تقدمت به ماي لبروكسل على الحفاظ على علاقات وثيقة مع الاتحاد الاوروبي على صعيد تجارة السلع من خلال اقامة منطقة "تبادل حر" جديدة على أساس مجموعة من القوانين المشتركة المتعلقة بالسلع وقطاع الصناعات الغذائية.
لكن تصريحاته أثارت استنكار بعض النواب البريطانيين كما ادت الى تراجع الجنيه امام اليورو والدولار.
وكتب وزير التربية سام جياماه على تويتر ملخصا الوضع السائد "اين لباقتك سيدي الرئيس؟". كان ترامب وصل الى بريطانيا بعد ظهر الخميس آتيا من بروكسل حيث حض شركاءه في حلف شمال الاطلسي على المساهمة بشكل أكبر في النفقات الدفاعية.
- شاي مع الملكة -وبعد تفقد القوات في اكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية المرموقة، واصل ترامب وماي المحادثات التي بدات الخميس في تشيكرز.
وبالاضافة الى التجارة شملت المحادثات بين ترامب وماي الشرق الاوسط وروسيا.
وبعد ذلك، توجه ترامب وزوجته الى قصر ويندسور على بعد 30 كلم غرب لندن لتناول الشاي مع الملكة اليزابيث الثانية.
ورحبت الملكة (92 عاما) بالرئيس الاميركي وسار جنبا الى جنب معها لتفقد حرس الشرف، كما لم ينحن عندما التقاها في انتهاكين للبروتوكول.
وعدا عن ذلك فقد سار الاجتماع بسلاسة حيث توجه ترامب وزوجته لتناول الشاي مع الملكة.
وكان ترامب صرح لصحيفة "ذا صن" ان الملكة "مثلت بلادها لسنوات عديدة، ولم ترتكب اي خطأ مطلقا او اي شيء محرج. إنها إمرأة رائعة".
وكان نحو 1,86 مليون شخص وقعوا عريضة في 2017 طالبوا فيها بمنع ترامب من القيام بزيارة رسمية "لان ذلك سيؤدي الى احراج جلالة الملكة".
وسيظل ترامب خلال زيارته بعيدا عن التظاهرات التي يشارك فيها عشرات الآلاف في ساحة ترافالغار في لندن احتجاجا على زيارته وللتنديد بسياسته للهجرة و"تمييزه الجنسي" و"انكاره" للتغيرات المناخية.
ورفع منطاد ضخم يمثل ترامب رضيعا يرتدي حفاضة عاليا فوق سماء لندن بالقرب من البرلمان.